الرئيس التركي يتوسل تدخل الناتو بعد سنوات من الهجوم عليه
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

مع تصاعد خطر حركة اللاجئين الجماعية نحو أنقرة

الرئيس التركي يتوسل تدخل الناتو بعد سنوات من الهجوم عليه

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الرئيس التركي يتوسل تدخل الناتو بعد سنوات من الهجوم عليه

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
أنقرة - سورية 24

ذكرت وكالة بلومبيرغ أنه بعد سنوات من الهجوم على "الناتو" وتخوين شركائه في حلف شمال الأطلسي، يجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه أنه بحاجة إليهم في نهاية الأمر.وفي الوقت الذي تنزلق فيه تركيا نحو الحرب مع القوات السورية المدعومة من روسيا، توسلت أنقرة حلفاء الولايات المتحدة وأوروبا لتقديم الدعم في صراع يخاطر بتقويض العلاقات الودية التي بناها مع موسكو. ويأتي هذا التحول مع تصاعد خطر حركة اللاجئين الجماعية نحو تركيا، وهزيمة المتمردين المدعومين من تركيا في سوريا.

صواريخ باتريوت

ويضيف تقرير نشرته بلومبيرغ أن حل أنقرة للأزمة كان التواصل مع واشنطن لطلب نشر بطاريتي صواريخ باتريوت على الحدود السورية. فهي بحاجة إلى صواريخ باتريوت تديرها الولايات المتحدة لردع الضربات الجوية الروسية لدعم الهجوم على إدلب، آخر معقل للمتمردين في سوريا، من قبل القوات الموالية للرئيس بشار الأسد. كما أبدت تركيا استعدادها لقبول دعم مماثل من الحلفاء الأوروبيين.

ويُعدّ هذا الطلب تغييراً مفاجئاً لأردوغان بعد سنوات من الهجوم على الولايات المتحدة والشركاء الأوروبيين، ويؤكد على ورطة تركيا في الوقت الذي تخوض فيه الصراع مع سوريا المدعومة من روسيا. وفي حين تصر تركيا على أنها ستتجنب أي مواجهة مع القوات الروسية، فإن الضغط على أردوغان للرد يتزايد مع تزايد عدد الضحايا الأتراك

وقالت إيرينا زفياغلسكايا، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في معهد الدراسات الشرقية في موسكو الذي تموله الدولة: "نحن على حافة الهاوية وعلينا التوصل إلى اتفاق". وقالت إن الوفيات التركية الأخيرة هذا الأسبوع أعادت إلى الوطن الطبيعة الخطيرة التي لا يمكن التنبؤ بها للوضع، و"ينبغي أن تكون جرس إنذار".

جرس إنذار

وأجرى أردوغان اتصالا يوم الجمعة مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، طالب فيه بضرورة "الدعم القوي" لوقف عدوان النظام السوري ومؤيديه في إدلب، ومنع حدوث أزمة إنسانية، حسب ما أعلن مكتبه في بيان.

وقال مكتب الرئيس التركي في بيان إن أردوغان تحدث هاتفيا مع بوتين في وقت لاحق من يوم الجمعة، وحثه على "كبح جماح" النظام السوري في إدلب. وقال أردوغان فى وقت سابق السبت "إنه أمر غير وارد بالنسبة لنا أن ننسحب من هناك ما لم يوقفوا القمع".

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع جرحى في صفوف القوات التركية والفصائل الموالية لها جراء قصف مدفعي من قوات النظام السوري لمحيط رتل تركي متوقف عند بلدة البارة في جبل الزاوية جنوب إدلب.

وأضاف المرصد أن القوات التركية اضطرت للانسحاب شمالاً باتجاه كنصفرة بسبب اشتداد وتيرة القصف الصاروخي والجوي على محيط الرتل.

وذكرت وسائل إعلام كردية أن النظام السوري شن هجوما عنيفا على مناطق بجبل الزاوية جنوب إدلب. كما نفذت الطائرات الروسية غارات جوية استهدفت محيط تجمع "القوات التركية" المتمركزة في معسكر المسطومة جنوب مدينة إدلب. كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن النظام استقدم تعزيزات ضخمة متمثلة بعشرات العناصر المشاة وآليات ثقيلة على محور كفر سجنة في جبل الزاوية جنوب إدلب.

كما شنت الطائرات الروسية غارات جوية جديدة طالت مناطق متفرقة من جبل الزاوية وجبل الأربعين جنوب إدلب، بالإضافة لقصف صاروخي مستمر بعشرات القذائف الصاروخية يطال مناطق جبل الزاوية.

إلى ذلك، أعلن المرصد عن دخول رتل عسكري لـ"القوات التركية" من معبر خربة الجوز الحدودي مع لواء إسكندرون مؤلف من 10 آليات توجه نحو نقطة المراقبة التركية المتمركزة في بلدة اشتبرق في ريف إدلب الغربي.

وكان المرصد ذكر، السبت، أن القوات التركية استقدمت تعزيزات عسكرية جديدة نحو الأراضي السورية، حيث دخل رتل عسكري تركي عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمال مدينة إدلب.

ويتألف الرتل من نحو 80 آلية عسكرية، واتجه نحو المواقع التركية في إدلب، وبذلك يرتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت منطقة "خفض التصعيد" خلال الفترة الممتدة من الثاني من شهر فبراير/شباط الجاري وحتى الآن، إلى أكثر من 2700 شاحنة وآلية عسكرية تركية إلى الأراضي السورية، تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات و"كبائن حراسة" متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة أكثر 7400 جندي تركي.

للمرة الأولى، تبدو سوريا ساحة مفتوحة على التنافس الإقليمي والدولي، والغائب الأكبر هم السوريون الذين أطلقوا الثورة ضد نظام بشار الأسد في العام 2011.

وللولايات المتحدة جنود على الأرض السورية وسياسة تريد تطبيقها، لكنها في الأسابيع الأخيرة عبّرت عن مواقفها مما يحدث من باب الموقف الإنساني فقط.

في هذا السياق، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغس في تغريدة منذ أيام: "فيما تتساقط البراميل المتفجرة على الناس في إدلب، يعلن الأسد من دون الشعور بالخجل، أن رحلات الطيران عادت اإلى مطار حلب"، ملمحة إلى أنه يتمّ استعمال المطار للهجمات العسكرية. وأضافت: "الشعب السوري لا يحلم بذلك، بل يعيش السوريون كابوس الموت والدمار".

"معنية بثلاثة أمور"

والتصريحات الرسمية الأميركية لا تتضمن أكثر من ذلك سوى اتصالات بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان. لكن واشنطن معنية بثلاثة أمور في سوريا، وهي الوضع الميداني، والتمدد الإيراني الروسي، ومصير نظام الأسد.

وغياب الجنود الأميركيين عن إدلب، يحصر الموقف الأميركي بالمبادئ. وفي هذا الصدد، قال مسؤول في الخارجية الأميركية للعربية.نت: "إننا نقف إلى جانب حليفتنا تركيا". وأضاف أن الرئيس ترمب وفي اتصاله مع الرئيس التركي يوم السبت، أي منذ أسبوع كرر "دعوة روسيا لوقف دعم هجمات نظام الأسد، داعيا إلى حلّ سياسي للنزاع السوري".

معاقبة أردوغان

من الواضح أن الأميركيين لا يريدون على الإطلاق أن يدخلوا طرفاً في صراع بين تركيا وروسيا. فتركيا عضو حلف شمال الأطلسي، وروسيا دولة نووية، وقد تحاشى الأميركيون كل المطالب التركية لمساندتهم خلال العمليات في إدلب.

وذكرت بعض المصادر غير الرسمية أن أنقره طلبت من الأميركيين توفير معلومات استطلاع لمواقع النظام والجيش الروسي، وتملك الولايات المتحدة هذه القدرات من خلال الأقمار الاصطناعية وطائرات الاستطلاع. وكان هدف تركيا الأساسي تطبيق خطة عسكرية تقوم على ضرب جنود النظام السوري وطائراته وتحاشي الطائرات الروسية، خصوصاً الجنود الروس المنتشرين في المنطقة. والاستعانة بالاستطلاعات الأميركية ستساعد الأتراك على تحاشي "خطأ" إصابة الروس.

إلا أن واشنطن رفضت هذه المطالب، خصوصاً أن تلبيتها ستدخل القوات الأميركية مباشرة في مواجهة روسيا، وتكتفي واشنطن مثل الأوروبيين بتقديم دعم لتركيا يساعد في أزمة النازحين، ويمنع الآلاف من هجرة غير شرعية إلى أراضي الاتحاد الأوروبي، كما يمنع تسرّب الإرهابيين بين النازحين.

سياسياً، يرى الأميركيون ما يحدث بين تركيا وروسيا "فرصة رائعة" لتوجيه إهانة للرئيس التركي الذي خالف موقف واشنطن بالانخراط في "مسار أستانة" وتعامل مع إيران وروسيا للتوصل إلى تفاهمات في سوريا، فيما كانت الولايات المتحدة تحذّر الحليف التركي من التعامل مع أعداء واشنطن.

مشكلة شرق الفرات

إنها فرصة أيضاً ليرد الأميركيون على الرئيس التركي عندما أصر على الدخول إلى شمال شرقي سوريا. وقد أثبتت الأشهر الماضية أن العملية التركية قوّضت ما عمل عليه الأميركيون شرق الفرات لسنوات. فدخول تركيا إلى المنطقة لم يعطها سيطرة على شريط الحدود السورية التركية، بل جاء النظام السوري والجيش الروسي إلى هذه المنطقة بدعوة من الأكراد

وتسبب التصرف الكردي هذا بانهيار الثقة بينهم وبين واشنطن، فبعد سنوات من الدعم العسكري واللوجستي، والقتال ضد داعش والقضاء على جيوبه شرق الفرات، لجأ الأكراد لنظام الأسد، وفتحوا أبوابهم للعلاقات مع روسيا بما فيها الثقافية والاجتماعية، حتى وصل الأميركيون إلى قناعة أساسها أنهم خسروا الأكراد والآن حان وقت البحث عن "رديف"

وذكرت بعض المعلومات أن الأميركيين يريدون إقامة شبكة جديدة من التحالفات شرق الفرات، خصوصاً مع عشائر عربية سنّية تضمن لهم اتصالاً ونفوذاً في المنطقة على المدى البعيد.

ويحتاج الأميركيون إلى "أصدقاء" في هذه المنطقة. فإيران تسيطر مع النظام السوري والميليشيات التابعة لها على طريق دمشق – بغداد – طهران، وتستغلّ هذه الطريق لإرسال المقاتلين والأسلحة دعماً للنظام السوري وحزب الله وتهدّد إسرائيل، وتحتاج الولايات المتحدة إلى البقاء شمال وجنوب هذا الطريق لمراقبته وقطعه عند الحاجة.

لا للتطبيع مع الأسد

من اللافت أن الأميركيين لا يتحدّثون عن خططهم الأمنية والعسكرية في سوريا، لكنهم ينظرون إلى أن الأشهر المقبلة ستحمل فرصة أفضل للتوصل إلى حلّ سياسي.

مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية قال للعربية.نت والحدث.نت "إن الأسد يسيطر على أقل من ثلثي الأراضي السورية، وليس لديه إمكانيات عملية للسيطرة على ما تبقّى". وأضاف أن "مناطق عديدة يسيطر عليها النظام تكاد تثور عليه بسبب القمع وسوء الحكم"، مشيرا إلى أن "لا حلّ عسكريا للأزمة في سوريا، وأعمال روسيا والنظام الإيراني وحزب الله ونظام الأسد تمنع الحل السياسي بناء على القرار الدولي 2254".

ولا تبدو الولايات المتحدة ساعية إلى تغيير الأوضاع في سوريا، ولا تبذل الجهود الميدانية لتغيير المعادلات العسكرية والسياسية، لكنها تعمل بعيداً عن الأضواء على إحباط مساعي موسكو لتطبيع العلاقات بين النظام السوري والأطراف الإقليميين. فمنذ أشهر حاولت موسكو إقناع أنقره بالتطبيع مع دمشق، وأصرّت واشنطن على عكس ذلك إلى أن فرط عقد أستانة، كما أصرّت واشنطن على عدم التطبيع العربي مع دمشق.
قد يهمــك أيضــا: 

حزب العمال التركي يؤكد أن سياسات أردوغان تجاه سورية لا تعبر عن المواطنين

أردوغان يعترف بأنه يحارب الجيش الوطني الليبي ويعلن عن سقوط قتلى

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس التركي يتوسل تدخل الناتو بعد سنوات من الهجوم عليه الرئيس التركي يتوسل تدخل الناتو بعد سنوات من الهجوم عليه



GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:51 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 202

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 04:37 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 04:17 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تواجهك أمور صعبة في العمل

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 14:39 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

تناقض ثم ارتياح يسيطر عليك حتى نهاية الشهر

GMT 10:53 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن بعض الوصوليين المستفيدين من أوضاعك

GMT 14:37 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 11:40 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حاول أن ترضي مديرك أو المسؤول عنك

GMT 09:51 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 14:28 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تكتشف اليوم خيوط مؤامرة تحاك ضدك في العمل

GMT 15:23 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 15:04 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

روغوزين يعلن موعد انطلاق الرحلات إلى الفضاء

GMT 00:15 2018 الأربعاء ,30 أيار / مايو

انفصال أحمد فهمي عن زوجته منّة حسين فهمي

GMT 18:56 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر النحاس يتجه لتسجيل أكبر خسائر أسبوعية في 19 شهراً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24