التشكيلي الفلسطيني عصام مخيمر يحوّل ألم الحصار إلى رسالة صمود فنية
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

أطلق معرضه "لكل وجه قضية" من القاهرة ويأمل في التجول به

التشكيلي الفلسطيني عصام مخيمر يحوّل ألم الحصار إلى رسالة صمود فنية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - التشكيلي الفلسطيني عصام مخيمر يحوّل ألم الحصار إلى رسالة صمود فنية

التشكيلي الفلسطيني عصام مخيمر
القاهرة ـ سورية24

«عظمة هذه الثورة أنها ليست بندقية، فلو كانت بندقية فقط، لكانت قاطعة طريق، لكنها نبض شاعر، وريشة فنان، وقلم كاتب، ومبضع جراح، وإبرة لفتاة تخيط قميص فدائييها وزوجها»... مقولة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، تتجسد لزائر المعرض التشكيلي «لكل وجه قضية»، حيث رسمت «ريشة الفنان» الغزاوي عصام مخيمر لوحات من قلب الحصار، ناقلة رسالة فنية عن ألم الفلسطينيين.حوّل الفنان الشاب هذا الألم إلى طاقة فنية، يفجّر فيها مشاعره، فعبّر بوضوح عن قضية بلاده وصمود أهلها، واختار العاصمة المصرية القاهرة «بيت الفن»، حسب وصفه، لكي يبعث منها رسالته التشكيلية الأولى إلى العرب جميعاً، بل والعالم. فعبر 14 عملاً زيتياً يؤكد أن الفن هو أسلوب من أساليب المقاومة الشعبية الفلسطينية، مُتقفياً خطوات فنان الكاريكاتير الراحل ناجي العلي، الذي انتقد برسوماته اللاذعة سياسات الاحتلال. آملاً أن يتجول بلوحاته عبر دول العالم لكي يعرف الجميع معاناة الفلسطينيين.

يتحدث مخيمر عن عنوان معرضه، قائلاً : «(لكل وجه قضية) يعني أن كل وجه أو ملمح في لوحاتي تدور عن قضية من قضايا الشعب الفلسطيني، الذي مر بحصار وحروب وتهجير واستيطان، ووضع مادي ومعنوي ونفسي. كما تركز الأعمال على معاناة شعب غزة المحاصر، الذي يفتقد لأبسط الأشياء التي يحتاج إليها الإنسان».يلجأ الفنان الفلسطيني أحياناً إلى البورتريه، وأحياناً أخرى إلى الرمز الذي يتفاعل مع العناصر الأخرى في لوحاته بما يمكنه من تشكيل رسالته الفنية. ويوضح: «عنصر الوجوه موجود بقوة، وبخاصة وجه المرأة، الذي اعتمدت عليه في أكثر من لوحة، وقصدت ذلك لأنها هي من تعبر عن الأرض، وهي دائماً بملامحها تؤثر أكثر من الرجل». ويتابع: «أما عن الرمز، فقد اتجهت بداية إلى الرسم بالأسلوب الواقعي، من ثم التأثيري الواقعي، منتهياً بالطابع السريالي، حيث شعرت بأن الواقعية لا تكفي، فالرمز السريالي يمكنه توصيل رسالة أعمق، ويسهل تطويعه لإيصال مفهوم أشمل».

مفاهيم وأفكار بأساليب مختلفة يمكن ملاحظتها مع التوقف أمام لوحات المعرض... فلوحة «الأم الفلسطينية» يترك صاحبها المجال أمام المتلقي لكي يتأملها ليرى عدداً من المعاني، فهي تنطق بصفات المرأة العاطفية والإنسانية والأخلاقية؛ إذ يلجأ مخيمر إلى خصلات شعرها الذهبية لكي يعبّر بها عن مشاعرها الدافئة التي تربي بها الصغار، ومن الخصلات أيضاً ينطلق حصان بما يعبّر عن أنها ثائرة ومناضلة، بينما تنتهي الخصلات بجنازة شهيد، بما ينم عن التضحية والفداء بالأبناء، كما تعبر اللوحة ككل عن جمال المرأة الفلسطينية.

أقرا أيضا" :

معرض الكتاب يستضيف توقيع كتاب (الصين..الفعل المؤسس لنظام عالمي جديد)

«بيت من ركام»، عنوان لوحة أخرى، يحاول بها الفنان الشاب لفت نظر العالم إلى حرب 2017 على غزة، عندما بات الأهالي ليلة كاملة تحت جحيم المدفعية الإسرائيلية، لتدك المنازل، ثم جاء عيد الفطر بعدها، ليرتدي الأطفال لباس العيد وسط الركام والحرب القائمة، فما كان منهم إلا أن تركوا ألعابهم وحاولوا إعادة بناء منزلهم بالأحجار المتهدمة، بين نظرة إحباط ونظرة أمل منهم. أما لوحة «عهد الوطن»، فهي تستلهم وجه الناشطة الفلسطينية ضد الاحتلال عهد التميمي، وتبرز معنى العهد للوطن، والرسالة من ورائها أن جميع الفلسطينيين بمختلف فئاتهم وطوائفهم يدافعون عن الوطن كلٌ بطريقته، وأن المقاومة ليست فقط بالسلاح والحجر، بل بالوسائل كافة، مثل الفن والموسيقى والدعاء.تجمع لوحة «غزة»، وهو أيضاً اسم الفتاة صاحبة البورتريه، بين نقيضين، ففي عينيها تلمع الدموع وعلى شفتيها تقف ابتسامة على مضض، وكلتاهما – المدينة التي تطل على شكل خريطة غزة الجغرافية والفتاة بملامحها الطفولية المقهورة - تظهران في اللوحة وسط الظلام الدامس، بما يعبّر عن الحصار وانقطاع الكهرباء المستمر.مع هذه الرؤى الفنية، تتكامل الألوان بما يخدم «ريشة الفنان»، فألوانه الزيتية جاءت متناسقة مع الأفكار المطروحة، وهو ما يوضحه مخيمر بقوله: «عملت على أن أوصل رسالتي ليس فقط من خلال الرمز والخطوط، لكن من خلال اللون أيضاً، حيث تطل الوجوه والخلفيات بألوان هادئة بما يتناسب مع البيئة المعتمة التي أعبر عنها».

وقد يهمك أيضا" :

مؤسسات النشر العامة في معرض الكتاب السوري تشهد إقبالًا جماهيريًا ومبادرات جديدة

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التشكيلي الفلسطيني عصام مخيمر يحوّل ألم الحصار إلى رسالة صمود فنية التشكيلي الفلسطيني عصام مخيمر يحوّل ألم الحصار إلى رسالة صمود فنية



GMT 10:51 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 202

GMT 09:02 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات كبيرة في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 11:34 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدأ الاستعداد لبدء التخطيط لمشاريع جديدة

GMT 11:19 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 11:12 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 13:01 2021 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

زيدان يدافع عن هازارد عقب الهزيمة أمام أتلتيك بيلباو

GMT 14:43 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب والتدخل الروسي وقضية أوكرانيا

GMT 13:43 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عشرات القتلى في جنازة قاسم سليماني

GMT 08:15 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

لوحات تحكي بلسان الأطفال في معرض لون وحب لسناء قولي

GMT 09:34 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

انكماش الاقتصاد البريطاني بعد تدهور للخدمات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24