نزار قباني في ذكراه
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

نزار قباني في ذكراه

نزار قباني في ذكراه

 العرب اليوم -

نزار قباني في ذكراه

بقلم : جهاد الخازن

صديقي الشاعر المبدع نزار قباني رحل عنا في مثل هذا اليوم سنة 1998، ووجدت في مكتبتي في بيروت قبل أيام ديوان شعر صغيراً له عنوانه «هل تسمعين صهيل أحزاني» صدر سنة 1991، وأهدانيه نزار مرفقاً بالكلمات: الصديق العزيز الأستاذ جهاد الخازن بحب وإعجاب. 1/11/1991.

أختار اليوم في ذكرى وفاة الشاعر الصديق بعضاً من أبيات في بضع عشرة قصيدة ضمها الديوان الصغير.

في القصيدة التي حمل الديوان عنوانها يقول نزار: ما تفعلين هنا/ ما تفعلين هنا/ فالشاعر المشهور ليس أنا/ لكنني/ بتوتري العصبي أشبهه/ وغريزة البدوي أشبهه/ وتطرفي الفكري أشبهه... يكمل نزار: ما تبتغين لدي سيدتي/ فالشاعر الأصلي ليس أنا/ بل واحدٌ ثاني/ يا من تفتش في حقيبتها/ عن شاعر غرقت مراكبه/ لن تعثري أبداً عليّ بأي عنوان/ شبح أنا بالعين ليس يُرى/ لغة أنا من غير أحرفها/ ملك أنا من غير مملكة/ وطن أنا/ من غير أبواب وحيطان.

في مقدمة الديوان يقول نزار: يحاول النقد أن يتعلق بعربة الشعر/ ولكن الحوذي يضربه بالكرباج/ فيسقط مضرجاً بدم أحقاده.

القصيدة الأولى في الديوان عنوانها: لماذا؟ وفيها يقول: لماذا ارتبطت بتاريخ جرحي/ وتوقيت حزني/ وفوضى ظنوني/ لماذا سرقت تقاطيع وجهي/ وشكل يدي/ ولون عيوني/ أنا لا أريدك أن تشبهيني/ أيا إمرأة تتغرغر كل صباح/ بماء عيوني/ إن كنت تستهدفين السلامة يوماً/ فكيف ركبت حصان جنوني.

نزار يقول في قصيدة عنوانها «مخطط نزاري لتغيير العالم»: أريد أن أحب حتى أجعل العالم برتقالة/ والشمس قنديلاً من النحاس/ أريد أن أحب/ حتى ألغي الشرطة والحدود والأعلام/ أريد أن أستلم السلطة يا سيدتي/ ولو ليوم واحد/ من أجل أن أقيم جمهورية الإحساس.

في قصيدة عنوانها «لقطات في متحف الشمع» يقول نزار: كلام يديك الحضاريتَيْن/ كلام طويل طويل/ فهل تسمحين لعيني/ تسجيل هذا الكلام الجميل/ يداك حصانان يغتسلان بدمعي/ فهل تسمحين لأذني/ بشرب دموع الصهيل.

الديوان الصغير ضم قصيدة عنوانها «اعترافات رجل نرجسي» يقول فيها الشاعر: وبعد ثلاثين عاماً/ تأكدت أني أحبك/ بعد ثلاثين عاماً/ وأنك إمرأتي دون كل النساء/ وأيقنت أن جميع الذي كان قبلك/ كان سرابا/ كان دخانا/ وكان هباء/ وبعد ثلاثين عاماً عرفت غبائي الشديد/ وسخفي الشديد/ وأيقنت أنك شمس الشموس/ وبرّ السلام/ واني بدونك طفل/ أضاع حقيبته في الزحام...

وقصيدة أخرى عنوانها «حوار مع عارضة أزياء»: يقول فيها نزار: كم أنت يا سيدتي بسيطة وطيبة/ ما زلت تبحثين في ذاكرتي/ عن ياسمين قرطبة/ وعن حمام قرطبة/ وعن نساء قرطبة/ ما زلت تبحثين عن رائحة النعناع/ في عباءتي المقصّبة/ ما زلت تبحثين يا سيدتي/ عن وردة جورية زرعتها في عروتي/ وقطة شامية خبأتها في معطفي/ قبل فراق قرطبة.

وله قصيدة عنوانها «مع صديقة في كافتيريا الشتات» يقول فيها: ومن بعد خمسين عاماً/ دخلت وإياك أرض الشتات/ دخلنا الى زمن عربي/ تخاف به الكلمات من الكلمات/ حقائبنا سُرِقت في الطريق/ فليس لدينا شطيرة خبز/ وليس لدينا شطيرة حب.../ وليس لدينا شفاه ولا مفردات.

القصيدة الأخيرة في الديوان عنوانها «سأقفل باب القصيدة» وفيها يقول: سأقفل باب القصيدة/ حتى تنامي/ وأشطب كل السطور/ وكل النقاط/ وكل الدوائر حتى تنامي/ وسوف أؤجل عشقي قليلا/ وقيلولتي فوق قطن يدك قليلا/ فإني تعبت من فوضى حروفي/ وفوضى مزاجي/ وفوضى وعودي/ وإني تعبت من الحفر فوق الرخام.

المصدر : جريدة الحياة

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نزار قباني في ذكراه نزار قباني في ذكراه



GMT 20:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

المتظاهرون يريدون عراقا عادلا ووطنا قويا ناهضا

GMT 13:35 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس العراقي في الرياض

GMT 13:33 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

لا أمل ولا سلام بدون أُفق سياسي للقضية الفلسطينية

GMT 13:30 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

من مفكرة الأسبوع

GMT 13:27 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن نبدأ: فصل جديد في جريمة خاشقجي

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 10:11 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:44 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 14:56 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أحوالك المالية تتحسن كما تتمنى

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 11:12 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 09:35 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور

GMT 18:08 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تولوز يُفاجئ برشلونة ويؤكد دراسة تجديد عقد توديبو

GMT 10:24 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24