أستراليا تروض «فيسبوك»
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

أستراليا تروض «فيسبوك»

أستراليا تروض «فيسبوك»

 العرب اليوم -

أستراليا تروض «فيسبوك»

بقلم : مشاري الذايدي

  ماذا لو أصبحت أو أمسيت ذات مرة ومواقع التواصل الاجتماعي كلها خالية من أي مادة مجلوبة من الصحف والتلفزيونات ووكالات الأنباء؟ هذا تقريباً ما حصل، بشكل جزئي في أستراليا، مؤخراً، بعد صراع شرس مع عملاق التواصل الاجتماعي العالمي «فيسبوك». أقفرت المنصة الزرقاء، في أستراليا، من روابط الأخبار والمقالات والتحقيقات والحوارات الصحافية، فضلاً عن روابط الصور والأفلام والفيديوهات، الخاصة بمنصات الإعلام «التقليدي»، وأفضل شخصياً وصفه بـ«الإعلام الكلاسيكي»... الأمر الذي عرى هشاشة «فيسبوك» وأشباهها، وأن أساس هذه التطبيقات، مثل «تويتر»، هو المحتوى المصنوع في مصانع الإعلام الكلاسيكي، والباقي من طحين الكلام هو هوامش على هذا المتن الصلب والحقيقي.
خضعت شركة «فيسبوك» بعد صمود أستراليا، وقررت الدفع المالي للمؤسسات الصحافية التي تأخذ «فيسبوك» موادها «مجاناً» وتعزز بهذا المحتوى من قيمتها وتكسب ملايين المشتركين «على قفا» مؤسسات الإعلام الكلاسيكي.
أظن أن المثال الأسترالي يجب الاقتداء به، في عالمنا العربي، خاصة الأسواق الكبيرة عدداً وقوة شرائية، خاصة مصر والسعودية، وبهذا يتم جني عدة فوائد مالية وقانونية وسياسية، للمؤسسات الصحافية المصرية والسعودية، وللأمن الوطني بشكل عام، وفي هذا المقام تفاصيل غزيرة ليس هذا موضع بسطها.
تأمل في هذه المعطيات من الحكاية الأسترالية، وبعد حظر أبرمت شركة «فيسبوك»، المالكة أيضاً لتطبيقي «واتساب» و«إنستغرام»، اتفاقاً مع الحكومة الأسترالية، يشتمل على تسديد مبالغ مالية لوسائل الإعلام مقابل محتوياتها التي تُنشر على منصاتها.
وأقر البرلمان الأسترالي القانون، صباح أمس (الخميس)، وأعلنت الحكومة أنها ستضمن أن تتقاضى وسائل الإعلام «مبالغ عادلة مقابل المحتوى الذي تُنتجه، ما يُسهم في إحياء الصحافة للمصلحة العامة في أستراليا».
ويوازي القانون الجديد، الوعد الذي قطعته في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي شركة «غوغل» بدفع مليار دولار على مدى 3 سنوات لناشرين صحافيين، على غرار مجلتي «دير شبيغل» و«دي تسايت» في ألمانيا، بهدف استخدام محتواهما لأداة جديدة أُطلقت عليها تسمية «غوغل نيوز شوكايس» في إطار شراكات.
الحاصل أمامنا هو «بداية» كبيرة على درب طويل، لتصحيح التشوه والخراب الذي تسببت فيه هذه المنصات الرقمية العملاقة التي تكسب الكثير الكثير من دون جهد حقيقي، وتسببت في أضرار بالغة على المهنة الصحافية «الحقيقية».
هل يبادر صناع القرار الإعلامي والسياسي في دولنا العربية لدراسة التجربة الأسترالية، بسرعة وجدية، وعمق؟!

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أستراليا تروض «فيسبوك» أستراليا تروض «فيسبوك»



GMT 16:13 2021 الخميس ,18 آذار/ مارس

بعض الأخبار من مصر وايران وفرنسا

GMT 19:04 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

البابا فرنسيس في العراق

GMT 20:02 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 19:25 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

ليبيّات فبراير والصوت النسائي

GMT 20:13 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 18:05 2021 الإثنين ,01 آذار/ مارس

بدء تنفيذ حظر هواوي في المدن الفرنسية

GMT 10:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:16 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الاردن والكويت.. تشابه إلى حد التطابق

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 12:01 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

10 عادات سيئة تعجل من ظهور علامات الشيخوخة

GMT 10:23 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

جلسة طارئة للاتحاد البرلمانى العربى السبت

GMT 10:28 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

أوروبا وأميركا تتجاهلان "تهديد السيارات" في واشنطن

GMT 20:18 2019 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

إزالة الأبنية الآيلة للسقوط في شارع المسعودية بحمص
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24