إدلب بين «النص» الروسي» و«الهامش» السوري
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

إدلب... بين «النص» الروسي» و«الهامش» السوري

إدلب... بين «النص» الروسي» و«الهامش» السوري

 العرب اليوم -

إدلب بين «النص» الروسي» و«الهامش» السوري

بقلم - عريب الرنتاوي

ملامح التفاهمات الروسية – التركية حول إدلب باتت واضحة للعيان، وهي «مفصلة» على مقاييس المخاوف والحسابات المعقدة لكل من الطرفين ... تركيا لا تريد موجات نزوح جديدة بعد أن فقدت «ورقة اللاجئين» قيمتها، والأهم أنها لا تريد للفصائل المحسوبة عليها أن تصطلي بنيران القصف الروسي والزحف السوري ... في المقابل، روسيا معنية قبل كل شيء، بتصفية آخر معاقل الإرهاب في قلب «سوريا المفيدة»، وتمكين النظام من بسط سيطرته على محافظة استراتيجية بحجم وموقع إدلب، فضلاً عن أنها تريد أن تضع حداً، مرة واحدة وإلى الأبد، للتهديدات التي تتعرض قاعدة «حميميم» بالطائرات المسيرة التي تطلقها النصرة وبعض من حلفائها.

بهذا المعنى، يمكن القول إن الطريق باتت معبدة لقمة ثلاثي أستانا المنتظرة في مطلع الشهر المقبل في طهران، وأن الضوء الأخضر قد أشعل أمام تقدم القوات السورية على آخر معقل للجماعات الإرهابية، وأحد أهم الحصون المتبقية للمعارضات المسلحة ... ولا يبدو أننا سننتظر طويلاً قبل أن نشهد على اندلاع «أم المعارك» في الحرب الدائرة في سوريا وعليها، بعد أن استكملت الأطراف حشد قواها وشحذ أسلحتها، بانتظار ساعة الحسم والاستحقاق.

المشهد شديد التعقيد، فإدلب آخر موقع لجبهة النصرة في سوريا، بسقوطها ستكون المنظمات الإرهابية قد غادرت آخر معاقلها الكثيفة بالسكان ... وإدلب تحولت إلى معقل لفصائل سورية مسلحة وازنة، مدعومة بقوة من قبل أنقرة... وفي إدلب يتجمع مسلحون أجانب، استجلبوا «اهتمام» كل من الصين (الإيغور) والروس (الشيشان) منذ زمن طويل، وكذا عواصم عربية ودولية أسهت بقسطها في «تصدير المجاهدين» إلى ساحتي الجهاد الكبريين: سوريا والعراق.

في «النص» الروسي لهذه التفاهمات، النصرة هي الهدف الأول، بل وربما تكون الهدف الأوحد للمعركة المقبلة في إدلب ... ولا ندري إن كان ذلك مقبولاً بحرفيته من قبل دمشق وطهران والضاحية الجنوبية لبيروت، الأطراف الأقرب لبعضها البعض في «محور المقاومة والممانعة» ... لا أدري إن كانت هذه الأطراف الثلاثة تتوفر على «هامش» للمناورة، يوفرها «النص» الروسي، كأن يجري توسيع دائرة المواجهة والحسم، أو أن تتحول المعركة مع «النصرة» إلى حرب متدحرجة مع الفصائل الموالية لما تسميه دمشق رسمياً: الاحتلال التركي.

إذا عدنا لتجربة الحرب في سوريا، نرى أن دمشق وطهران وحزب الله، لطالما تجاوزا على «النص» الروسي، وعملوا على توسيع «هوامشه»، انطلاقاً من تباين في الأولويات والحسابات ... فالنظام يخشى المعارضة المسلحة خشيته من المنظمات الإرهابية، حتى لا نقول أكثر منها، والسبب أن أحداً لن يلومه إن هو شن أعنف حملات «التطويق والإبادة» للجماعات الإرهابية، بيد أنه سيجابه بأوسع حملات التنديد والإدانة، عندما يحوّل فوهات مدافعه صوب من يسمون بـ»المعارضة المعتدلة» ... ثم، إن فرص وصول الجماعات الإرهابية إلى مقاعد التفاوض والعملية السياسية معدومة تماماً، بيد أنها ما زالت قائمة ومطلوبة حين يتعلق بالجماعات الأخرى ... هنا تفترق حسابات الحقل الروسي مع حسابات البيدر السوري.

في مطلق الأحوال، فإن «كسر ظهر» النصرة في إدلب، ومن سيواليها من الفصائل، سيضعف مناعة الفصائل الأخرى، ويحدث اهتزازاً في خطوطها الدفاعية وقدارتها الهجومية، وبما قد يجعلها «لقمة صائغة» أمام زحف القوات النظامية المحتشدة بكثافة على أطراف وحدودها ...

مثل هذا السيناريو، ربما تنبّهت له أطراف دولية، يزعجها هذا التقدم المتسارع والحاسم لموسكو ودمشق في سوريا، وربما لهذا السبب بالذات، رأينا عودة ثلاثية مفاجئة لـ»نغمة» السلاح الكيماوي، جون بولتون يهدد ويتوعد، وتردد لندن وباريس صدى تهديده ووعيده ... هذا الفيلم شاهدناه من قبل، ومن غير المستبعد أن نعاود مشاهدته من جديد، بعد أن وضعت «الخوذ البيضاء» عناصرها في أقصى درجات الاستنفار، ويجري تمهيد إدلب لتكون خشبة مسرح جديدة، لمسلسل من الضربات والعقوبات، التي لن تتوقف عن دمشق، بل ستتخطاها إلى موسكو.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدلب بين «النص» الروسي» و«الهامش» السوري إدلب بين «النص» الروسي» و«الهامش» السوري



GMT 15:25 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

السعودية وتركيا والزعامة

GMT 15:23 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

جهل أم حماقة أم جنون!

GMT 15:20 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أنفاق ونفاق

GMT 15:03 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يعنى «إيديكس 2018»؟!

GMT 15:01 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

ماذا حصدت السعودية فى قمة الأرجنتين؟

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 10:11 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:44 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 14:56 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أحوالك المالية تتحسن كما تتمنى

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 11:12 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 09:35 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور

GMT 18:08 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تولوز يُفاجئ برشلونة ويؤكد دراسة تجديد عقد توديبو

GMT 10:24 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24