سوريا بأخبارها الطيبة والمقلقة
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

سوريا بأخبارها الطيبة والمقلقة

سوريا بأخبارها الطيبة والمقلقة

 العرب اليوم -

سوريا بأخبارها الطيبة والمقلقة

بقلم _ عريب الرنتاوي

الأنباء التي تتواتر من سوريا، يدعو بعضها للارتياح وإن كان بعضها الآخر يدعو للقلق والتحسب... الأنباء الجيدة، أن الموفد الأممي غير بيدرسون أجرى محادثات مثمرة ومتفائلة في دمشق، مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم بشأن العملية السياسية واللجنة الدستورية، حيث تقول المصادر إن الخلاف بات محصوراً بعدد قليل فقط من الأسماء، لا يزيد على أصابع اليد الواحدة، من الأسماء المرشحة لعضوية اللجنة المولجة كتابة دستور جديد لسوريا، ولقد عكست التصريحات المتفائلة التي صدرت عن الرجلين في ختام محادثاتهما هذه الأجواء.وفي خانة الأنباء الجيدة، يبدو أن «تقدماً ما» قد طرأ على مسار التنسيق الأمريكي – الروسي في سوريا، خصوصاً بعد القمة الأمنية الثلاثية في القدس، والتي جمعت كلا من مستشار الأمن الأمريكي جون بولتون مع نظيريه أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات...

الإقرار الأمريكي بتحوّل إدلب إلى «ملاذ آمن للإرهاب»، وتوجيه القوات الأمريكية ضربة جوية – صاروخية لاجتماع ضم عددا من قادة المنظمات الجهادية في المحافظة، هي من المؤشرات الدالّة على التقدم النسبي الحاصل... الخلافات ما زالت قائمة بين واشنطن وموسكو، وشقتها ما زالت واسعة كما اتضح من التصريحات التي أعقبت القمة، والتي تتركز أساساً حول الوجود الإيراني في سوريا.وفي الأنباء الجيدة كذلك، خصوصاً للأردن، أن أعداد القاطنين في مخيم الركبان في تناقص متزايد، وإن كان بطيئاً... هذا المخيم الذي ضم ذات يوم قرابة الثمانين ألفاً، واستقر في العام الفائت على ما يقرب من الخمسين ألفاً، لم يعد يضم اليوم سوى نصف هذا العدد فقط... أمس، أعلنت دمشق عن تمكن مجموعة من لاجئي المخيم من عبور «الممر الإنساني الآمن» صوب مدنهم وبلداتهم الأصلية، وثمة عملية «تسرب» لأعداد قليلة من اللاجئين، بيد أنها يومية وشبه منتظمة ومتزايدة، ولا يعرقل سيرها سوى المنظمات المتطرفة التي تحظى برعاية وحصانة قاعدة «التنف» العسكرية الأمريكية في جنوب شرق البلاد.لكن مقابل هذه الأنباء الجيدة، ثمة أنباء سيئة مثيرة للقلق والتحسب كما أشرنا... منها أن ثمة كثافة في الحراك السياسي – الأمني في مناطق شمال شرق سوريا، تقوم بها الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية، بهدف تثبيت «دويلة الحكم الذاتي» الكردية في هذه المناطق، وبناء قدراتها المؤسسية... أما الموفدون العرب تحديداً، ورفيعو المستوى منهم على وجه الخصوص، فمهمتهم قطع الطريق على الانقسام العربي – الكردي في المنطقة، وتشجيع مليشيات العشائرية العربية للعمل جنباً إلى جنب، والأفضل من خلف ووراء وحدات حماية الشعب الكردية، وضمان عدم استجابة هذه العشائر لجهود النظام ومحاولته استمالتها وتأليبها على المليشيات الكردية.

ونقول إن هذه أنباء مثيرة للقلق والتحسب، إذ إنها تندرج في سياق مشروع أمريكي يستهدف تقسيم سوريا إلى دويلات و»كانتونات « من جهة، وبما تؤسس له من استمرار وتفاقم الأزمة التركية - السورية من جهة ثانية.وثمة في خانة الأنباء السيئة كذلك، تراجع وتائر التقدم الذي يحرزه الجيش السوري على جبهة أرياف حلب وحماة وإدلب، واهتزاز «اتفاق سوتشي» التركي الروسي حول خفض التصعيد في هذه المنطقة، وهو اتفاق لم يجلب سلاماً واستقراراً لهذه المنطقة من سوريا، ولا يسمح بالحسم العسكري للوضع الغريب والشاذ القائم فيها منذ أعوام من جهة ثانية، سيما بعد أن اتضحت إلى حدود قصوى، الرغبات والأطماع التركية بضم مناطق واسعة من سوريا الى السيادة التركية.الأخبار الحسنة في سباق مع الأخبار السيئة، لكن سنة الحياة تقضي بأن البضاعة الجديدة تطرد البضاعة القديمة من الأسواق، وفي ظني أن التطورات الإيجابية في سوريا، سوف تطرد وإن بعد حين، تطوراتها السلبية.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا بأخبارها الطيبة والمقلقة سوريا بأخبارها الطيبة والمقلقة



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 10:11 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:44 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 14:56 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أحوالك المالية تتحسن كما تتمنى

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 11:12 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 09:35 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور

GMT 18:08 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تولوز يُفاجئ برشلونة ويؤكد دراسة تجديد عقد توديبو

GMT 10:24 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24