نزار قباني في ذكراه
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

نزار قباني في ذكراه

نزار قباني في ذكراه

 العرب اليوم -

نزار قباني في ذكراه

بقلم : جهاد الخازن

صديقي الشاعر المبدع نزار قباني رحل عنا في مثل هذا اليوم سنة 1998، ووجدت في مكتبتي في بيروت قبل أيام ديوان شعر صغيراً له عنوانه «هل تسمعين صهيل أحزاني» صدر سنة 1991، وأهدانيه نزار مرفقاً بالكلمات: الصديق العزيز الأستاذ جهاد الخازن بحب وإعجاب. 1/11/1991.

أختار اليوم في ذكرى وفاة الشاعر الصديق بعضاً من أبيات في بضع عشرة قصيدة ضمها الديوان الصغير.

في القصيدة التي حمل الديوان عنوانها يقول نزار: ما تفعلين هنا/ ما تفعلين هنا/ فالشاعر المشهور ليس أنا/ لكنني/ بتوتري العصبي أشبهه/ وغريزة البدوي أشبهه/ وتطرفي الفكري أشبهه... يكمل نزار: ما تبتغين لدي سيدتي/ فالشاعر الأصلي ليس أنا/ بل واحدٌ ثاني/ يا من تفتش في حقيبتها/ عن شاعر غرقت مراكبه/ لن تعثري أبداً عليّ بأي عنوان/ شبح أنا بالعين ليس يُرى/ لغة أنا من غير أحرفها/ ملك أنا من غير مملكة/ وطن أنا/ من غير أبواب وحيطان.

في مقدمة الديوان يقول نزار: يحاول النقد أن يتعلق بعربة الشعر/ ولكن الحوذي يضربه بالكرباج/ فيسقط مضرجاً بدم أحقاده.

القصيدة الأولى في الديوان عنوانها: لماذا؟ وفيها يقول: لماذا ارتبطت بتاريخ جرحي/ وتوقيت حزني/ وفوضى ظنوني/ لماذا سرقت تقاطيع وجهي/ وشكل يدي/ ولون عيوني/ أنا لا أريدك أن تشبهيني/ أيا إمرأة تتغرغر كل صباح/ بماء عيوني/ إن كنت تستهدفين السلامة يوماً/ فكيف ركبت حصان جنوني.

نزار يقول في قصيدة عنوانها «مخطط نزاري لتغيير العالم»: أريد أن أحب حتى أجعل العالم برتقالة/ والشمس قنديلاً من النحاس/ أريد أن أحب/ حتى ألغي الشرطة والحدود والأعلام/ أريد أن أستلم السلطة يا سيدتي/ ولو ليوم واحد/ من أجل أن أقيم جمهورية الإحساس.

في قصيدة عنوانها «لقطات في متحف الشمع» يقول نزار: كلام يديك الحضاريتَيْن/ كلام طويل طويل/ فهل تسمحين لعيني/ تسجيل هذا الكلام الجميل/ يداك حصانان يغتسلان بدمعي/ فهل تسمحين لأذني/ بشرب دموع الصهيل.

الديوان الصغير ضم قصيدة عنوانها «اعترافات رجل نرجسي» يقول فيها الشاعر: وبعد ثلاثين عاماً/ تأكدت أني أحبك/ بعد ثلاثين عاماً/ وأنك إمرأتي دون كل النساء/ وأيقنت أن جميع الذي كان قبلك/ كان سرابا/ كان دخانا/ وكان هباء/ وبعد ثلاثين عاماً عرفت غبائي الشديد/ وسخفي الشديد/ وأيقنت أنك شمس الشموس/ وبرّ السلام/ واني بدونك طفل/ أضاع حقيبته في الزحام...

وقصيدة أخرى عنوانها «حوار مع عارضة أزياء»: يقول فيها نزار: كم أنت يا سيدتي بسيطة وطيبة/ ما زلت تبحثين في ذاكرتي/ عن ياسمين قرطبة/ وعن حمام قرطبة/ وعن نساء قرطبة/ ما زلت تبحثين عن رائحة النعناع/ في عباءتي المقصّبة/ ما زلت تبحثين يا سيدتي/ عن وردة جورية زرعتها في عروتي/ وقطة شامية خبأتها في معطفي/ قبل فراق قرطبة.

وله قصيدة عنوانها «مع صديقة في كافتيريا الشتات» يقول فيها: ومن بعد خمسين عاماً/ دخلت وإياك أرض الشتات/ دخلنا الى زمن عربي/ تخاف به الكلمات من الكلمات/ حقائبنا سُرِقت في الطريق/ فليس لدينا شطيرة خبز/ وليس لدينا شطيرة حب.../ وليس لدينا شفاه ولا مفردات.

القصيدة الأخيرة في الديوان عنوانها «سأقفل باب القصيدة» وفيها يقول: سأقفل باب القصيدة/ حتى تنامي/ وأشطب كل السطور/ وكل النقاط/ وكل الدوائر حتى تنامي/ وسوف أؤجل عشقي قليلا/ وقيلولتي فوق قطن يدك قليلا/ فإني تعبت من فوضى حروفي/ وفوضى مزاجي/ وفوضى وعودي/ وإني تعبت من الحفر فوق الرخام.

المصدر : جريدة الحياة

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نزار قباني في ذكراه نزار قباني في ذكراه



GMT 20:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

المتظاهرون يريدون عراقا عادلا ووطنا قويا ناهضا

GMT 13:35 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس العراقي في الرياض

GMT 13:33 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

لا أمل ولا سلام بدون أُفق سياسي للقضية الفلسطينية

GMT 13:30 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

من مفكرة الأسبوع

GMT 13:27 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن نبدأ: فصل جديد في جريمة خاشقجي

GMT 10:07 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:28 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 16:42 2020 الأحد ,01 آذار/ مارس

التصرف بطريقة عشوائية لن يكون سهلاً

GMT 08:56 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 19:09 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

تويوتا سوبرا تحصل على رزمة تعديل خارجية من Prior

GMT 11:23 2020 الإثنين ,11 أيار / مايو

فرنسا سجلت أكثر من 176 ألف إصابة بكورونا

GMT 08:02 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كارمن سليمان تتألق فى إطلالة جديدة عبر "إنستغرام"

GMT 14:01 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

طرق تنسيق الجينز مع الملابس ليناسب موضة الموسم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24