جاءوا من الغرب
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

جاءوا من الغرب

جاءوا من الغرب

 العرب اليوم -

جاءوا من الغرب

بقلم -سمير عطا الله

ألقى الرئيس جمال عبد الناصر بعد نكسة 1967، خطاباً شهيراً قال فيه مبرّراً المفاجأة التي أدّت إلى تدمير السلاح الجوّي المصري: «انتظرناهم من الشرق فجاءوا من الغرب». أثار التبرير، كما أثارت النكسة نفسها، الكثير من النقد. ولم تدرك العامّة ماذا كان يعني بتلك الجملة ولا هو أقدم على شرحها. أما الحقيقة العسكرية، فقد أراد القول إن الطائرات جاءت من القواعد البريطانية والأميركية في ليبيا المجاورة. ففي تلك الأثناء، كانت الولايات المتحدة تحتفظ بأكبر قاعدة لها خارج أراضيها، قرب بنغازي وتُسمّى «ولّيس» أو «الملّاح». أما بريطانيا فقد استبقت منذ الحرب العالمية الثانية قواعد كثيرة، أشهرها في طبرق.
أراد الرئيس الراحل القول إن ليبيا هي نقطة ضعف مصر الاستراتيجية. واليوم يحاول الأتراك الالتفاف على مصر من الأراضي الليبية بطريقة ساذجة ومؤلمة معاً. فالسلطان الذي حاول الاستيلاء على القاهرة من خلال الدكتور محمد مرسي وإخوانه، سوف يكون من الصعب عليه الوصول إليها عن طريق الإخوان الليبيين. كل ما سوف يصل إليه هو المزيد من التفكيك والتفتيت في الدولة الليبية كما حصل ويحصل في الجمهورية السورية. وأكثر من يدرك مساوئ هذه العبثية هم السياسيون الأتراك الذين يحاولون بكل الوسائل الحدّ من هذه المغامرات الإمبراطورية التي تدمّر البلاد من الداخل أكثر مما تفيدها في الخارج. ويشارك رجب طيّب إردوغان في هذه التخيّلات، سياسيون ليبيون أخفقوا في تحقيق خطوة صحيحة واحدة منذ سقوط القذافي، رغم المؤازرة التي تلقّوها من الغرب والشرق.
يخوض إردوغان صراع الطواحين في كل مكان مثل دون كيشوت ويضع نفسه ودولته في مواجهة جميع الأمم بما فيها الولايات المتحدة، حليفة الأمس منذ أيام أتاتورك. وحتى الآن، لم يسجّل فوزاً واحداً في أي مكان. وإنما على العكس تماماً، تتحوّل أحلامه الخارجية إلى كابوس داخلي كما هو الحال تماماً في إيران. وسوف يكتشف أن لعبته الأكثر خطورة هي محاولة ضرب الحصار حول مصر. أولاً من داخلها حيث مُني بخسائر مهينة، والآن من جوارها الضعيف، ومن خلال سلطة هزيلة ومفكّكة تتعرّض هي بدورها للسقوط. بعد خروج تركيا من عزلتها الطويلة بُعيد الحرب العالمية الثانية، توقّع الجميع أن تجد في ديارها السابقة حلفاء وشركاء يعزّزون المستقبل المشترك. لكن منذ مجيء إردوغان، تحوّل كل شيء إلى قتال وعسكر وحروب خاسرة. ولست أدري أي حكمة تدفع الرئيس التركي إلى معاداة اثنتين من كبرى الدول العربية والأفريقية والإسلامية، أي مصر والسعودية. بل الحقيقة أننا لا نعثر على حكمة بأي مكان، وقد نكتشف غداً أن ثمن الرعونة أضخم بكثير مما نخشى.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جاءوا من الغرب جاءوا من الغرب



GMT 16:13 2021 الخميس ,18 آذار/ مارس

بعض الأخبار من مصر وايران وفرنسا

GMT 19:04 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

البابا فرنسيس في العراق

GMT 20:02 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 19:25 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

ليبيّات فبراير والصوت النسائي

GMT 20:13 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 10:11 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:44 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24