حكومة ظلّ
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

حكومة ظلّ

حكومة ظلّ

 العرب اليوم -

حكومة ظلّ

بقلم - سمير عطا الله

لا أحبّ أبداً كلمة «ثورة»، لأنها تذكّر بالعنف والدماء والعسف والظلم وتذابح الرفاق، من الثورة الفرنسية إلى الروسية. لكنني منذ اليوم الأول لحراك لبنان في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تبنّيت كلمة ثورة، بسبب المطالب التي رفعتها والحقوق التي طالبت بها، والطبقة السياسية العامّة التي طالبت بذهابها.
يوماً تلو آخر، ازددت قناعة بالثورة وأملاً بها، إذ رأيت أنها حركة أمّهات وأبناء وجيل جديد يهتف ضدّ البطالة والهجرة والعجرفة والتسلّط والفساد وانهيار الاقتصاد. وأثلج الصدور ظهور ممثّلين عن النهضة، يتحدّثون على مستويات عالية جداً من العمق والفكر والمعرفة، خصوصاً النزاهة والخُلق. تمنعني الخبرة والتجارب في لبنان من التفاؤل. لكنني رأيت الحركة هذه المرة أكبر من الفشل المعهود وخالية حقاً من التلوّث الطائفي وسمومه، وأفرحني أن هؤلاء الملايين لا ينتمون إلى حزب أو جماعة أو طائفة، بل إلى بلد واحد وعلم جميل. لكنني منذ اللحظة الأولى أيضاً لم أتوقّع للثورة النجاح الفوري. وقلت لأهلها إنها خطوة تأسيسية كبرى، لكن لا تتوقّعوا شيئاً الآن. فالاقتصاد في الحضيض والليرة في الحضيض، والبطالة والفقر في الذروة. مشاهد الأيام والليالي الأخيرة، رديئة مثل الطبقة السياسية لكنها غير مفاجئة. وأتمنى على الثورة أن تختم هذا الفصل الجميل وأن تترك السياسيين يؤلّفون حكومة تمهل البلد في استعادة أنفاسه. وأتمنّى خصوصاً ألا يشارك الثوّار في هذه الحكومة إطلاقاً. أن يشكّلوا من خارجها حكومة ظلّ تراقب أعمالها وتمنع الشطط وتضبط السلوك ومراعاة القيم.
أمران، رجاءً، أمران: عودوا إلى بيوتكم بكل هدوء ونبل ورقيّ، ولا تقبلوا عرض المشاركة الذي سيفشلكم إلى الأبد، وسوف يسخّف معاني الثورة، ويساويكم بالذين ثرتم عليهم. لكن البقاء في الشارع أصبح نزفاً خطراً. لم يعد لبنان يحتمل هذا النزف وهذا الانهيار. وسوف يحمّلونكم المسؤولية كما كرّروا دائماً حكاية الذئب والحمل الذي عكّر له مياه النبع. لا تلحّوا على لائحة مكاسب. لا تطلبوا شيئاً الآن. لا توقّعوا اتفاق مبادئ سوف يرمونه في المهملات مع كل مبدأ آخر، في المقبرة الخاصّة بالمبادئ. شكّلوا حكومة ظلّ، كان يجب أن تُشكّل مع استقلال لبنان.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكومة ظلّ حكومة ظلّ



GMT 16:13 2021 الخميس ,18 آذار/ مارس

بعض الأخبار من مصر وايران وفرنسا

GMT 19:04 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

البابا فرنسيس في العراق

GMT 20:02 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 19:25 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

ليبيّات فبراير والصوت النسائي

GMT 20:13 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:08 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

بيان عملي لمديرية الدفاع المدني في طرطوس

GMT 18:55 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

طالبة مصرية يطرق مشروع تخرجها أبواب العالمية

GMT 14:17 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحدث موديلات خواتم الذهب خريف 2019

GMT 10:27 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيت بيوت

GMT 16:42 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

17 حيلة لجعل عطرك يدوم لفترة أطول وقت الخروج

GMT 03:56 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع بالطبيعة والمعالم التاريخية في سلطنة عمان خلال الشتاء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24