«بوتين» قريباً فى الرياض
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

«بوتين» قريباً فى الرياض

«بوتين» قريباً فى الرياض

 العرب اليوم -

«بوتين» قريباً فى الرياض

عماد الدين أديب
بقلم - عماد الدين أديب

مَن يفهم المنطقة بشكل أفضل.. الروس أم الأمريكان؟ «ترامب» أم «بوتين»؟ من الرياض أحاول الإجابة.

سؤال جدّى وأساسى ونحن نتابع التغييرات القصوى فى معادلات القوة، وتبدّل مواقع التحالفات فى هذا العالم المضطرب الذى يعيش حالة من السيولة السياسية تسير بسرعة يعجز أى مراقب عن أن يلاحقها حتى يفهمها.

ثبت من قواعد اللعبة أن باراك أوباما اتبع سياسة «النأى بالنفس» عن مشكلات وملفات المنطقة لمدة 8 سنوات، ما أدى إلى تسليم العراق وسوريا واليمن إلى النفوذ الإيرانى، وتهديد الدولة الوطنية فى كل من مصر وتونس وليبيا.

قد يكون منطقياً أن يكون لبنان الصغير جغرافياً، واقتصاداً، وجيشاً، يتبنى سياسة «النأى بالنفس»، ولكن أن يتبناها رئيس أكبر دولة فى العالم اقتصاداً ونفوذاً وجيشاً فإن هذه كارثة وضربة فى الصميم للنظام العالمى وللتوازنات الإقليمية.

قرأ فلاديمير بوتين، الضابط الأسبق فى الاستخبارات العسكرية الروسية، صورة هذا العالم، وأدرك أنه يتعين عليه أن يستغل الفرصة التاريخية «لملء الفراغ الأمريكى فى الشرق الأوسط».

وبين ليلة وضحاها، أصدر الكرملين بياناً، ونقل الأسطول الروسى بوارجه وغواصاته، وهبطت السوخوى والميج والتوبوليف الروسية فى مدارج المطارات فى سوريا، وأُقيمت القواعد بكل تجهيزاتها، وتم تركيب الـ«إس 300» والـ«إس 400» وأصبح قائد القوات الروسية فى سوريا هو الحاكم بأمره.

وأعطى الروس -بلغة كرة القدم- كتفاً قانونية للأمريكى، والإيرانى، والتركى، و«داعش، والقاعدة، وجند الشام»، والأكراد، والحكم، والمعارضة، فى آن واحد.

وتحرك «بوتين» تجاه مصر والإمارات والأردن وإسرائيل والكويت والجزائر والسعودية.

وأصبح السلاح الروسى هو عنوان الملفات المشتركة بين موسكو وعواصم المنطقة، وثبت أنه أسهل من ناحية القرار السياسى، أسرع فى التسليم، أرخص فى السعر، أجود فى بعض الأحيان من غيره.

وفتح «بوتين» قناة خاصة مع تل أبيب وأصبح الساسة الإسرائيليون الأكثر زيارة وتردداً على موسكو فى العامين الماضيين.

وتم تشكيل غرفة عمليات على أرفع مستوى للتنسيق والمراقبة للعمليات العسكرية فوق الأراضى والأجواء السورية بين جنرالات روس وإسرائيليين.

وأقام فى ظل ذلك كله الروس مثلث علاقات مع طهران وأنقرة للتفاهم حول أوضاع المنطقة.

وبعد أيام قليلة يزور «بوتين» السعودية بدعوة من الملك سلمان بن عبدالعزيز، بعدما أكد الكرملين، أمس، أن الاستعدادات تتم للقيام بهذه «الزيارة التاريخية للرياض»، وجاء فى تأكيدات الكرملين «أن ملف قتل خاشقجى -رحمه الله- ليس له أى تأثير على الزيارة، وأن موسكو تفضل انتظار التحقيقات فى هذا الموضوع».

حكمة الكرملين فى التعاطى مع سياسات وزعماء المنطقة تعكس عمقاً أبعد بكثير عن الانفعالات الهيستيرية التى صدرت عن مواقف وقوى وجهات شعبوية تسعى لدغدغة مشاعر الرأى العام فى زمن انتخابات محلية.

تأتى الزيارة فى وقت يتوقع فيه أن يدخل الرئيس ترامب فى مواجهة 3 إشكاليات داخلية كبرى:

1- فوز الديمقراطيين بالأغلبية فى مجلس النواب ومخاطر حصول حزبه الجمهورى على أغلبية ضئيلة فى مجلس الشيوخ.

2- انشقاق بعض القوى فى مؤسسة الحكم عنه فى أجهزة الأمن والبيت الأبيض وحزبه الجمهورى وكثير من الذين دعموه فى حملته الرئاسية.

3- مخاطر صدور نتائج شديدة السلبية لما يعرف بلجنة «مولر» التى اقتربت من الانتهاء من التدقيق فى كثير من المخالفات والتهم المنسوبة إليه، خاصة فى علاقة «ترامب» وأسرته سياسياً وأمنياً بروسيا منذ عام 2012، إلى حد أنه تردد أن الرجل «تحت السيطرة» للأجهزة الروسية.

إذاً، الرياض تفكر استراتيجياً بشكل سليم وواقعى فيه إدراك لعلاقات توازن القوى فى عالم اليوم، وتنوُّع مصادر علاقاتها وتحالفاتها الإقليمية فى هذا الزمن المضطرب والمتقلب.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بوتين» قريباً فى الرياض «بوتين» قريباً فى الرياض



GMT 20:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

المتظاهرون يريدون عراقا عادلا ووطنا قويا ناهضا

GMT 13:35 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس العراقي في الرياض

GMT 13:33 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

لا أمل ولا سلام بدون أُفق سياسي للقضية الفلسطينية

GMT 13:30 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

من مفكرة الأسبوع

GMT 13:27 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن نبدأ: فصل جديد في جريمة خاشقجي

GMT 11:10 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 08:15 2018 الإثنين ,21 أيار / مايو

سفير السويد يوضح أن الإصلاحات المصرية مكلفة

GMT 06:23 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صراع بين كبار أندية إنجلترا وإيطاليا للتعاقد مع هداف نابولي

GMT 09:43 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:13 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوثيين لم توافق على تسليم "ميناء الحديدة" للأمم المتحدة

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 20:20 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

" الشركة اليابانية" تكشف عن مواصفات "إي إس" 2021 الجديدة كليًا

GMT 12:07 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة سلوى عثمان تروي تفاصيل محاولة النصب عليها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24