خواطر كورونية 4
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

خواطر كورونية (4)

خواطر كورونية (4)

 العرب اليوم -

خواطر كورونية 4

الكاتب تركى الفيصل
القاهرة - سورية 24

غزانا غازٍ من داخلنا، ذرة لا ترى بالعين المجردة، صماء، بكماء، عمياء، قبيحة المنظر، ثقيلة الطينة والدم، سمجة الفعل، تنتشر كالنار في الهشيم، تفتك بالأرواح، ومع كل ذلك فهي جماد بلا روح. نغَّصت علينا حياتنا، حبستنا في بيوتنا لأشهر عدة، وإذا تلاقينا فلا بدَّ أن نتلاقى مقنعين لا نتجرأ أن نسلّمَ على بعض إلا من بعيد. إنَّها الجائحة التي أجبرتنا أن نتواضع في مفهومنا لقوتنا وإمكاناتنا. أبطلت مصادر الرزق، وأوقفت وسائل المواصلات التي منها ما يحلق في السماء، والأخرى التي تشق الطرقات على الأرض.وجعلتنا نتسمَّر أمام أجهزة التلفاز، بخاصة عند موعد المؤتمر الصحافي للناطق باسم وزارة الصحة؛ لكي نسمع ما لديه علّه يبشرنا بقرب الخلاص منها، ولكن من دون جدوى.

تكاثرت علينا الادعاءات المتناقضة من حيث الآمال بكف شرها، فمنهم من قال إن سخونة الجو ستمحوها، ونشاهد عكس ذلك بزيادة حرارة الجو في فصل الصيف، وهي لا تزل في أوج نشاطها، وآخر من قال إنه لا داعي للبس القناع إذا لم تكن مصاباً بها، ونجد الآن إصرار الجهات المسؤولة على ضرورة لبس القناع، بل وفرض غرامات على من لا يلبسه، وهناك من ادّعى بفاعلية عقاقير معينة لمكافحتها ويقبل ذلك أطباء، بل وجهات حكومية لدول متقدمة علمياً وبحثياً، ثم يعود هؤلاء إلى نفي نجاعة تلك العقاقير، وهكذا هلمّ جرّا من التناقضات، وبعد هذا العناء والانكفاء على أنفسنا أقر المسؤولون بأنَّنا يجب أن نستمر في حياتنا مع القبول بوجودها معنا، ولكن باحترازات ضرورية، أهمها لبس القناع والتباعد عند اللقاء، وغسل اليدين والتوجه لأقرب مستشفى عند الإحساس بعارض من أعراضها، مثل ارتفاع درجة الحرارة والسعال وضيق التنفس وفقدان حاسة تذوق الطعام، وبحمد الله فإنَّ قيادتنا لم تخفِ شيئاً عنا، بل كانت سبّاقة لتنبيهنا بما حل بنا، وبكل شفافية، في الإحصائيات التي كانت وزارة الصحة تعلنها يومياً، وأشهد اللَّه أنَّ وزير الصحة والعاملين معه، كما وبقية الوزراء الذين حلّ بهم التعامل مع هذه الجائحة، كلهم والعاملين معهم أدّوا واجباتهم بكل إخلاص وتفانٍ، فجزاهم الله عنا كل خير.وأخيراً، وليس آخراً، فيا بني البشر، هل ما زلتم تظنون أنَّكم القهارون الكاملون الجبارون الذين استعبدتم مخلوقات الله ليطيعوكم؟

 

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خواطر كورونية 4 خواطر كورونية 4



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 11:10 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 08:15 2018 الإثنين ,21 أيار / مايو

سفير السويد يوضح أن الإصلاحات المصرية مكلفة

GMT 06:23 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صراع بين كبار أندية إنجلترا وإيطاليا للتعاقد مع هداف نابولي

GMT 09:43 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:13 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوثيين لم توافق على تسليم "ميناء الحديدة" للأمم المتحدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24