«البجعة السوداء»
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

«البجعة السوداء»

«البجعة السوداء»

 العرب اليوم -

«البجعة السوداء»

بقلم : سمير عطا الله

 عام 2007، أصدر الاقتصادي اللبناني - الأميركي نسيم طالب كتاباً بعنوان «البجعة السوداء»، ظل لمدة 34 أسبوعاً الأكثر مبيعاً على لائحة «نيويورك تايمز». وقد أصدر بعد ذلك أربعة كتب في السياق نفسه، لم تلقَ نجاحاً ملحوظاً، وفي رأسي أنها كانت تكراراً مبالغاً فيه، لأهمية الكتاب الأول.
درج مثل «البجعة السوداء» في التراث الشعبي العالمي، حول المفاجآت غير المحتملة وغير المتوقعة. فالمفترض أن البجع طائر أبيض اللون. وكل شيء يبنى على هذه الحقيقة. لكن فجأة، تظهر في السرب بجعة سوداء، لا يعرف أحد كيف ومن أين أتت.
أورد طالب هذا المثل لكي يعدد المفاجآت والبجعات السوداء التي ظهرت في البورصات العالمية وأدَّت إلى خسائر بالمليارات على مدى السنين. وكان هو قد عمل في السوق لفترة طويلة قبل أن يترك المهنة ويصبح أستاذاً جامعياً في الولايات المتحدة يتلقى أعلى الأجور عن المحاضرات التي يلقيها حول العالم، وتدور كلها حول الفكرة نفسها.
لم أعد منذ سنوات أقرأ نسيم طالب، كما لم أعد أصغي إليه، لأن له طريقة منفِّرة في مخاطبة الناس، إذ يصر على مظهر التواضع بأسلوب مليء بالغرور. وكنت قد عرفت والده، وهو طبيب شهير، مليء بالتواضع والدماثة، وفوقهما أناقة الخطاب والمظهر.
اضطررت في الآونة الأخيرة إلى إقامة الصلح مع الدكتور الابن الذي لم ألتقِه مرة. فبعد أشهر من ظهور «كورونا» أخذت أتذكر كل رسوم حكاية «البجعة السوداء». لم تقلب «كورونا» حسابات الشركات الكبرى في العالم، وتقفر مدناً كبرى مثل نيويورك ولندن وباريس، بل أقفلت دكاكين الحي ومقاهي الجبل وأفران الفقراء.
قبل عام كان مديرو العالم الاقتصادي، ومقررو الأسواق وخبراء المال، يطرحون علينا، في ثقة كبيرة بالنفس، نظريات النمو ونسبة الأرباح وحيوية الدول النامية. وفجأة، ظهر فيروس فتاك من ريشة خفاش، فإذا البجع كله أسود اللون. حتى تلك الأسراب البديعة التي تمر فوق لبنان كل خريف، فيخرج إليها القتلة برشاشات الكلاشنيكوف، التي خرجوا بها بعضهم على بعض خلال «الحرب الأهلية». وقد عرف غسان تويني طبيعتها تماماً فسماها «حروب الآخرين». ولم تنتهِ بعد. ولا توقف اصطياد البجع الذي لا يغط دقيقة واحدة عندنا، ومع ذلك، نطارده في الأجواء، ثم نتباهى بقتله، ثم ينتهي المهرجان، لأنه قاسي اللحم، لا يؤكل، يحرم نفسه على قتلته. لم تتأكد نظرية نسيم طالب و«البجعة السوداء» كما تأكدت مع هذه الجائحة الحمراء، القانية، التي تتمخطر حول العالم مثل الرؤوس الفارغة.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«البجعة السوداء» «البجعة السوداء»



GMT 16:13 2021 الخميس ,18 آذار/ مارس

بعض الأخبار من مصر وايران وفرنسا

GMT 19:04 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

البابا فرنسيس في العراق

GMT 20:02 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 19:25 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

ليبيّات فبراير والصوت النسائي

GMT 20:13 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 10:11 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:44 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 14:56 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أحوالك المالية تتحسن كما تتمنى

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 11:12 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 09:35 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور

GMT 18:08 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تولوز يُفاجئ برشلونة ويؤكد دراسة تجديد عقد توديبو

GMT 10:24 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24