«حجيج» الجنرالات إلى دمشق
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

«حجيج» الجنرالات إلى دمشق

«حجيج» الجنرالات إلى دمشق

 العرب اليوم -

«حجيج» الجنرالات إلى دمشق

بقلم -عريب الرنتاوي

ثلاثة جنرالات أموا دمشق هذا الأسبوع... وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو، وقبله الجنرال محمد باقري رئيس أركان الجيش الإيراني، والجنرال عثمان الغانمي رئيس أركان الجيش العراقي... الأول جاء في مهمة متصلة / منفصلة عن مهمتي الثاني والثالث، اللذين عقدا سلسلة من الاجتماعات الثلاثية بضيافة العماد علي أيوب وزير الدفاع السوري، فما الذي استدعى حضور هذا الحشد من الجنرالات وقادة الجيوش إلى دمشق؟، وما الذي يمكن استشفافه لقادمات الأيام؟.
الحرب على داعش وأخواته، هي القاسم المشترك الأعظم بين هذه الأطراف الأربعة، وقد جاءت زياراتهم واجتماعاتهم، متزامنة مع دخول سوريا «مرحلة ما بعد داعش» بانتهاء سيطرة داعش على «الباغوز» شمال شرق سوريا... داعش انتهى كتهديد عسكري – استراتيجي، وإن كان ما زال ماثلاً كتهديد أمني في كل من سوريا والعراق و»ما وراءهما»... والأهم من هذا وذاك، أن داعش لا يختزل الطيف الإرهابي في المنطقة والعالم، فثمة تنظيمات أخرى، من قماشة داعش، تسيطر على إدلب وجوارها، وتشكل تهديداً لقلب «سوريا المفيدة»، وخطراً ماثلاً على قاعدة «حميميم»، وهناك تنظيمات إرهابية من القماشة ذاتها، تضرب في الداخل الإيراني (جيش العدل) على سبيل المثال، له ما للتنظيمات الإرهابية التي ضربت في سوريا والعراق، من علاقاتها وتحالفات وامتدادات.
بالنسبة لهذه الأطراف الأربعة، فإن معرفة أين سيمضي مقاتلو داعش بعد «الباغوز» هو أمر بالغ الأهمية، في ظل المعلومات المتواترة عن «عمل استخباري منسق» لنقل بعض أشدهم بأساً وأعمقهم خبرة، إلى الحدود الإيرانية مع الباكستان وأفغانستان لاستهداف إيران، فضلاً عن تسهيل انتشارهم في البادية السورية – العراقية، لتولي مهمة «قطع الطريق البري بين طهران وبيروت» من جهة، ومشاغلة الجيش السوري وحلفائه، وربما الحشد الشعبي في مرحلة ما، من جهة ثانية.
روسيا وسوريا، ومن خلفهما إيران، توليان تطهير إدلب وجوارها من إمارة النصرة ومقاتليها، مكانة الأولوية القصوى، متقدمة على ملف شرقي الفرات، والخلاف مع تركيا حول المنطقة الآمنة... العراق ليس طرفاً في هذه المعركة التي تقترب بسرعة، والجنرال الغانمي ليس لديه ما يقوله أو يقترحه على غرف العمليات التي تحضر بدأب سيناريوهات «تحرير إدلب»، وبصورة تستوعب المخاوف الغربية والتركية، وتحديداً تفادي إطلاق موجات جديدة من اللجوء والنزوح (ما أمكن)، وتقليل الكلف الإنسانية للمعركة، والتي قد ترتب كلفاً سياسية على كل من موسكو ودمشق وطهران.
يقود ذلك إلى بحث ملف «التهديد التركي» بتنفيذ عمليات واسعة في الشمال الشرقي، ومحاولات أنقرة منع أو تأجيل عملية استعادة إدلب... سوريا تنظر إلى تركيا كعدو محتل وطامع في الأرض السورية، إيران وروسيا لا ترغبان في تصعيد الموقف مع أنقرة لحسابات خاصة بهم، ترتبط بمواجهة العقوبات المفروضة عليهما من واشنطن من جهة، ورغبة من الدولتين في منع انجراف تركيا إلى الحضن الأمريكي من جهة ثانية... العراق أيضاً، لا يرغب في التصعيد مع تركيا، برغم المتاعب التي تتسبب بها السياسات التركية للحكومة العراقية.
من غير المطروح أبداً على موائد التنسيق والتعاون، وبخلاف ما قاله وزير الدفاع السوري، الذهاب إلى مواجهة عسكرية مع وحدات الحماية أو قوات «قسد»، طالما ظل الوجود العسكري الأمريكي شرق الفرات قائماً، حتى وإن بأعداد رمزية مقلصة... هذا ليس خياراً لروسيا ولا للعراق، وفي ظني أنه ليس خياراً لإيران، ومن دون هؤلاء، يُستنتج من باب تحصيل الحاصل، أنه ليس خياراً لدمشق.
تحديد الأولويات العسكرية والأمنية في المرحلة المقبلة، هو الهدف الذي أطلق موسم «حجيج الجنرالات» إلى دمشق... التنسيق في مطاردة ذيول داعش وفلولها، هدف يجمع الأطراف الأربعة، وإعطاء الأولوية لاسترداد إدلب هو الهدف الذي يجمعهم جميعاً، وإن بحماسة أقل من الجانب العراقي كما أوضحنا.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حجيج» الجنرالات إلى دمشق «حجيج» الجنرالات إلى دمشق



GMT 16:13 2021 الخميس ,18 آذار/ مارس

بعض الأخبار من مصر وايران وفرنسا

GMT 19:04 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

البابا فرنسيس في العراق

GMT 20:02 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 19:25 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

ليبيّات فبراير والصوت النسائي

GMT 20:13 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 10:11 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:44 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24