تقارب إردوغان مع الأسد
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

تقارب إردوغان مع الأسد

تقارب إردوغان مع الأسد

 العرب اليوم -

تقارب إردوغان مع الأسد

بقلم - عبد الرحمن الراشد

التسابق الملحوظ على دمشق بين قيادات مثل السودانية والتركية يتوافق مع التطورات السياسية على الأرض، هو مجرد اعتراف بالأمر الواقع. تركيا تقاربت بصمت مع النظام السوري منذ أكثر من عام، ضمن سياسة جديدة بالتعاون مع إيران والتخلي عن المعارضة السورية. والحقيقة أن من قضى على المعارضة السورية فعلياً لم تكن قوات النظام السوري، ولا ميليشيات إيران، ولا سلاح الجو الروسي بل حكومة أنقرة. فتقربها من إيران وروسيا، وانسحابها من المشهد السوري السابق أدى إلى انهيار المعارضة السياسية والمسلحة، على اعتبار أن تركيا كانت الحاضن الرئيسي للمعارضة المسلحة منذ اندلاع ثورتها في عام 2011.
الانسحاب التركي من دعم مشروع المعارضة، أي الوطنية لتمييزها عن المسلحين الجهاديين، أدى إلى القضاء تقريباً على المنظومة الميدانية، ولم تتبقَ سوى بضعة فصائل قام الأتراك باستئجارها لمقاتلة التنظيمات الكردية. كما أبعدت عدداً من القيادات السورية السياسية المعارضة إلى خارج الأراضي التركية بعد أن كانوا يسكنون في إسطنبول.
وتتشكل على الأرض مواقف جديدة تبدو صادمة؛ تركيا أصبحت أقرب إلى نظامي الأسد وطهران، وهي الآن ضد الوجود الأميركي وتقاتل المعارضة السورية المستوطنة شرق الفرات. ومع أن المسؤولين الأتراك يبررون موقفهم الجديد ضد المعارضة السورية هناك بحجة أن معظمها من الأكراد، وهذا صحيح، إلا أن جل التوجه التركي على مستويات مختلفة بُني على سياسة حلف جديد مع إيران وروسيا في المنطقة الذي يستوجب التخلص من المعارضة. وهو ما حذرت منه الخارجية الأميركية أنقرة، التي ترى في مواقف أنقرة وأفعالها ما يتعارض مع المصالح الأميركية، وكذلك مع حلف الناتو، الذي تركيا عضو فيه. ومثال ذلك، عزم تركيا على شراء نظام الصواريخ S - 400 الروسي يثير غضب واشنطن، ومن المتوقع أن يوسع مسافة الخلاف بين الحليفين القديمين. أيضاً، إصرار تركيا على التقارب مع إيران والمتاجرة معها مؤشر على طبيعة التوجهات التركية في المنطقة، وسوريا من بينها.
وزيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق قيمتها رمزية فقط، وتأتي ضمن تحركات متعددة لتعزيز صورة الرئيس بشار الأسد، للرد على الجانب الأميركي الرافض للحل الروسي باعتماد النظام السوري من جديد. ومهما كانت المواقف الأميركية متلكئة فهي ستقبل بالأسد في الجولة الأخيرة.
والوضع في شمال شرقي سوريا غارق في الوحل السياسي. فالتقارب التركي مع الأسد يزداد، وهو ما تحاول واشنطن منعه دون نجاح يذكر، وقد تضطر للتنازل والسماح للقوات التركية بدخول منبج، التي هدد الرئيس إردوغان بدخولها رغماً عن الأميركيين. أما لماذا يعتمد الأميركيون على أكراد سوريا والعشائر العربية لمواجهة نظام الأسد، مع أن ذلك يغضب حكومة إردوغان، فالسبب أن واشنطن بلا خيارات أخرى وتعتبر أنقرة مسؤولة عن الهزيمة، بعد أن تخلت عن المعارضة السورية. وتركيا تحارب أميركا في هذه المنطقة، حيث تستخدم فلول المعارضة السورية المسلحة التابعة لها، كـ«بروكسي» لمقاتلة «البروكسي» الأميركي المشكل من الأكراد والعرب السوريين شرق الفرات.
من جانبهم، الروس يصرون على فرض نظام الأسد كاملاً، غير عابئين بسعي الأميركيين لإفساد اتفاق آستانة - سوتشي، من خلال المطالبة بإنجاز اللجنة الدستورية، وإدخال المعارضة ضمن النظام الجديد لسوريا. لكن الجميع لا يثقون بجدية الأميركيين، ويعتقدون أنهم لا يملكون النَفَس الطويل في إدارة الأزمات، بخلاف الروس الأكثر إصراراً ونجاحاً. وتمرد الأتراك على الأميركيين في سوريا دليل على ضعف واشنطن التي لا تملك سوى ثلاثة آلاف جندي على الأرض في شرق الفرات.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقارب إردوغان مع الأسد تقارب إردوغان مع الأسد



GMT 17:29 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز يستحق الفخار

GMT 17:26 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

النظام الدولى الجديد لا يصلح معه الفكر القديم

GMT 17:24 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

جدّية أميركا مع إيران… سؤال 2019

GMT 17:22 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الأخبار ضد اسرائيل جيدة جداً

GMT 14:35 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نتائج مهمة لحملة فيروس سى

GMT 10:07 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 12:52 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الوضع مناسبٌ تماماً لإثبات حضورك ونفوذك

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:02 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"أوبو" تعتزم إطلاق إصدار ثالث من سلسلة "Find X3"

GMT 15:08 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على كيفية تنسيق "الجوارب المنقوشة الطويلة" مع الملابس

GMT 15:22 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

سعد الحريري يتوقع تشكيل حكومته الجديدة مساء الجمعة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24