بدء حملة لجمع الأموال لاعادة تفعيل مشروع معرض طرابلس الدولي
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

صمّمه البرازيلي أوسكار نيماير وأوقفته الحرب الأهلية ليصبح أطلالاً

بدء حملة لجمع الأموال لاعادة تفعيل مشروع معرض طرابلس الدولي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - بدء حملة لجمع الأموال لاعادة تفعيل مشروع معرض طرابلس الدولي

مشروع معرض طرابلس الدولي
بيروت ـ فادي سماحه

أكد المهندس المعماري والناشط اللبناني، وسيم ناجي، أن واجهة أحد المعارض غير المكتملة في مدينة طرابلس شمال لبنان، يمكن أن تنهار في أي وقت، فهي تتحلل بشكل واضح، كما أن الحديد الموجود فيها بدأ يتآكله الصدأ، ولكن ذلك ربما لا يكون أكبر مشكلة لدينا". وقال موضحاً:"إن المواد الكربونية في الخرسانة القديمة غير مرئية، لا نعرف حقا كم هي سيئة."

ويقع المتحف تحت مهبط طائرات هليكوبتر مرتفع، وكان جزءا من معرض دولي دائم صممه المهندس المعماري البرازيلي أوسكار نيماير، في أوائل الستينيات والذي كان من المتوقع أن يستوعب أكثر من مليوني زائر سنوياً.

وتشمل المباني الـ15 الموجودة على مساحة 100 هكتار، مسرحا مقبباً و"أتريوما" وسكنا جماعيا، وتم تصميم مظلة له على شكل "بوميرانغ" بطول 717 متراً لتغطية المعرض الدائم، إلى جانب جناح منفصل على الطراز التقليدي للمعارض المتعلقة بلبنان. ولكن الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاما في البلاد أوقفت المشروع في منتصف السبعينيات. وهو اليوم  جاثم في أرض المعارض المهجورة الخالية من كل شيء، يذهب إليها فقط هواة الركض، وأصحاب الكلاب للتمشية، والسياح الموسميون.

ويقود ناجي حالياً حملة من أجل إعادة ترميمه، إذ في عام 2016، انهار سقف الطابق السفلي من الفناء، ويرجع ذلك جزئيا إلى الأخطاء التي ارتكبت في البناء الأولي للمبنى.

وكانت أرض المعارض، وهي مشروع تطوير حضري رئيسي للمدينة، جزءا من سياسة اللامركزية التي تبناها الرئيس اللبناني الراحل فؤاد شهاب. وقد جاء نيماير إلى لبنان عام 1962، وأمضى شهراً في طرابلس.

ويشتهر نيماير، الذي صمم بعض الأبنية الحديثة الأكثر شهرة في القرن العشرين، بعمله في برازيليا، وحينها كانت مدينة مستقبلية مخططة بنيت في الخمسينات لتكون عاصمة جديدة للبرازيل. وبحث المهندس المعماري الحائز على جائزة "بريتزكر"، وهو شيوعي، عن الذهاب إلى المنفى في العاصمة الفرنسية باريس، خلال حكم الديكتاتورية العسكرية في البرازيل، وصمم مقر الحزب الشيوعي الفرنسي، ومن السمات المميزة لعمارته استخدامه منحنيات على الخرسانة المسلحة، ولكن في نهاية مسيرته المهنية، تم انتقاد مشاريع التنمية الحديثة مثل برازيليا.

وصُممت تصاميم نيماير لأرض المعارض في برازيليا، لكنه جرب أيضا تصاميم هياكل جديدة لمتحف الفضاء والمسرح تحت القبة (الأقواس) في لبنان. ويقول المؤرخ المعماري فارس الدحداح من "جامعة رايس" في هيوستن الأميركية: "إن الأقواس في لبنان هي الإشارة الوحيدة في المعرض إلى العمارة المحلية. كانت الهياكل المنحنية معقدة من الناحية الفنية للبناء، وأصر نيماير على حفاظنا على الانحناء الدقيق لرسوماته الأصلية."

وكان الموقع المختار لأرض المعارض عبارة عن منطقة من بساتين البرتقال في جنوب طرابلس، وتتذكر أوديت صوايا، التي يقع منزلها على أطراف المدينة، والمعروفة بأزهارها البرتقالية الفواحة، زيارة من الوزراء المشاركين في رسم خريطة لمدينة المعارض، وتقول :"ذهبنا إلى الشرفة حتى نتمكن من مشاهدة تقييم الأرض. كان كل ما يمكن أن تراه هو البساتين والبحر. لقد ضاعت رائحة أزهار البرتقال بسبب التطور العمراني الكبير للمدينة."

وساهم تهميش طرابلس، والتي كان ميناؤها التاريخي أكثر أهمية من بيروت، في تراجع المعرض، وتم إسقاط اقتراح شركة صينية لتأجير الموقع وتحويله إلى معرض تجاري للمنتجات الصينية في الشرق الأوسط في عام 2007 بسبب المخاوف الأمنية، وفي ذلك العام، دخل الجيش اللبناني في صراع دام لثلاثة أشهر مع الجماعات الإسلامية المنطرفة التي كانت موجودة في مخيم "نهر البارد" للاجئين.

ومع انتهاء الصراع المحلي، يسعى السكان وجماعات المجتمع المدني والوكالات الدولية بنشاط لاستعادة ديناميكية مدينة طرابلس وتغيير صورتها العامة.

وتقول نادين ديب، التي أنشأت في عام 2016 متحف " Warche 13"، وهو مساحة إبداعية ومقهى في منطقة الميناء القديمة: "إنها الفترة الأكثر حيوية من أي وقت مضى." ومنذ يونيو / حزيران، تم إنشاء معرضين فنيين معاصرين بتنظيم من منظمات محلية ودولية في مباني الموقع، وحصلت المنطقة الاقتصادية الخاصة بطرابلس المنشأة حديثا على عقد تأجير جزء من أرض المعرض غير المطورة لبناء مركز للتكنولوجيا، وستطلق مناقصة دولية لتقديم مقترحات لتطوير المشروع، وسيتم تجديد مبنيين، هما مبنى جمارك ومكتب إداري.

ويساعد وجهاء ونشطاء المدينة في جمع الأموال اللازمة لاستعادة المعرض، إذ في سبتمبر / أيلول، تم وضع أرض المعارض على قائمة مواقع "اليونسكو" التي يتم النظر فيها لترشيحها الى قائمة التراث العالمي، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، تمت استعادة دار الضيافة للمعرض وإعادة افتتاحه قبل شهرين كمنطقة عمل للنجارين المحليين. ومع ذلك، فإن تحديات الاستعادة هائلة، حيث يقدر ناجي أن هناك حاجة إلى ما يصل إلى 40 مليون دولار، لعلاج الخرسانة وجعلها آمنة مرة أخرى، ومن التحديات الأخرى، إعادة ربط السكان المحليين بالموقع الذي تم التخلي عنه، حيث اليوم تحيط حدوده بالجدران التي بنتها الحكومة اللبنانية لتقييد وصول الجمهور إليه. كما يتذكر الكثير من سكان طرابلس أن المعرض كان قاعدة للقوات السورية  ولا يعرفون أهميته المعمارية.
قد يهمك أيضًا :

كتاب "التأريخي والسردي في الرواية العربية" يقدّم دروسًا للحكّام

هلسنكي تُنظِّم معرضًا يضمّ أعمال 23 فنانًا تحت شعار "فن الشرق إلى أوروبا"

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بدء حملة لجمع الأموال لاعادة تفعيل مشروع معرض طرابلس الدولي بدء حملة لجمع الأموال لاعادة تفعيل مشروع معرض طرابلس الدولي



GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 18:00 2020 الأحد ,01 آذار/ مارس

يسود الوفاق أجواء الأسبوع الاول من الشهر

GMT 14:13 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 14:20 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 07:18 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

سيلفيان هونودو يحظى بحُب ابنة آخر ملوك مصر

GMT 15:45 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"إعمار" توقع وثائق لبيع خمسة أصول مع "أبوظبي الوطنية للفنادق"

GMT 20:58 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

يجري روبوت ياباني فحوص الكشف عن مرض كوفيد - 19

GMT 17:19 2020 الأحد ,01 آذار/ مارس

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 11:02 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيلون موسك يكشف عن خطط لنقل 100 شخص إلى المريخ

GMT 07:19 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

صحفية أميركية تزعم قتل الروبوتات لـ 29 عالمًا في اليابان

GMT 09:34 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

تحكيم الديربي السعودي

GMT 17:50 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الباحث السوري عيد مرعي يبحر في تاريخ الشرق القديم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24