صفقة القرن  الجزء الثاني
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

صفقة القرن ... الجزء الثاني

صفقة القرن ... الجزء الثاني

 العرب اليوم -

صفقة القرن  الجزء الثاني

بقلم : عريب الرنتاوي

لم تُشر «التسريبات» بخصوص الشق السياسي من «صفقة القرن» إلى ما يمكن اعتباره «خياراً أردنياً» للحل النهائي، ولم يكن أمر كهذا متوقعاً أو منتظراً على أية حال ... بيد أنه ليس عصياً على المحلل المتتبع عن كثب لتفاصيل هذه «الصفقة» وتداعياتها، لن يصعب عليه أبداً، أن يستنتج بأن «فصلاً ثانياً» من هذه «الصفقة» سيُفتح في مرحلة لاحقة، إن قُدّر لمرحلتها الأولى منها أن يرى النور.وبعيداً عن الجدل الدائر حول «الصفقة»، وما إن كانت ستضع حداً نهائياً لأحلام الفلسطينيين كما جرى التعبير عنها في «المشروع الوطني الفلسطيني»، مشروع العودة وتقرير المصير وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس ... بعيداً عن الجدل الدائر حول «حل الدولتين» أو «حل الدولة الواحدة» ..

. فإن التطورات في إسرائيل، مؤسسات صنع القرار والمجتمع الذي ينحو للتطرف... تذهب جميعها باتجاه الإطاحة بالحلين معاً: الدولة الواحدة والدولتين.ما يعني أن مصائر خمسة ملايين فلسطينيي في الأراضي المحتلة «3 ملايين في الضفة ومليونين في غزة»، تبدو بانتظار المجهول، فلا دولة قابلة للحياة معروضة عليهم، ولا دولة مستقلة تجسد هويتهم الوطنية ... وفوق هذا وذاك، لا اعتراف بحقوق اللاجئين ولا تمكين لهم لممارسة هذا الحق الذي جرى اختصاره في العودة و/أو التعويض.وضعٌ كهذا، يطرح سؤالاً جوهرياً حول مستقبل هذه «الكثافة» الديموغرافية، الموزعة على عدد من «البانتوستانات» المعزولة والمنفصلة بعضها عن بعضها الآخر، وكيف سيجري التعامل مع «احتياجاتها» وليس «حقوقها» في المستقبل (المدى) المتوسط، لأن إسرائيل اهتدت إلى «حل تكتيكي» مؤقت لمشكلة «هوية» هؤلاء، وهو الحل الذي تبنته بالكامل «صفقة القرن»: أقل من دولة وأكبر من حكم ذاتي ... حيث الفكرة الجوهرية الكامنة وراء هذا التصور تتجلى في الخلاص من أي التزام بمنح هؤلاء المواطنين، من سكان البلاد الأصليين، حقوق المواطنة الإسرائيلية.وضعٌ كهذا، يملي أيضاً التفكير بما يمكن أن يخطر ببال «المؤسسة الحاكمة» والمجتمع المنجرف نحو اليمين الديني – القومي في إسرائيل، من أفكار ومشاريع حلول، مطمئنة إلى دعم أمريكي لا محدود، وضعف عربي لا حدود لانهياراته، وانقسام فلسطيني مقيم ... مثل هذا التحدي يدفع التفكير الاستراتيجي بعيد المدى، لاختبار السيناريوهات الإسرائيلية – الأمريكية المحتملة للتعامل مع هذا «العبء الديموغرافي».

في ظني، أن ثمة سببين اثنين للاعتقاد بوجود «فصلٍ ثانٍ» من «صفقة القرن»، والحديث عن «الصفقة» هنا، لا يقتصر على تفاصيلها التي ستعلن قريباً، بل بمضامين الحل النهائي المُستلهمة لروحها العدوانية التي تستهدف الشعب الفلسطيني في صميم حقوقه وأحلامه وتطلعاته.السبب الأول: أن اليمين الإسرائيلي الممتد على امتداد الخريطة الحزبية الإسرائيلية، لم يسقط من حساباته بعد، الخيار الأردني ... لقد تراجع الحديث عن هذا الخيار منذ قيام السلطة، وتحول «حل الدولتين» إلى مشروع مُتبنى من قبل المجتمع الدولي ... وثمة في إسرائيل اليوم، من تعتمل في مخيلته أحلام العودة لهذا الخيار، بوصفه «طريق الخلاص» للحفاظ على «يهودية الدولة» وقبر الأحلام الوطنية للشعب الفلسطيني.

السبب الثاني: أن ثمة في إسرائيل من يرى أن إسرائيل أنجزت «المساومة التاريخية» مع العرب بتخليها عن الأردن كجزء من «وعد بلفور»، ما يعني أن الأردن الذي كان (وعند المتطرفين لا يزال) جزءا من «ولاية وعد بلفور»، يجب أن يكون له دور أساسي في استيعاب فائض الديموغرافيا الفلسطينية ... هنا نفتح قوسين للقول بان بعض الإسرائيلي لا يزال يؤمن بالترانسفير الجماعي للفلسطينيين، فيما بعضهم الآخر يرى أن الترانسفير يمكن أن يتم من خلال مد «الولاية» الأردنية على البانتوستانات الفلسطينية من ضمن صيغ عديدة، من بينها الفيدرالية والكونفدرالية.الخلاصة: أن «صفقة القرن» التي ننتظر الكشف عن شقها السياسي قريباً، لا يبدو أنها ستطرح دفعة واحدة، بل على مراحل تبدأ بإسقاط الحق الفلسطيني ولا تنتهي بالإفتئات على الحق الأردني.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفقة القرن  الجزء الثاني صفقة القرن  الجزء الثاني



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 10:11 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:44 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24