فى سوريا قنابل ذكية وجمهور مغفل
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

فى سوريا: قنابل ذكية وجمهور مغفل!

فى سوريا: قنابل ذكية وجمهور مغفل!

 العرب اليوم -

فى سوريا قنابل ذكية وجمهور مغفل

بقلم : عماد الدين أديب

انطلق ما بين 110 إلى 120 صاروخاً من جيوش فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ضد 3 أهداف رئيسية قرب العاصمة السورية دمشق وموقعين بجانب «حمص» وثكنات عسكرية مختارة.

المدمرات والغواصات والطائرات الخاصة بالدول الثلاث أعلنت أنها قامت بضربات محددة ومحدودة لردع وعقاب ومنع الحكومة السورية من استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى.

هذا هو التفسير السياسى المعلن، أما التفسير البريطانى فهو رد على الدور الروسى فى قتل الجواسيس الروس فى لندن بالجمرة الخبيثة.

والتفسير الفرنسى أنه انتقام للعمل الإجرامى غير الإنسانى ضد المواطنين فى دوما.

أما التفسير الأمريكى فهو جزء من الصراع الذى تخوضه الإدارة الأمريكية مع «طهران وموسكو وحزب الله».

المتفق عليه أنها ضربة واحدة محددة ومحدودة، من قام بها أراد «إظهار القوة»، ومن تلقاها ادعى أنه أسقط 13 صاروخاً منها وأنه احتوى الضربة.

المذهل هو ملاحظة الآتى:

1- إن الضربات كانت منتقاة بشكل دقيق لم تتعرض لأى هدف روسى أو إيرانى أو تركى أو لحزب الله.

2- إن الإخطار السابق للقوات الروسية جعل القطع البحرية الروسية فى طرطوس تعيد ترتيب أوضاعها.

3- إن الجميع يدرك الآن، بصرف النظر عن الرأى السياسى والإنسانى فى نظام الحكم فى سوريا، أن تحالف «روسيا - إيران - حزب الله» قد انتصر عسكرياً وميدانياً، وأن نظام الرئيس بشار الأسد قائم لفترة مقبلة إلا إذا تم التخلى عنه من قبَل موسكو فى صفقة استراتيجية كبرى مع واشنطن.

4- إن إسرائيل تسعى إلى ضبط الأمور فى سوريا لكن لا تسعى إلى سقوط نظام الرئيس الأسد.

إذاً نحن أمام مهزوم يحاول أن يثبت أنه قادر على الفعل العسكرى «الأمريكان»، وأمام منتصر يدرك أنه قادر على امتصاص أى رد فعل استعراضى من الغرب، كل يحاول استثماره لأسباب داخلية خاصة به داخل مجتمعه المحلى.

علينا أن نصدق أن العالم المتحضر يفور -حقيقة- من أجل القتل بالكيماوى رغم أنه لم يتحرك خطوة واحدة للقتل بالرصاص من مارس 2011 فى سوريا.

علينا أن نصدق مثل جمهور السيرك الذى يصفق فى بلاهة للساحر الماهر وهو يطير فى الهواء دون حبال أو سلك مشدود.

علينا أن نلعب دورنا فى هذه المسرحية الدموية العبثية التى يتصارع فيها الكبار على موقع ونفط وغاز سوريا المرتقب، ونبدو كمن تم استغفاله بالفعل.

إنها ضربات تمت بقنابل ذكية كى يستقبلها جمهور مغفل!

المصدر : جريدة الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى سوريا قنابل ذكية وجمهور مغفل فى سوريا قنابل ذكية وجمهور مغفل



GMT 20:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

المتظاهرون يريدون عراقا عادلا ووطنا قويا ناهضا

GMT 13:35 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس العراقي في الرياض

GMT 13:33 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

لا أمل ولا سلام بدون أُفق سياسي للقضية الفلسطينية

GMT 13:30 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

من مفكرة الأسبوع

GMT 13:27 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن نبدأ: فصل جديد في جريمة خاشقجي

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:51 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 202

GMT 10:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,29 أيار / مايو

روسيا والصين ترثان تركة أوروبا في إيران

GMT 06:15 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فيكتوريا بيكهام تفاجئ متابعيها برشاقتها في إطلالة أنيقة

GMT 04:22 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفضل وأهم مطاعم الدمام

GMT 23:06 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

يوفنتوس يستعد لكسر الشرط الجزائي بعقد مانولاس

GMT 00:27 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

يقدّم لك هذا الشهر العديد من المكافآت

GMT 11:01 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

شاكيري يُحقق أمنيته بمواجهة "بايرن ميونخ"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24