الدولتان
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

الدولتان

الدولتان

 العرب اليوم -

الدولتان

سمير عطا الله

في الكويت مرجعان يحولان دائماً دون وصول الأزمات إلى الانفجار: الأمير ومجلس الأمة. الأول لأنه أعلى من أن يكون طرفاً في القضايا، والثاني لأنه منبر تعرض فيه الشكاوى والقضايا. الأمير يسمع رأي «البلاد» ويعمل بما تطلبه، والمجلس يفتح النقاش أمام الناس؛ معارضين وموالين وحيارى.

لعب الشيخ صباح الأحمد دور «صائد المشاكل» في أزمات كثيرة قبل أن يتولى منصب «شيخ العود» الذي لا ترد أحكامه. أراد بدبلوماسية هادئة، أو صلبة، حدود وحلول المواجهات. وسجلت له أدوار تاريخية كثيرة في حماية الدولة من الصراعات بين الحكومة ومجلس الأمة. غير أن أكثر القرارات تاريخية وأهمية كان أن يعفي ابنه، زير الدفاع، من منصبه.
الشيخ ناصر صباح الأحمد ليس وزيراً عادياً. وحتى قبل أن يحمل حقيبة وزارية بعد تردد طويل، كان وجهاً أساسياً في سياسة البلد. فالرجل صورة من المستقبل وهيكل النظام. وقرار الأب بإعفائه، ولو مؤقتاً من أجل تجاوز الأزمة، سابقة سياسية لا شبيه لها في العالم العربي.

يعيش لبنان ثورة عارمة وأزمة مريعة منذ شهر لأن رئيس الجمهورية يرفض أن تشكل أي حكومة لا يكون فيها صهره. قبل أن تتفاقم الأزمة سارع صباح الأحمد إلى اتخاذ ما قد يكون أصعب قرار في حياته السياسية والشخصية.

رأس الشيخ جابر المبارك 7 حكومات إلى الآن. وكل حكومة شهدت استجوابات واستقالات. لكن هذه أول مرة تقوم فيها الأزمة حول اختفاء نحو 800 مليون دولار في ظل وزير الدفاع السابق، أي قبل مجيء ناصر صباح الأحمد. ولا شك في أن المسألة سوف تنتهي أخيراً في يد القضاء، ولكن في انتظار تلك المرحلة، سارع الأمير إلى الحؤول دون توترات سياسية وإعلامية في هذا المناخ العربي شديد الاضطراب.

يتصرف رجل الدولة على أن الأولوية هي لاستباق الأزمات، وليس لحلها بعد تفاقم، مهما كان القرار صعباً. في لبنان ننتقل من أزمة إلى أخرى، إلى أن أصبحت المشكلة في البرلمان، مركز الحل المفترض.
لست أريد المقارنة بين الدولة الكويتية والدولة اللبنانية... شتان. لكن تزامن الحالتين لا يسمح بتجاهل المقاربة. مع الاعتذار الشديد ممن يشعرون بظلم المقارنة.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدولتان الدولتان



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 10:11 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:44 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24