هل تخشى أنقرة من غزو أراضيها
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

هل تخشى أنقرة من غزو أراضيها؟

هل تخشى أنقرة من غزو أراضيها؟

 العرب اليوم -

هل تخشى أنقرة من غزو أراضيها

بقلم -عبد الرحمن الراشد

الحرب السورية، التي اندلعت قبل تسع سنوات، هذه أول مرة تقاتل تركيا فيها بقواتها الجوية ومدفعيتها وتستهدف قوات النظام السوري وميليشيات إيران. وما كان لـ«إف - 16» التركية، ولا طائراتها الدرونز، أن تحلّق في الفضاء السوري، حيث تتكدس الدفاعات السورية والإيرانية، وكذلك الروسية، لولا أنها في حماية القوات الأميركية هناك.
ومثلما تركت روسيا للمقاتلات الإسرائيلية حرية قصف مواقع إيرانية و«حزب الله» في محيط دمشق، أيضاً روسيا لم تعترض القوة الجوية التركية التي أسقطت مقاتلات سورية، «سوخوي 24»، وتولت طائرات الدرونز التركية معظم استهداف مدرعات النظام. الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أعلن عزمه على السفر إلى موسكو والجلوس مع الرئيس فلاديمير بوتين، الذي قال متحدث باسمه، إن روسيا لا تريد توسيع دائرة الحرب.
الذي أقلق الرئيس التركي طبيعة التحرك العسكري الإيراني - السوري شمالاً، الذي يوحي بأنه ينوي غزو الأراضي التركية، ولن يكتفي بطرد الفصائل المقاتلة واستعادة ما تبقى من شمال سوريا. أنقرة كشفت عن شكوكها قائلة بأنها هذه المرة مضطرة إلى الدفاع عن الحدود والمواطنين الأتراك.
أما لماذا تريد دمشق وطهران توسيع دائرة الحرب، وربما غزو الجنوب التركي، فإنه يقوم على مبرر الغزو التركي نفسه للشمال السوري العام الماضي، إقامة منطقة حماية داخل الأراضي السورية، بحجة منع الأكراد من الهجوم على تركيا. قوات النظام وإيران تريدان عبور الحدود بحجة دفع الجماعات المسلحة، السورية والمقاتلين الأجانب، إلى ما وراء الحدود وإضعاف تركيا تباعاً. اكتشفت أنقرة أن كل ما حاكته من تفاهمات وترتيبات خلال السنتين الماضيتين مع إيران وروسيا في سوريا، في سوتشي، جاء على حساب مصالحها، ووجدت نفسها الخاسرة. لهذا عادت للتحالف مع الولايات المتحدة وتطلب دعمها. الولايات المتحدة تعارض الاتفاقات الأخيرة في سوريا، وانتقدت الموقف التركي حينها. فواشنطن تطالب بمنح المعارضة السورية حصة في الحكم، وإخراج القوات الإيرانية وميليشياتها من سوريا. وربما هذا يفسر عودة الاقتتال في درعا، في جنوب غربي سوريا، في جوار الأردن، بعد سلام دام عامين تقريباً؛ مما سيشتت قدرات النظام السوري الذي نقل معظم قواته إلى الشمال.
إردوغان يدفع ثمن تأخره في التدخل العسكري، وتقربه من الإيرانيين والروس على حساب المعارضة السورية. نظرة سريعة على الخريطة تبين أن معظم القتال، في الحقيقة، هو على ما تبقى من الأميال الأخيرة المحاذية للحدود التركية. وخلال الأسابيع الماضية شنّت قوات النظام وحلفاؤه عمليات تدمير هي الأعنف على إدلب ومحيطها، واكتفى الأتراك بإصدار بيانات الشجب، واضطر مئات الآلاف من السكان إلى الفرار باتجاه تركيا. ليس أمام تركيا مساحة واسعة للمراوغة، فهي إن لم تدافع عن إدلب والسوريين في المناطق المتاخمة لأراضيها فإن الحرب ستنتقل إلى الداخل، والمزيد من ملايين السوريين سينزحون إلى مدنها.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تخشى أنقرة من غزو أراضيها هل تخشى أنقرة من غزو أراضيها



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 15:23 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

عراقيل متنوعة تسيطر عليك خلال الشهر

GMT 08:51 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

الكشّف عن أدلة تُثبت وجود الحياة على كوكب "المريخ"

GMT 09:49 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

مهزلة .. فضيحة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24