الفن في العراق يزهو من جديد وسط الاحتجاجات الشعبية
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

تغطّي اللوحات ميدان التحرير والطرق والشوارع المؤدية إليه

الفن في العراق يزهو من جديد وسط الاحتجاجات الشعبية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الفن في العراق يزهو من جديد وسط الاحتجاجات الشعبية

اللوحة الجدارية الفن في العراق
بغداد - سورية 24

وقف عبد الله في مرآب السيارات، غير مكتمل البناء، يرتجف في سرواله الجينز يتأمل اللوحة الجدارية التي حاول فك شفرتها أمام الزوار. "انظر إلى الرجل في المنتصف. إنه يتوسل إلى قوات الأمن قائلًا: أرجوكم لا تطلقوا النار علينا، ليس لدينا شيء، لا شيء"، كرر عبد الله الكلمة الأخيرة مرتين فيما كان يبحلق في الصور المرسومة باللونين الأبيض والأسود على الحائط.

تظهر الجدارية المرسومة بالفحم على الطريقة الاشتراكية الواقعية، بطول يتخطى 12 قدمًا، مجموعة من الرجال يسيرون إلى الأمام، ويحملون على أذرعهم أصدقاءهم الذين سقطوا بفعل الرصاص. 

كان الرجال في الصورة عمالًا كادحين في ملابس خشنة ووجوه شاحبة، حسب تقرير لـ"نيويورك تايمز" الأميركية.

وأصبح عبد الله (18 عامًا)، عامل نظافة سابق في أحد المستشفيات، طلب عدم ذكر اسمه خشية الانتقام بسبب مشاركته في الاحتجاجات المناهضة للحكومة، الآن دليلًا فنيًا غير رسمي لواحد من أكثر المعارض تميزًا. المعرض هذه المرة هو الجداريات التي غطت مبنى من 15 طابقًا يعرف محليًا باسم "المطعم التركي"، المطل على نهر دجلة، الذي يمثل المعقل المعلن للعراقيين المعارضين لقيادة البلاد الحالية.

 وتغطى المبنى من جميع الجهات لافتات تحمل رسائل إلى الحكومة وقوات الأمن والعالم، ويبدو المبنى وكأنه سفينة على وشك الإبحار، مع شعارات مكتوبة على قماش أبيض يتحرك في اتجاه الريح. وتمثل الطوابق الخمسة الأولى من المبنى واحدة من المواقع الفنية الرئيسية التي ظهرت في بغداد، لتعكس الاحتجاجات، حيث قام الرسامون - المدربون وغير المدربين - بتحويل الجدران والسلالم والحدائق المتناثرة إلى لوحات كبيرة.

من أين جاء كل هذا الفن؟ كيف عادت الحياة للجمال والألوان فجأة في مدينة لطالما تعرض فيها الجمال والألوان لقمع، ولا مبالاة، من قبل الحكومات المتعاقبة؟ وفي هذا الصدد، أفاد رياض رحيم (45 عامًا)، مدرس فنون، "كما تعلمون، لدينا العديد من الأفكار حول العراق، لكن الحكومة لم تطلب منا شيئًا".

 مركز المدينة الإبداعي هو ميدان التحرير، حيث تغطي اللوحات الفنية النفق الذي يمتد أسفله والمساحات الخضراء من خلفه، وكذلك الشوارع المؤدية إليه. 

اللوحات والمنحوتات والصور الفوتوغرافية والمزارات التي قُتل فيها المحتجون هي فن سياسي نادرًا ما يُرى في العراق، ذلك البلد الذي شهد مولد الفنون منذ 10 آلاف عام على الأقل. والآن يبدو الأمر وكأن المجتمع بأكمله يستيقظ على صوت الفن، وعلى شكل وحجم وتأثير قوته الإبداعية.

وقام برسم إسهامه في المشهد على الحائط في شارع السعدون، أحد أوسع الشوارع في العاصمة، حيث تظهر جداريته رجلًا سقط برصاص قوات الأمن، فيما يسيل الدم متدفقًا من قلبه ليملأ بركة واسعة أكبر من أن يخفيها أو رجل عسكري ملثم يقف وراءه.

وتُظهر الموضوعات والأساليب الفنية المعروضة مدى تأثر جيل الشباب العراقي بالإنترنت، التي استوحى منها رسومات أضاف إليها لمسات عراقية.

فيما عكست بعض اللوحات شخصيات كتب فكاهية ملفوفة أيضًا بزي المحتجين، أو بالأحرى علم العراق.
قد يهمــك أيضــا: فنان بلغاري كفيف يجد وسيلة مبتكرة ليواصل الرسم

دار كريستي للمزادات تبيع إحدى أهم اللوحات الفنية في التاريخ

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفن في العراق يزهو من جديد وسط الاحتجاجات الشعبية الفن في العراق يزهو من جديد وسط الاحتجاجات الشعبية



GMT 10:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 14:00 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على ما يفضله برج الأسد في ديكور منزله

GMT 11:31 2020 الخميس ,14 أيار / مايو

إبراهيم سعيد في شخصية سي السيد على تيك توك

GMT 09:20 2020 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

بومبيو ينصح الأميركيين بعدم زيارة الصين

GMT 15:04 2020 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

إصابة أربعين شخصًا جراء اصطدام قطارين في الهند

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

8 نصائح لتحويل شرفتكِ إلى حديقة غنّاء

GMT 13:59 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

انفصال أصالة نصري عن زوجها المخرج طارق العريان

GMT 12:37 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يدخل الليلة معسكر مواجهة الشرقية فى الكأس

GMT 16:41 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الشارقة للكتاب" يتخطى حاجز المليوني زائر

GMT 21:03 2019 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الفايز يؤكد ان الأردن ترفض الاحتلال التركي لأراض سورية

GMT 13:56 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

المجلس الدستوري الجزائري يثبت "الشغور الرئاسي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24