ضباط المخابرات الشهداء الأحياء
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

ضباط المخابرات.. الشهداء الأحياء

ضباط المخابرات.. الشهداء الأحياء

 العرب اليوم -

ضباط المخابرات الشهداء الأحياء

بقلم - عماد الدين أديب

فى باريس هذه الأيام للاطمئنان، ضمن أمور أخرى، على صديقى، وأخى الكبير الجنرال «جونى عبده».

جونى عبده لمن لا يعرف هو ضابط رفيع المستوى فى الجيش اللبنانى، نال دورات عليا فى العمل العسكرى والأمنى من فرنسا، وعمل سفيراً لبلاده فى سويسرا، ثم فى فرنسا.

اللواء جونى عبده تولى مسئولية ما يعرف فى لبنان بـ«الشعبة الثانية» أى المخابرات العسكرية فى الجيش اللبنانى فى عهد الرئيس إلياس سركيس وكان له دور رئيسى فى تولية الرئيس الراحل بشير الجميل للرئاسة.

ولعب الرجل دوراً استثنائياً فى كل ما له علاقة بخروج الاحتلال الإسرائيلى لبيروت ولبنان بعد حصار استمر 88 يوماً.

وفى تاريخ الحروب، حينما يحدث غزو، احتلال، تحرير، تدخل، حصار «سَمِّه ما شئت»، فإن هذا العمل العسكرى من طرف تجاه الآخر لا بد أن ينتهى فى آخر الأمر إلى «انسحاب»، وأى انسحاب لأى قوات عسكرية يحتاج إلى تنظيم، وأى تنظيم يحتاج إلى خرائط وجدول زمنى ومفاوضات ومحادثات.

هنا يأتى دور رجال الأمن سواء فى الجيش أو الشرطة لتأمين تفاصيل التفاصيل فى هذه الأمور.

وهذا كان دور جونى عبده السرى والعلنى لتأمين قناة اتصال لضمان خروج هذه القوات.

الآن يرقد الصديق جونى عبده، فى أحد المستشفيات بضواحى باريس يصارع - بشجاعة نادرة - المرض والآلام وبجانبه زوجته العفية الشجاعة.

هكذا قَدَر رجال الأمن وبالذات رجال المخابرات؛ يموتون مائة مرة فى حياتهم.

يموتون حينما يعملون فى سرية وصمت، ويموتون حينما يظهرون فى العلن بعدما يصفهم الجهلاء والأعداء بأسوأ الصفات الظالمة.

يموتون حينما لا يذكر أحد أدوارهم السرية فى خدمة الوطن، ويموتون حينما يستشهدون فى عملية نوعية لا يتم الإعلان عنها.

أى إن رجل المخابرات هو رجل قرر أن يضحى بكل تفاصيل حياته من أجل الوطن الذى قد يذكره أو لا يذكره، أو قد يعرف عنه أو لا يعرف عنه، أو قد ينصفه أو لا ينصفه.

لكل هؤلاء الذين عاشوا وعملوا وضحوا فى صمت قُبلة على جبينهم.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضباط المخابرات الشهداء الأحياء ضباط المخابرات الشهداء الأحياء



GMT 15:22 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

الوجه الآخر للصورة

GMT 15:18 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

العالم يدين إسرائيل

GMT 10:56 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أين مبادئ "الواشنطن بوست"؟

GMT 10:55 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

أين أميركا في العراق؟

GMT 10:54 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عن «مسطرة» الدولة و«مساطرنا»

GMT 14:52 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تنشغل بعمل في اليوم الأول وتضع مخططات وتوجه الآخرين

GMT 12:00 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 16:14 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 09:54 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 16:57 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق الجذب السياحي لقضاء عطلة بداية العام الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24