طالبان من الدوحة «نصرٌ من الله وفتح مبين»
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

طالبان من الدوحة: «نصرٌ من الله وفتح مبين»

طالبان من الدوحة: «نصرٌ من الله وفتح مبين»

 العرب اليوم -

طالبان من الدوحة «نصرٌ من الله وفتح مبين»

بقلم -عريب الرنتاوي

من يقرأ «اتفاق الدوحة»، يخرج باستنتاج لا يأتيه الشك عن يمين أو شمال: حركة طالبان، أو «إمارة أفغانستان الإسلامية التي لا تعترف بها الولايات المتحدة»، سجلت نصراً مبيناً وفتحاً عظيماً، إذ رضخت الدولة الأعظم لمعظم إن لم نقل جميع شروط الحركة المصنفة أمريكياً وعالمياً بـ»الإرهابية».

القوات الأمريكية والحليفة جميعها، ستجلو عن أفغانستان في غضون 14 شهراً، بعضها سيغادر قبل ذلك بكثير، وستفكك خمسة قواعد أمريكية ... مقابل، تعهد واحدٍ من قبل الحركة بعدم السماح بتحويل أفغانستان إلى مصدر تهديد للولايات المتحدة وحلفائها، وعدم توفير أي حضانة أو تسهيلات لعناصر تهدد أمن واشنطن.

لا شيء في الاتفاق عن مستقبل أفغانستان، ولا عن طبيعة نظام الحكم ... وبخلاف ذلك، فإن «اتفاق الدوحة» ذاته، يشي بشكل الحكم المقبل في هذه البلاد، ففي كل فقرة منه، إشارة إلى «إمارة أفغانستان الإسلامية» مع استطراد بائس يقول «التي لا تعترف بها الولايات المتحدة».

لا شيء في الاتفاق يتحدث عن منظومة حقوق الإنسان وتحديداً حقوق النساء التي داستها أقدام «المجاهدين» و»فقهاء الظلام والكهوف» ... كل هذا ليس مهماً بالنسبة لواشنطن، المهم أن يفي ترامب بوعده الانتخابي، وأن يعيد الجنود إلى بيوتهم، على مبعدة تسعة أشهر فقط من الانتخابات.

حتى أن الدولة الأعظم، حارسة «منظومة القيم الأمريكية ومبادئ ويلسون»، لم تترد في قبول دور «الوسيط» أو حتى «السفير» لدى طالبان، لتسهيل أمر انخراطها في المجتمع الدولي، ورفع اسمها وأسماء شيوخها من اللوائح العالمية للمنظمات الإرهابية ... هذا التزام على واشنطن بموجب الاتفاق.

هي الهزيمة بعينها أمام قوى ومنظمات متطرفة، مصنفة إرهابية، ألحقت أفدح الأضرار والخسائر بحياة الأمريكيين العسكريين على الأرض الأفغانية، والمدنيين الأمريكيين على الأرض الأمريكية (11 سبتمبر)، وهي الدلالة التي تنهض شاهداً على «إفلاس» مشروع نشر الديمقراطية بعد عشرين عاماً من انطلاقته الكبرى في عهد إدارة جورج بوش الابن.

وستتوج هذه الهزيمة النكراء، عندما يحط شيوخ الحركة وقادتها، ضيوفاً مكرمين على البيت الأبيض، للقاء دونالد ترامب، والتقاط الصور التذكارية ... تلك لحظة لا يتعين على أحدٍ، من الأمريكيين وأصدقائهم وخصومهم، أن ينساها أبداً.

لم يُطلب إلى طالبان، كما طلب من السودان، «تطبيع» علاقات «الإمارة» بإسرائيل، أو تقديم تعويضات فلكية لعائلات الضحايا الأمريكيين، لم يطلب إليهم فتح أجواء بلادهم لطائرات «العال»، ولا تسليم شيوخهم وقادتهم لمحكمة لاهاي ... هذا يُطلب فقط من العرب الضعفاء والمهزومين، ولا بأس إن جاء أحدهم ككاتب هذه السطور، يهجو الانهيار الأخلاقي والقيمي لإدارة ترامب، ويتحدث عن «معاييرها المزدوجة»، مثل هذه الأقوال، لا يقرأها أحدٌ في واشنطن، ولا تثير اهتمام أحدٍ على أية حال.

ومن أسفٍ أن هذه الإدارة التي دشنت عهدها بنسج أوثق الصلات وأعمق الصداقات مع نظم ديكتاتورية وعسكرية وسلالية، فاسدة ومستبدة، تطور أداءها اليوم بنسج علاقات فضلى مع جماعات متطرفة وعنيفة، ضاربة صفحاً عن مواقفها المعادية أشد العداء، لقيم الديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان، ومن دون أن تُبدي، هذه الجماعة، أية مراجعة أو أسف لما قارفته من عمليات تنكيل بخصومها والمختلفين معها، وقوى المجتمع المدني ونساء أفغانستان.

ثمة رسالة واحدة يبعث بها «اتفاق الدوحة»: واشنطن لا تحترم إلا الأقوياء حتى وإن كانوا من «مجاهدي الكهوف» في تورا بورا ... واشنطن لا تستجيب إلا للغة القوة، أما القيم والأخلاق والمبادئ، فليس لها مطرح خارج الندوات الفارغة في الفنادق الفارهة.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طالبان من الدوحة «نصرٌ من الله وفتح مبين» طالبان من الدوحة «نصرٌ من الله وفتح مبين»



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:08 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

بيان عملي لمديرية الدفاع المدني في طرطوس

GMT 18:55 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

طالبة مصرية يطرق مشروع تخرجها أبواب العالمية

GMT 14:17 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحدث موديلات خواتم الذهب خريف 2019

GMT 10:27 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيت بيوت

GMT 16:42 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

17 حيلة لجعل عطرك يدوم لفترة أطول وقت الخروج

GMT 03:56 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع بالطبيعة والمعالم التاريخية في سلطنة عمان خلال الشتاء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24