لماذا العودة لدمشق الآن
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

لماذا العودة لدمشق الآن؟

لماذا العودة لدمشق الآن؟

 العرب اليوم -

لماذا العودة لدمشق الآن

بقلم - عماد الدين أديب

هناك منهجان للتعامل العربى مع الملف السورى يمكن تحديدهما على النحو التالى:

المنهج الأول هو المنهج السياسى الأخلاقى وهو منهج يقوم على تسييس الحالة السورية إما بالتأييد التام أو المعارضة الكاملة.

الذين يؤيدون يرون أن نظام الرئيس بشار هو نظام علمانى يحارب معارضة تنتمى إلى تيارات الإرهاب التكفيرى، ويرون أن ما حدث منذ بدء أحداث اضطرابات محافظة «درعا» فى البداية هو حلقة من حلقات «مؤامرة الربيع العربى»، التى يرونها «تهدف إلى إسقاط مشروع الدولة الوطنية فى العالم العربى».

ويرى هؤلاء أن المسألة ليست فى دعم حكم ديمقراطى أو حكم استبدادى لكنها مسألة دفاع عن الدولة الوطنية حتى لو كانت استبدادية ضد مشروع التقسيم والفوضى برعاية الإرهاب التكفيرى الذى تدعمه قوى دولية شريرة.

أما المنهج الثانى فى المسألة السورية فهو يرى المسألة من منظور أن الحكم فى سوريا، غير ديمقراطى، أقلوى، أدى بإفراطه فى العنف إلى إسالة دماء آلاف ونزوح الملايين، وخراب شئون البلاد والعباد.

من هنا، ومن هنا فقط، نرى أننا أمام مدرستين من التفكير كل منهما لها منطقها وحساباتها ومواقفها.

الجديد الآن أننا فى مرحلة الفصل قبل الأخير فى العمليات العسكرية التى كشفت بما لا يدع مجالاً للشك أن الحلف العسكرى الروسى، الإيرانى، الأسدى، انتصر على كل خصومه المحليين والإقليميين والدوليين بشكل صريح وواضح.

هذا الحسم العسكرى على أرض القتال سوف، ولا بد، وحتماً، يكون له تداعيات سورية وإقليمية يمكن تحديدها على النحو التالى:

1- بقاء حكم الرئيس بشار الأسد فى المديين القصير والمتوسط لحين حسم تسوية سياسية شاملة لها علاقة بصفقة إقليمية كبرى برعاية أمريكية روسية.

2- ممارسة أنصار الرئيس الأسد نتائج فائض القوة لانتصاراتهم فى سوريا على مناطق نفوذهم المحلية فى العراق، ولبنان، واليمن، وغزة.

هنا يطرح الجميع السؤال الكبير على أنفسهم: «هل نستمر فى التزام موقفنا المبدئى من مقاطعة وعداء ومواجهة مع الحكم فى دمشق رغم فوزه هو وأنصاره فى العمل العسكرى.. أم نعترف بتغيير المعادلات على أرض القتال، ونعيد حساباتنا السياسية ونقبل بالواقع المفروض علينا بواقعية وبراجماتية؟».

هناك منهج ثالث اتبعته مصر منذ عام 2012 بشكل واضح وهو أن الصراع فى سوريا هو صراع داخلى، لن يتم حسمه، بعد الصراع العسكرى، إلا بتسوية سياسية، وحتى تستطيع القاهرة أن يكون لها دور فى هذه التسوية عليها أن تكون مقبولة، سلفاً، من طرفى الأزمة.

وما يحدث الآن بين دمشق وعدة عواصم عربية مثل أبوظبى والرياض وتونس والخرطوم والمنامة هو العودة إلى دخول دائرة التأثير فى سوريا عبر بوابة العلاقات حتى يمكن لعب دور مهم وملء فراغ الخروج الأمريكى ومواجهة فائض القوة الروسى الإيرانى.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا العودة لدمشق الآن لماذا العودة لدمشق الآن



GMT 16:13 2021 الخميس ,18 آذار/ مارس

بعض الأخبار من مصر وايران وفرنسا

GMT 19:04 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

البابا فرنسيس في العراق

GMT 20:02 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 19:25 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

ليبيّات فبراير والصوت النسائي

GMT 20:13 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 14:52 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تنشغل بعمل في اليوم الأول وتضع مخططات وتوجه الآخرين

GMT 12:00 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 16:14 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 09:54 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 16:57 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق الجذب السياحي لقضاء عطلة بداية العام الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24