كيف قرأت إسرائيل المعركة مع الجهاد
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

كيف قرأت إسرائيل المعركة مع "الجهاد"

كيف قرأت إسرائيل المعركة مع "الجهاد"

 العرب اليوم -

كيف قرأت إسرائيل المعركة مع الجهاد

عريب الرنتاوي

إسرائيل منقسمة في تقييمها لنتائج عملياتها الحربية الأخيرة ضد الجهاد الإسلامي ... معسكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُطلق صيحات النصر على "الجهاد" بعد أن طالت صواريخها اثنين من قادة الحركة العسكريين، وطاولت عائلة قائد ثالث في دمشق، فيما طيرانها، الحربي والمسيّر، ضرب بقسوة أهدافاً للحركة في مناطق مختلفة من قطاع غزة ... لكن النقطة الأهم التي تتكئ عليها احتفالات النصر التي يروج لها هذا الفريق، إنما تتركز أساساً على نجاحه في "تحييد" حماس وإبقائها خارج ساحات المواجهة ... هذا تطور مهم، وغير مسبوق، في حروب إسرائيل وعملياتها على القطاع وضد أهله. 
 
هو نجاح بكل تأكيد لسياسة "فرق تسد" الإسرائيلية، أو لنظرية "دعنا نأكل الثورين تباعاً، الأسود ثم الأبيض" ... بيد أنه نجاح تكتيكي ... حماس المستمسكة بالسلطة حتى الرمق الأخير، تريد التهدئة، باعتبارها شرطاً للوفاء بالحد الأدنى من التزامات "سلطة الأمر الواقع" حيال سكان القطاع، حتى وإن كان الثمن، السماح لإسرائيل، بالانفراد بالجهاد، كما حصل في مواجهة الساعات الثماني والأربعين الأخيرة.
 
لكن حماس لا تستطيع، من دون المقامرة بإرثها وصورتها ومكانتها (ومستقبلها)، أن تظل جالسة على مقاعد المتفرجين، في حال اتسعت حدة المواجهة وتوسعت رقتها وطال أمدها ... هنا، ستجد الحركة نفسها مرغمة على التخلي عن حذرها وحساباتها المعقدة، وستجد نفسها منخرطة لا محالة في المواجهات الميدانية ... الوسطاء في الجولة الأخيرة، سارعوا إلى طمأنة حماس بأنها غير مستهدفة، وأن المعركة لن تطول، وأنها لن تتخطى الأهداف التي رسمت لها بدقة ... لكل هذه الأسباب آثرت الحركة ابتلاع طوفان الانتقادات والاستنكارات لمواقفها على الدخول في مجازفة واسعة، لا تعرف عقباها.
 
ثم أن حماس التي لم تسقط من حساباتها احتمالات خوض استحقاق انتخابات عامة في الأشهر القادمة، قطعت شوطاً طويلاً كما تقول المصادر، في المفاوضات الرامية لإتمام صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل ... صفقة كهذه، يمكن أن تساعد الحركة في ترميم قواعدها الشعبية عشية الاستحقاق الانتخابي، وهي يمكن كذلك أن تساعد نتنياهو ومعسكر الليكود – اليمين، على حصد عدد أكبر من الأصوات والمقاعد في انتخابات الكنيست الـ"23" المرجحة، فتكون النتيجة: رابح – رابح.
 
ثمة فريق إسرائيلي ثانٍ يرى في نتيجة ما حصل "نصراً مؤزّراً " للجهاد و"هزيمة صافية" لنتنياهو ... فالحركة الفلسطينية استطاعت أن تشل نصف إسرائيل، وان تلزم سكانها الملاجئ أو الجلوس بجوارها، وصواريخها طاولت محيط تل أبيب والقدس... هذا الفريق، يقلل من أثر سياسة الاغتيالات على استتباب الأمن الإسرائيلي واستدامته.
 
هذه التقديرات، وإن انطوت على قدر المبالغة، واندرجت في سياق الصراع السياسي – الحزبي الداخلي في إسرائيل، إلا أنها ترفع من معنويات الجهاد وحلفائه من دون شك، وتثير حنق حماس وقلقها ... لقد صار للحركة منافس قادر على فتح جبهات عريضة، ومطاولة العمق الإسرائيلي، وهو بات اليوم، الأقرب إلى قلب "محور المقاومة" الإقليمي، فيما مواقفها – حماس - ما زالت تخضع للكثير من الطعن والتشكيك والتمحيص.
 
مرة ثانية، تجد حماس نفسها في وضع حرج للغاية ... فلا هي سلطة قادرة على الوفاء بالتزامات السلطة حيال شعبها، وهي لم تجلب له سوى ضنك العيش والحصار والعزلة ... ولا هي مقاومة، قادرة على مواصلة اتخاذ قراراتها متخففة من حسابات السلطة وتعقيداتها ... أنه المأزق الذي يعتصر الحركة منذ أكثر من عقد من الزمان، ويعتصر معها، أهل القطاع جميعاً، بل والشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف قرأت إسرائيل المعركة مع الجهاد كيف قرأت إسرائيل المعركة مع الجهاد



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 10:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 13:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين

GMT 06:38 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

نصائح خاصة تساعدك على تكوين شخصية متزنة لطفلك

GMT 18:17 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

أبوالعزم يلتقي القاضية سامية كاظم في العراق

GMT 06:35 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

لاغارد تؤكّد أنّ احتجاجات فرنسا تُؤثِّر على الاقتصاد

GMT 09:03 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل فنادق جليدية في العالم لقضاء شهرعسل ممتع

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24