لماذا تهتم إيران وإسرائيل بالانتفاضتين اللبنانية والعراقية
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

لماذا تهتم إيران وإسرائيل بالانتفاضتين اللبنانية والعراقية؟

لماذا تهتم إيران وإسرائيل بالانتفاضتين اللبنانية والعراقية؟

 العرب اليوم -

لماذا تهتم إيران وإسرائيل بالانتفاضتين اللبنانية والعراقية

عريب الرنتاوي

ليست إيران وحدها من تُبدي اهتماماً فائقاً بانتفاضي الشعبين العراقي واللبناني ... إسرائيل ايضاً تراقب الوضع عن كثب، سيما في لبنان، مع أنها دخلت مؤخراً على خط الأزمة العراقية، ووجهت ضربات مباشرة لوحدات من "الحشد الشعبي" و"الحرس الثوري" على حد زعمها ... الانتفاضتان تجذبان اهتماماً إقليمياً ودولياً متعاظماً، وثمة خشية على المنتفضين من مغبة ضياعهم في دهاليز صراع المحاور وحروب الوكالة المحتدة في المنطقة منذ عشر سنوات على الأقل.
 
"مرشد الثورة الإسلامية" رأى في الانتفاضتين "أعمال شغب"، وحث المنتفضين على احترام القانون والمؤسسات (لا أدري إن كانت الثورة الإسلامية ذاتها ستندلع لو أن الثوار احترموا القانون والمؤسسات)، وهو نظر إلى هاتين الانتفاضين بوصفهما فعلاً "مدفوعا" من قبل إسرائيل والولايات المتحدة وعواصم أخرى (لا أدري إن كان بمقدور هذه الأطراف مجتمعة أن تُخرج ملايين الشبان والصبايا إلى الشوارع).
 
وما لم يقله "المرشد" صراحة قاله ممثله بكل صلف: على الشباب الثائر الذي يتخذ من "الحشد الشعبي" رمزاً له (والحقيقة أنني لا أعرف من أين جاء بهذه المعلومة أو كيف خلص إلى هذه النتيجة)، أن يتوجه لاحتلال السفارتين الأمريكية والسعودية ... شريعتمدراي لا شك صُدم بأن الشباب الثوري رفع العلم العراقي فوق القنصلية الإيرانية في كربلاء ولم يستجب لدعوته الثورية التي تزامنت مع حلول الذكرى الأربعين لاحتلال السفارة الأمريكية وحدوث ما بات يُعرف بـ"أزمة الرهائن".
 
لكن للحقيقة والانصاف، ثمة ما يبرر قلق إيران وتخوف حلفائها من انتفاضتي لبنان والعراق ... القوى الرئيسة الحاكمة والمتحكمة بمقاليد السلطة والثورة في البلدين، محسوبة على إيران (الحشد الشعبي وحلفائه في العراق وحزب الله وحلفائه في لبنان) ... أي اهتزاز في المعادلات والتوازنات، ستفقد طهران موقعها المهيمن، ومع دخول "الشارع" كلاعب جديد ووازن، لا بد لتوازنات القوى أن تتغير وأن تتبدل كذلك، وهذا أولاً.
 
أما ثانياً، فإن إيران محقة في مخاوفها من مغبة إقدام دول معادية لها على امتطاء صهوة الانتفاضتين لإلحاق هزيمة بالحشد والحزب وغيرهما، إن لم تكن بالضربة القاضية فبالنقاط ... لكن إيران غير محقة في اتهام الحراك بأنه "مدفوع" من قبل "سفارات" و"غرف عمليات سوداء" ... إيران لا تمتلك الحق تحت أي ذريعة، بما فيها ذريعة "المقاومة" الأكثر قدسية عند كثيرين، لمنع تطور المجتمع والدولة في البلدين المذكورين ... حلفاء إيران إما فاسدون كما في العراق، أو يحمون "الحلفاء الفاسدين" كما في لبنان... ليس من حق إيران أن تتدخل، سيما حين يأتي تدخلها معانداً للتاريخ.
 
نحن نعرف، دولاً غربية وعربية عديدة، تقف بالمرصاد لإيران في العراق ولبنان ... الجنرال غيورا آيلاند مستشار الأمن القومي السابق، يقول أن لدى إسرائيل فرصة نادرة لتوجيه ضربة ساحقة لحزب الله وسلاحه، من دون اضطرار للدخول في حرب مكلفة ومقامرة غير محسوبة ... ما هو مطلوب من إسرائيل اليوم، هو أن تضغط على يد الحزب المجروحة، وهو يقترح أن تسعى إسرائيل في إقناع مجتمع المانحين لاشتراط سحب سلاح الحزب، نظير حصول لبنان على المساعدات والقروض الميسرة ... الضغط على المواطن اللبناني معيشياً، وإقناعه بأن الحزب هو سبب شقائه، هو السبيل الأقصر لنزع شرعية الحزب وشعبيته، هكذا يرى الجنرال المتقاعد صاحب مشروع "التبادل الإقليمي للأراضي" لحل القضية الفلسطينية.
 
الانتفاضتان المباركتان اللتان اندلعتا في لبنان والعراق، تتعرضان لهجمة شرسة من قوى الإقليم المتناحرة... والخشية من حرفهما عن غايتهما، تبقى ماثلة.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تهتم إيران وإسرائيل بالانتفاضتين اللبنانية والعراقية لماذا تهتم إيران وإسرائيل بالانتفاضتين اللبنانية والعراقية



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 13:23 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تملك أفكاراً قوية وقدرة جيدة على الإقناع

GMT 11:15 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تفقد السيطرة على الأمور بعض الوقت

GMT 09:35 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور

GMT 10:22 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تحمل إليك الأيام المقبلة تأثيرات ثقيلة وسلبية

GMT 08:11 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية رومانسية لعروس 2020 لقضاء شهر العسل

GMT 11:08 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

توافقك الظروف المهنية اليوم لكي تعالج مشكلة سابقة

GMT 22:00 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

تعليق جمع التبرعات الأميركية عقب أقتحام الكونغرس

GMT 17:36 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

تعرف على أهم صيحات الموضة الغريبة لعام 2021

GMT 13:25 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ناقد رحمة فنان يحول الحجر والخشب إلى منحوتات فنية

GMT 09:37 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ندى بسيوني حزينة بإصابة فاروق الفيشاوي بالسرطان

GMT 12:55 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

نانسي عجرم تحتفل بالكريسماس بحفل «أون لاين» الجمعة

GMT 22:46 2020 الإثنين ,15 حزيران / يونيو

نقل مهاجم ماينز إلى المستشفى بعد إصابته بارتجاج
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24