رد الحزب «المحسوب» بدقة
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

رد الحزب «المحسوب» بدقة

رد الحزب «المحسوب» بدقة

 العرب اليوم -

رد الحزب «المحسوب» بدقة

بقلم : عريب الرنتاوي

لا يضير حزب الله إن جاء رده على العدوان الإسرائيلي «محسوباً» بدقة، ومتوخياً تفادي الانزلاق لحرب شاملة، لا أحد يريدها ... الحزب أوفى بوعده، ووجه ضربة لإسرائيل تستطيع ابتلاعها ... إسرائيل بالمناسبة فعلت شيئاً مشابهاً، فردها على ضربة حزب الله، جاء محسوباً بدقة كذلك ... صحيح أنها أطلقت مئة قذيفة مدفع رداً على رشقة الصواريخ المضادة للدروع التي أطلقها مقاتلو الحزب، بيد أن من شاهد صور القصف الإسرائيلي قرب بلدة مارون الراس، لا شك أدرك أن استهداف المناطق الخالية من السكان، لم يكن خطأ في «التصويب»، بل «تصويباً» لخطأ اقترفه نتنياهو عندما قرر خرق قواعد الاشتباك.البعض، في لبنان والمنطقة، سخر من رد الحزب المحسوب والمضبوط، مع أنه كان سيقيم الدنيا ولا يقعدها، لو أن رد الحزب جاء أهوج، وتسبب في إطلاق سلسلة دامية من الأفعال وردود الأفعال، وربما الانزلاق إلى الحرب الشاملة ... هؤلاء لا نعرف ماذا يريدون بالضبط، هل يريدون للحزب أن يكون منضبطاً أم متفلتاً؟ ... لا شيء يرضي هؤلاء ولا شيء يسعدهم، خصومتهم السياسية والعقائدية مع الحزب، تجعلهم قادرين على قول الشيء ونقيضه، دون أن يرف لهم جفن.في ظني أن الحزب فعل ما كان منتظراً منه ... لم يصمت على الخرق الإسرائيلي المتعجرف لقواعد الاشتباك المستقرة منذ حرب تموز 2007... ولم يجازف بدفع لبنان في أتون حرب مدمرة ... اجتاز محنة الضغوط الهائلة التي تعرض لها للامتناع عن الرد على الخرق الإسرائيلي... حفظ وحدة الموقف اللبناني وحال دون الانزلاق إلى أزمة حكم وحكومة .

.. سجل موقفه فالفعل لا بالقول ... أما الذين ينظرون باستخفاف لهذه «المباراة العصيبة» التي وقعت خلال الأيام الثمانية الفاصلة بين عدوان الضاحية ورد الحزب، فلا أظن أنهم يعون ما يقولون.إسرائيل «ابتلعت» فكرة رد الفعل اللبناني على عدوانها ... ساعدها في عملية البلع والهضم، أنها لم تُمنَ بخسائر بشرية (البعض يتحدث عن عدد قليل من الجرحى بإصابات طفيفة) ...

نتنياهو المقبل على انتخابات مصيرية، قرر ابتلاع الضربة، وهو الذي انتفخ كالطاووس خلال الأيام الماضية، مهدداً لبنان بالويل والثبور وعظائم الأمور ... حتى منافسه من «أزرق أبيض» الجنرال بيني غانتس الملطخة أيديه بدماء الفلسطينيين، الذي هدد بإعادة لبنان إلى «العصر الحجري»، قرر بدوره أن يبتلع الضربة ... هذه الجولة المحدودة من التصعيد بين لبنان وإسرائيل يبدو أنها انتهت، وإن كانت الحرب لمّا تضع أوزارها بعد.ستعاود إسرائيل التحرش بحزب الله، إن لم يكن الآن فبعد وقت قد لا يطول ... قد تكون هذه آخر ضربة يأمر بها نتنياهو من موقعه كرئيس للحكومة وقد لا تكون ... لكن المؤكد أن إسرائيل لديها حساب طويل وعريض لتسويه مع حزب الله ....

الحزب يدرك ذلك، ويبدو مستعداً لمختلف الاحتمالات ... إسرائيل تدرك أن أي ضربة توجهها للحزب، ستتلقى مقابلها ضربة مضادة، مساوية في المقدار ومعاكسة لها في الاتجاه ... توازن الردع سيستمر، ما لم يقرر أحد الطرفين لأسباب عديدة، خرقه والسعي لإعادة بنائه على حساب الطرف الآخر ... هذا الأمر سيحدث، إن لم يكن عاجلاً فآجلاً.لبنان خرج من عنق الزجاجة، صحيح أن ثمة إجماع لبناني على اعتبار ما جرى في الضاحية عدواناً سافراً على لبنان وكل اللبنانيين ... لكن نفراً من اللبنانيين، لم يستطع الصبر، ولم يطق الانتظار ... انبرى مهاجماً الحزب ومنددا بميله للمغامرة وجنوحه لتوريط لبنان في حرب لا يحتاجها في هذه المرحلة بالذات ... رد الفعل «المحسوب» و»العاقل» من قبل الحزب، حفظ وحدة اللبنانيين، ومنع انفجار أزمة داخلية، تريدها إسرائيل وتنتظرها بفارغ الصبر، من دون أن يبدو أمام الإسرائيليين بمظهر الضعيف أو الذي يطلق وعوداً ولا يحترمها ... اللبنانيون جميعاً ربحوا ... إسرائيل ونتنياهو هما الخاسران في هذه الجولة، وإن كانت خسارتهما من النوع القابل للاحتواء والابتلاع ... المفروض أن هذه الجولة انتهت 

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رد الحزب «المحسوب» بدقة رد الحزب «المحسوب» بدقة



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:08 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

بيان عملي لمديرية الدفاع المدني في طرطوس

GMT 18:55 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

طالبة مصرية يطرق مشروع تخرجها أبواب العالمية

GMT 14:17 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحدث موديلات خواتم الذهب خريف 2019

GMT 10:27 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيت بيوت

GMT 16:42 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

17 حيلة لجعل عطرك يدوم لفترة أطول وقت الخروج

GMT 03:56 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع بالطبيعة والمعالم التاريخية في سلطنة عمان خلال الشتاء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24