فى لبنان «ضرورى» ألا تكون هناك حكومة بالضرورة
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

فى لبنان: «ضرورى» ألا تكون هناك حكومة بالضرورة

فى لبنان: «ضرورى» ألا تكون هناك حكومة بالضرورة

 العرب اليوم -

فى لبنان «ضرورى» ألا تكون هناك حكومة بالضرورة

بقلم : عماد الدين أديب

يتحدثون فى لبنان الآن، بعدما استحكمت أزمة التشكيل الحكومى أكثر من 6 أشهر، أنه قد يكون من الأفضل استمرار حكومة «تصريف الأعمال»، وإصدار ما يسمى بتشريعات الضرورة من البرلمان.

ويبدو أن كل شىء أصبح فى هذه المنطقة يُتخذ بمنطق «السيف فوق الرقبة»، فليس أمامنا سوى الانصياع لواقع الأمر، واتخاذ القرار الذى قد لا يكون الأفضل، لمواجهة الضرورة.

فى لبنان هناك ضرورة لتشكيل حكومة، لأن هناك ضرورة لأن تكون هناك جهة تنفيذية شرعية للتعامل مع مؤتمر الضرورة الذى انعقد فى باريس، من أجل مشروع الضرورة لإنقاذ الاقتصاد اللبنانى الذى سوف يواجه، بالضرورة، حالة من الإفلاس فى غضون أسابيع أو أشهر قليلة.

واشنطن ترى أنه ضرورى أن تكون هناك حكومة، وطهران ترى أنه ليس من الضرورة أن تُشكَّل هذه الحكومة.

فرنسا أبلغت الفرقاء اللبنانيين أن حكومة الوحدة الوطنية ضرورة، ولكن دمشق ترى أن إعطاء درس لكل الفرقاء فى لبنان بأنها قادرة على تعطيل الحل، هو ضرورة.

من الضرورى أن يعرف الجميع أن القرار فى بيروت تتم صناعته، بالضرورة، فى دمشق.

وهكذا الحال فى لبنان، رئاسة جاءت بتسوية فرضتها الضرورة، لتأتى بحكومة لا يجمعها أى فكر أو أيديولوجيا أو برنامج موحد، بالضرورة.

وهكذا الحال فى لبنان، تم عمل نظام القائمة النسبية المعقدة بالضرورة، كى يضطر الجميع إلى القبول بأنصار دمشق وطهران بالضرورة، كى يتوفر لديهم ضرورة التعطيل لأى قرار لا بد أن يصدر بالضرورة.

ويُضطر سعد الحريرى أن يتحمل، بالضرورة، ألم الاغتيال الثانى لحلم والده فى لبنان سيد مستقل، ويسعى من أجل إنقاذ الضرورة من جرّاء كارثة قد تأتى بالضرورة لو لم يدرك الجميع أن تشكيل حكومة هو أمر ضرورى بالضرورة.

وكان من الطبيعى أن تسعى دمشق، بعدما تغيرت موازين العمليات العسكرية فى سوريا لصالحها، إلى تغيير ضرورات قواعد تشكيل الحكومة، بحيث تكون أولى القواعد، بالضرورة، هى اختراع عقبة تلو الأخرى، بحيث يصبح من الضرورى تماماً عدم تشكيلها.

وأصبح من الواضح أن وهم أن صناعة الحكومة فى لبنان هى صناعة محلية أصبح بالضرورة أكذوبة وخيالاً غير علمى فرضته سياسات الضرورة.

سوف تذهب مصالح البسطاء والأرامل والأيتام والشباب العاطلين والذين يكافحون من أجل دفع قسط مدرسة لأطفالهم أو سداد فاتورة مولد كهربائى أو شراء «ربطة خبز»، بالضرورة، إلى النهاية، وتضيع مصالحهم فى أتون جنون عدم إدراك أنه من الضرورى إدراك أن هناك ضرورة لاحترام ضروريات إنسانية الإنسان فى لبنان.

إنه أمر محزن بالضرورة.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى لبنان «ضرورى» ألا تكون هناك حكومة بالضرورة فى لبنان «ضرورى» ألا تكون هناك حكومة بالضرورة



GMT 15:22 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

الوجه الآخر للصورة

GMT 15:18 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

العالم يدين إسرائيل

GMT 10:56 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أين مبادئ "الواشنطن بوست"؟

GMT 10:55 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

أين أميركا في العراق؟

GMT 10:54 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عن «مسطرة» الدولة و«مساطرنا»

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 10:11 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:44 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24