ارتفاع قياسي بإصابات كورونا بلبنان.. مواطنون ومصادر طبية: عدم الالتزام بالإجراءات الصحية فاقم الوضع

ارتفعت أعداد المصابين بفيروس كورونا في لبنان بشكل كبير وسجلت أرقاماً قياسية خلال الفترة الأخيرة حيث بلغت أكثر من خمسة آلاف إصابة يومية وفق آخر حصيلة رسمية في ظل تأكيد لبنانيين ومصادر طبية أن تراخي المواطنين في الالتزام بالإجراءات الصحية خصوصاً خلال فترة عطلة الأعياد الماضية ضاعف الإصابات بالفيروس. البروفيسور الدكتور رياض خليفة الاختصاصي في الأمراض الصدرية والمناعة والحساسية وصف في تصريح لمراسل سانا في بيروت الارتفاع الحالي لعدد إصابات كورونا في لبنان (بالخطير جداً) مرجعاً السبب إلى قلة التزام المواطنين والفعاليات اللبنانية بإجراءات الوقاية الصحية المناسبة خصوصاً خلال فترة الأعياد الماضية حيث بدأت الإصابات بالازدياد مؤكداً أن “هناك ضرورة ملحة لإقرار حالة الطوارئ الصحية دون استثناء لأي فئة سوى القطاع الطبي لمدة أسبوعين على الأقل” محذراً من استثناءات الإقفال الحالي.

وكان الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أقر فرض إغلاق شامل في لبنان اعتباراً من الخميس الماضي وحتى الأول من شباط المقبل في إطار مواجهة انتشار وباء كورونا في البلاد في حين أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أمس تسجيل 20 وفاة و5414 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ 24 ساعة الماضية. ونبه الدكتور خليفة وهو المدير السابق للعناية الطبية في وزارة الصحة اللبنانية من خطورة العشوائية في مقاربة هذا الموضوع الخطير في ظل عدم قدرة المستشفيات الحكومية والخاصة والمراكز الصحية على استيعاب المرضى المصابين بالكورونا وفقدان بعض الأدوية من الصيدليات مشدداً على أهمية الالتزام بالشعار الذي طرحه منذ بداية انتشار الوباء وهو تباعد نظافة (كمامة).

لبنانيون أشاروا إلى أن المواطنين لم يلتزموا بالإجراءات الصحية خلال عطلة الأعياد الأخيرة كما كان لسماح السلطات للمواطنين بارتياد الشواطئ للسباحة والنزول إلى الكورنيش البحري في المدن الساحلية للمشي وإقامة التجمعات والحفلات الأثر الأكبر في الانفجار الكبير بأعداد الإصابات اليومية مع وصول العدد الكلي للإصابات إلى أكثر من 200 ألف حالة ونحو 1600 وفاة الأمر الذي يهدد البلاد بكارثة صحية حتى الآن. مايا زغيب باحثة في التكنولوجيا والمعلوماتية حملت في تصريح لـ سانا السلطات اللبنانية بعضاً من المسؤولية عن تفشي الوباء قائلة “كان يجب على الدولة فرض إجراءات خلال فترة الأعياد ولو كان ذلك على حساب القطاع السياحي والمطاعم وألا يكون ذلك على حساب صحة المواطن”.

وأرجعت منى العلي مذيعة في إذاعة صوت الشعب في لبنان وفراس أبو عفيف صاحب محل تجاري في الضاحية الجنوبية مسؤولية ارتفاع منحنى الإصابات بالفيروس إلى عدم التزام المواطنين ومختلف الفعاليات بإجراءات التصدي للفيروس خصوصاً خلال فترة الأعياد. وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية الدكتور حمد حسن دعا للضغط على المستشفيات التي لا تتجاوب مع مطالب وزارة الصحة بتأمين أسرة عناية فائقة إضافية كاشفاً أن بإمكان هذه المستشفيات تأمين 100 سرير للعناية المركزة. رئيس اللجنة الصحية النيابية في لبنان النائب عاصم عراجي دعا في تصريح له إلى (إعلان حالة طوارئ صحية) وإلزام المستشفيات بفتح أقسام جديدة لمعالجة مرضى الكورونا فيما أشار الدكتور محمد حمية باحث في فيزياء النانو والتطبيق في الجامعة اللبنانية إلى وجود عدة معطيات لارتفاع أعداد الإصابات بـ كوفيد 19 أولها الاستهتار الاجتماعي بالوباء. وحذرت مصادر طبية لبنانية من ارتفاع عدد الإصابات بكورونا لتصل إلى ثمانية آلاف وحتى عشرة آلاف إصابة في اليوم الواحد ما لم يتقيد اللبنانيون بالإجراءات والضوابط الصحية.