طبيبة نفسية تؤكد أن الرسم يُخلِّص أطفال أفريقيا الوسطى من كوابيس الحرب
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

كشفت أنه يعمل على مساعدتهم على التعايش مع الصدمة

طبيبة نفسية تؤكد أن الرسم يُخلِّص أطفال أفريقيا الوسطى من كوابيس الحرب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - طبيبة نفسية تؤكد أن الرسم يُخلِّص أطفال أفريقيا الوسطى من كوابيس الحرب

الرسم يُخلِّص أطفال أفريقيا الوسطى من كوابيس الحرب
واشنطن ـ سورية 24

تتنقل أقلام التلوين بسرعة على الأوراق البيضاء في مخيم النازحين في كاغا باندورو في شمال جمهورية أفريقيا الوسطى إذ ينكب الأطفال على رسم يومياتهم الزاخرة برجال مسلحين ودبابات مع طغيان اللون الأحمر.

وتتأمل الطبيبة النفسية مامي نوريا مينيكو في إحدى الخيم، هذه الرسوم التي تعتبر مؤشرا على الصحة العقلية للأطفال، ومتنفسا يحتاجون إليه بشدة، وتقول "مشكلتهم هي أنهم يتعرضون لمشاهد العنف بشكل يومي".

وتدير هذه الكونغولية البالغة من العمر "43 عامًا" برنامجًا للصليب الأحمر في مخيم النازحين هذا لمساعدة الأطفال الذين يعانون من أعراض ما بعد الصدمة.

وتضيف "الرسم يساعد الأطفال على التعبير عما يشعرون به. إنه يوضح ما لا يمكن للأطفال أن يقولوه بصوت عالٍ... في بعض الأحيان، يبدأ بعضهم البكاء بمجرد بدء الرسم".

وتعد مدينة كاغا باندورو التي تستقبل المخيم بمثابة نموذج لدراسة حالة عدم الاستقرار والعنف الدائر في جمهورية أفريقيا الوسطى.

وتقع هذه المدينة على مسافة حوالى 330 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة بانغي، على تقاطع طرق استراتيجي يستخدمه رعاة الماشية الرحل.

وكانت كاغا باندورو في قبضة الجماعات المسلحة، لمدة خمس سنوات لا هوادة فيها، وهي ميليشيات تسيطر على معظم أرجاء البلد المضطرب. وعادة ما تزعم هذه الميليشيات أنها تدافع عن مجموعات أو ديانات عرقية معينة، لكنها تقاتل فقط من أجل الاستحواذ على الموارد وتقوم بالابتزاز وأعمال العنف.

وزهقت آلاف الأرواح، في هذه الجمهورية التي يبلغ عدد سكانها 4,5 ملايين نسمة، وفر 650 ألف شخص من ديارهم وهاجر 575 ألفا آخرين، وفقا لأرقام الأمم المتحدة اعتبارا من كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي.

وشاهد العديد من الأطفال خلال أعمال العنف، الضرب وعمليات الاغتصاب والقتل، ورأى البعض منازلهم وهي تتعرض للغزو وأهاليهم يتعرضون للإهانة أو الأذى أو الاختطاف أو القتل.

وعاد الهدوء النسبي في كاغا باندورو، الشهر الماضي مع وصول القوات المسلحة بعدما وقّعت الحكومة و14 من أمراء الحرب اتفاق سلام في شباط /فبراير، وهو الثامن في سلسلة المعاهدات، وفي الوقت الحالي، يقتصر وجود الميليشيات على قاعدتهم، رغم وجود أعمال عنف متقطعة في ضواحي المدينة.

اقرأ  أيضًا:

الشرطة الإيرانية تغلق 547 مطعمًا ومقهى لمخالفتها "المبادئ الإسلامية"

ومكّن برنامج الصليب الأحمر نوريا مينيكو من تحديد 233 طفلا تراوح أعمارهم بين 5 و15 عاما يعانون أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.

وفيما تجلس على حصيرة، تسأل مجموعة من ستة أطفال: "من حلم حلما سيّئا الليلة الماضية؟" فترتفع ثلاث أياد، وتخبر فلورين البالغة من العمر 10 سنوات وشقيقتها على حرجها كابوسها قائلة "أمي وأبي أتيا لأخذي لكنني أخبرتهما بأنني لا أستطيع الذهاب معهما"، فقد قُتل والداها العام 2013 على أيدي مجموعة سيليكا المسلحة وهي بغالبيتها مسلمة.

وتقول فلورين التي تم تغيير اسمها لحمايتها "عندما أشعر بالضيق أقوم بهذه التمارين وأفكر في وجبة لذيذة"، ويجلس إلى يمينها إيرفيه البالغ 12 عاما، وهذه جلسة العلاج الثالثة له.

وتظهر رسوم إيرفيه دائما الأمور نفسها: شاحنات صغيرة مزودة مدافع رشاشة مثبتة على ظهرها، جثة في النهر، يد في بئر، منزل يحترق ووالده في الداخل.

ويقول "يجب أن أرسم لأنزع الصور من رأسي وأصبح قادرا على النوم"، وتشير والدته إلى أن الجلسات ساعدت الصبي وحسّنت علاقته بها مضيفة "من قبل، كان يبكي طوال الليل. أما هذا الأسبوع فاستيقظ خمس مرات فقط"، ويساعد العلاج أيضا الأهل على فهم سبب رغبة الطفل في الحصول على الاهتمام أو تصرفهم بعدوانية.

وتعترف والدة إيرفيه بأنه "قبل ذلك، عندما لم يطعني ويفعل شيئا سخيفا، كنت أضربه. لم أكن أفهم، لكنني الآن أصبحت أعلم لماذا ونتحدث عن المشكلة سويا".

ويقول البروفسور جان كريسوستوم غودي كبير الأطباء في مستشفى الأطفال في بانغي، إن المشكلات العقلية المرتبطة بالنزاع منتشرة في بلد يعاني من العنف منذ العام 2003. لكن هذه المسألة تعتبر أيضا من المحرمات، ويوضح "إنها مشكلة صحة عامة فعلية. يمكن أن تسبب الصدمة غير المعالجة الاكتئاب وقد تؤدي إلى العنف... إنها تغذي الحلقة المفرغة".

وتضيف نوريا مينيكو أن الأطفال مثل فلورين وإيرفيه الذين شهدوا أعمال عنف شديدة يتحملون عبئا مدى الحياة، وتلفت إلى أنه "لا يمكننا مسح الأحداث من عقولهم... ما نحاول القيام به هو مساعدتهم على التعايش مع الصدمة التي تعرضوا لها".

قد يهمك أيضًا:

وزير الثقافة السعودي يُحيي ذكرى الراحل طلال مداح ويطلق اسمه على أحد المسارح

ثقافة عمرها 10 آلاف عام تختفي مع وفاة جدة من تشيلي

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبيبة نفسية تؤكد أن الرسم يُخلِّص أطفال أفريقيا الوسطى من كوابيس الحرب طبيبة نفسية تؤكد أن الرسم يُخلِّص أطفال أفريقيا الوسطى من كوابيس الحرب



GMT 10:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 13:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين

GMT 06:38 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

نصائح خاصة تساعدك على تكوين شخصية متزنة لطفلك

GMT 18:17 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

أبوالعزم يلتقي القاضية سامية كاظم في العراق

GMT 06:35 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

لاغارد تؤكّد أنّ احتجاجات فرنسا تُؤثِّر على الاقتصاد

GMT 09:03 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل فنادق جليدية في العالم لقضاء شهرعسل ممتع

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 00:40 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

زلزال قوته 7.5 درجة يضرب جزر تانيمبار الإندونيسية

GMT 00:38 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

شيخ الأزهر يُوجِه إلى محمد صلاح ثلاث وصايا

GMT 14:50 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

الأمير تشارلز يكشّف أسرار عن زواجه من الراحلة ديانا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24