الأفضل أن يُقال «تسرعنا» على أن يُقال «تأخرنا»
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

الأفضل أن يُقال «تسرعنا» على أن يُقال «تأخرنا»

الأفضل أن يُقال «تسرعنا» على أن يُقال «تأخرنا»

 العرب اليوم -

الأفضل أن يُقال «تسرعنا» على أن يُقال «تأخرنا»

بقلم -عريب الرنتاوي

ما من شيء بقي على حاله بعد الانتشار المروّع لفايروس كورونا، وإعلانه رسمياً «جائحة» أو «وباءً عالمياً» ... قادة دول كبرى، لا يمكن أخذ كلماتهم باستخفاف، يتحدثون عن «الآتي الأعظم» ... ملايين الألمان سيصابون وفقاً لأنجيلا ميركل ... ستفقدون أحباء لكم، وفقاً لبوريس جونس مخاطباً الانجليز ... الكارثة الصحية الأسوأ منذ قرن، بحسب تشخيص إيمانويل ماكرون متحدثاُ إلى الفرنسيين.

اقتران «الجائحة» بأسوأ أزمة نفطية منذ سنوات، وثمة علاقة سببية بين الأمرين على أية حال، أفضى لحدوث تطور ثالث، لا يقل «كارثية» على الاقتصاد العالمي: انهيار الأسواق، المرشحة لمزيد من الانهيارات ... العالم يقف على عتبات أكبر الخسائر البشرية والمالية والاقتصادية التي تلقاها منذ سنوات وعقود.

«القرية الكونية الواحدة» تواجه أكبر عمليات العزل والإغلاق والانغلاق ... بتنا نفضل «التسكير على أنفسنا»... لا رغبة لأحد بالمجازفة بالسفر والتنقل ... الحكومات تغلق حدودها، وتمنع السفر منها وإليها، والأحداث الكبرى، رياضية وفنية واجتماعية، تُلغى تباعاً ... قوانين الطوارئ تفرض هنا وهناك، وسط ترحيب الأهالي والسكان، مع أن أحداً لا يرغب بها، ولا يشتهي العيش في ظلالها.

أمام هذا «الوحش غير المرئي»، تتضاءل كافة الأولويات، وتتراجع أهم «البنود» على جداول أعمال الدول والحكومات والتكتلات الدولية ... قمم إقليمية ودولية تلغى ... برلمانات تغلق أبوابها، وزيارات وفود تؤجل حتى إشعار آخر ... المزيد من القادة من ملوك ورؤساء ورؤساء حكومات ووزراء ونواب وقادة عسكريين، في العزل و»الإقامة الجبرية» التي فرضها عليهم هذا الفايروس الذكي والفتّاك.

تتبدل الأولويات على جداول الأعمال ... لا أحد يأتي على ذكر «صفقة القرن»، وبدل تدشين مقاومة شعبية جماهيرية حاشد لإحباطها، يتنادى الفلسطينيون لالتزام منازلهم، وتتعاون السلطة مع الاحتلال على كبح جماح المرض اللعين الذي لا يميز بين مواطن ومستوطن ... إيران تمد يدها للعالم طلباً للمساعدة، وتتصل بصندوق النقد الدولي، مع أن رجالاتها في لبنان، شنّوا ويشنون حملات لا هوادة فيها ضد الصندوق و»الصندوقيين» ... المهم الخلاص من هذا الشبح القاتل، والتوقف عن إرسال الناس إلى المقابر، أو حتى حفر «المقابر الجماعية».

القمة العربية تأجلت، والفايروس لها بالمرصاد ... ومعرض «أكسبو 2020» التي انتظرته الإمارات بفارغ الصبر، مهدد بالتأجيل حتى إشعار آخر، وعشرات الاستحقاقات والنشاطات من اقتصادية وثقافية تنسحب بهدوء أمام ضجيج الكورونا الذي يحبس الأنفاس.

أما نحن في الأردن، فنشاطر العالم قلقه وفزعه ... مطمئنين إلى انحصار الإصابات بحالة واحدة، وافدة من الخارج، ومرتاحون «نسبياً» لفاعلية الأداء الحكومي وشفافيته، لا نُخفي قلقنا من قادمات الأيام، ونحث الحكومة على اتخاذ الإجراءات الاستباقية حتى لا ننتقل من مرحلة الاحتواء إلى مرحلة الانتشار ... بما في ذلك، إغلاق الحدود والمعابر، وتعطيل المدارس والجامعات، وتقليص الدوام وتشجيعه عن بعد، وإرجاء الاستحقاق الانتخابي الصيف المقبل، فالأمر لا يستحق مجازفة بهذا الحجم.

دعونا «لا ننام بين القبور ولا نرى منامات رديئة»، ودعونا نعمل بالحكمة القائلة «درهم وقاية ...»، من الأفضل أن يُقال إننا تسرعنا، على أن يقال «تأخرنا» ... لدينا قدرة – جدية نسبيا ً- على منع انتشار المرض ولكننا لا نتوفر على الموارد والإمكانات للتعامل مع «جائحة» إن ضربتنا في الداخل، وبأعداد كبيرة لا سمح الله، سنكون أمام وضع لا تحمد عقباه ... لا داعي لإثارة الفزع والهلع والتطير، ولكن لا بأس من إجراءات احتياطية جذرية، تشتمل على القرارات الأكثر صعوبة.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأفضل أن يُقال «تسرعنا» على أن يُقال «تأخرنا» الأفضل أن يُقال «تسرعنا» على أن يُقال «تأخرنا»



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 06:29 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شركة أميركية تطور سيارة بيك آب بقدرات عالية

GMT 13:59 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يتحدَّث عن يومه الأول مع "ليفربول" الانجليزي

GMT 12:25 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

سنجراني يؤكد ان بلاده سنبقى إلى جانب الدولة السورية وشعبها

GMT 10:19 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

كافاليرز يتخطى هوكس في دوري السلة الأميركي

GMT 17:22 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مديرية الموارد المائية باللاذقية تخصص رقماً للطوارئ

GMT 14:47 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

نشوى تكشف سبب إقدامها على"سليفي مع الموت"

GMT 15:15 2018 الثلاثاء ,18 أيلول / سبتمبر

دمشق ترحب باتقاق المناطق منزوعة السلاح في إدلب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24