جورج بوش رحيل الرئيس «الجنتلمان»
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

جورج بوش.. رحيل الرئيس «الجنتلمان»

جورج بوش.. رحيل الرئيس «الجنتلمان»

 العرب اليوم -

جورج بوش رحيل الرئيس «الجنتلمان»

بقلم - عماد الدين أديب

رحل الرئيس رقم 41 فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، الرئيس جورج بوش الأب، عن عمر يناهز الـ91 عاماً، بعد حياة حافلة من الكفاح والمناصب والتاريخ الوطنى المشرّف فى خدمة بلاده.

ينتمى الرئيس الراحل إلى أسرة ميسورة مادياً، من أصول عريقة، من أوائل المهاجرين المؤسسين للحياة السياسية فى التاريخ الأمريكى، ومن الذين ينتمون إلى منطقة الجنوب الأمريكى المعروف بثروة النفط والزراعة وتربية الماشية ورعى الأبقار.

تربى الرجل على قيم أخلاقية ودينية صلبة، لكن متسامحة، تعرف وتحترم العادات والتقاليد والآداب العامة، لذلك عاش الرجل طول مراحل حياته نموذجاً إنسانياً يُضرب به المثال فى حسن المعشر وآداب التعامل.

أعتى خصوم الرجل كانوا يحترمونه، ولم يتهمه أحد طوال تاريخه بقلة الكياسة أو سوء الأخلاق، أو الفُجر فى الخصومة.

وأسرة الرجل أسرة غير عادية فى التاريخ السياسى الأمريكى، فمنذ الرئيس الأسبق جون آدامز لم تعرف الرئاسة الأمريكية رئيساً حكم، وجاء بعده بسنوات ابن له، إلا فى حالة جورج بوش الأب، ثم جورج دبليو الابن.

لديه ابنان كل منهما تولى منصباً رفيعاً فى الحكم المحلى، وهو منصب حاكم ولاية.

وتُعتبر زوجته «السيدة باربرا»، التى رحلت قبله، نموذجاً محبباً إلى نفوس الشعب، بصرف النظر عن انتمائهم الحزبى، لأنهم يرونها بمثابة «والدة الأمة».

خدم جورج بوش فى سلاح الجو الأمريكى، ونال عدة أنواط للشجاعة، وخدم فى الوظائف العامة، سفيراً لبلاده فى الصين، ورئيساً لجهاز المخابرات المركزية، ونائباً للرئيس، وكان من الرؤساء القلائل الذين لم يسعدهم الحظ فى الفوز بولاية ثانية.

كان خطأ بوش الأب الأكبر أنه اعتمد على النجاح المذهل والساحق لحرب تحرير الكويت كرصيد له فى السباق الرئاسى، مما جعل منافسه الشاب عن الحزب الديمقراطى «بيل كلينتون» يتغلب عليه.

يوم إعلان النتيجة هنَّأه، وكتب فى دفتر سجلات البيت الأبيض: «الآن وأنت تقرأ هذه السطور أصبحت رئيساً للبلاد، رئيساً لنا جميعاً، تهنئتى لك، ومشاعرى معك، وأرجو أن تعتبرنى دائماً عوناً لك».

يا له من رجل نادر، وسياسى خلوق، يعرف معنى الفوز، ومعنى الهزيمة، ولا تتغير أخلاقياته ولا معاييره القيمية مهما اشتدت الظروف.

لذلك كله حينما رحل الرجل حزن عليه الجميع من كافة الأحزاب والتيارات والقوى.

واليوم لا يستطيع الرأى العام ولا الإعلام أن يمسك نفسه عن المقارنة بين الجنتلمان بوش الراحل، وبين «البلدوزر» ترامب الحالى، لذلك يبكون حظهم فى الحالى أكثر من بكائهم على رحيل السابق.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جورج بوش رحيل الرئيس «الجنتلمان» جورج بوش رحيل الرئيس «الجنتلمان»



GMT 16:08 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

الفصل الثاني من رئاسة ترمب

GMT 16:04 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

جهل أم حماقة أم جنون!

GMT 15:54 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

هل الانتخابات هي الحل؟

GMT 15:51 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

شبه انتصار عراقي وشبه هزيمة إيرانية

GMT 15:49 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

أخبار العرب من المشرق الى المغرب

GMT 16:46 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 15:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:12 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 09:27 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 10:59 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الداودي يُوجه رسالة إلى جمهور "حسنية أغادير"

GMT 16:08 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

رصد 3 حالات كورونا على متن رحلتين إلى أستراليا

GMT 12:35 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

7 مواد يتم تناولها رفقة الشاي وتُزيد من فائدته للجسم

GMT 12:50 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

طريقة سهلة لإعداد فيليه سمك في الفرن

GMT 19:03 2019 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تعلن خفض أسعار البنزين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24