الرحلة الهولندية
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

الرحلة الهولندية

الرحلة الهولندية

 العرب اليوم -

الرحلة الهولندية

بقلم: سمير عطا الله

لا أعرف عدد الرحّالة الذين جاءوا إلى الشرق والجزيرة أو إلى المغرب الذين عرفوه باسم أفريقيا الشمالية. لكنّه بالتأكيد عددٌ كبيرٌ جداً. وما أنا متأكدٌ منه أنّ الأكثرية الساحقة من تلك الرحلات تشكّل وصفاً اجتماعياً وجغرافياً وسياسياً بالغ الأهمية لأنحاء الأمّة العربيّة. وبحكم الواقع السياسي والظروف الإمبراطورية، فقد كان معظم أولئك الرحّالة من البريطانيين والفرنسيين، لأن الدولة كانت تموّل رحلاتهم وتمدهم بما يحتاجونه من تكاليف ومن مساعدين. وبين حينٍ وآخر كان هناك رحّالة من بلادٍ «أجنبية»، كما في حال ليالين الفنلندي والهولندي ليونهارت راوولف. وقد قام راوولف في القرن الثالث عشر برحلة حملته إلى طرابلس، ودمشق، وحلب، والرّقة، ودير الزور، وبغداد، وعانة، والفلّوجة، وهيت، وكركوك وأربيل.
مثل معظم الرفاق عاد الدكتور راوولف (الدار العربية للموسوعات) بثروة من المعلومات التي كانت تبحث عنها دول أوروبا وتحوّلت فيما بعد إلى ثروة في متاحفنا ومعاهدنا. وعلى سبيل المثال فهو يصف كيف كانت حلب في تلك المرحلة فيقول إنها حافلة «بالتجارة والبضائع التي يتبادلها السكان مع غيرهم من أفراد الأمم الأخرى كالإغريق، والأرمن، والكرج، والعرب، والفرس، والهنود». وعثر راوولف في حلب على عددٍ كبيرٍ من النباتات والأزهار التي لم يكن يعرفها من قبل، ولذا قرر أن يمضي في رحلته بين أراضي الخصب، متجاوزاً المصاعب التي يواجهها: «ولمّا كنا أغراباً فليس من المستبعد أن يعتبرنا القوم (وهم كثيرو الشك) من المتشردين أو الجواسيس وإذ ذاك سينتهزون الفرصة فوراً (مثلما اعتاد الأتراك أن يفعلوا) فيفرضون علينا إتاوات أو ضرائب فادحة. ولذلك تظاهرنا بأننا من التجار كي نستطيع السفر بأمان مع التجّار الآخرين».
وكان لا بدّ له أيضاً من ارتداء الملابس التركية. كيف كان الزي آنذاك؟ إليك ما أفادنا به الرحّالة في هذا الباب: «وقد بدأنا أول الأول بارتداء قباء طويل أزرق اللون مزرر من الأسفل ومفتوح عند الرقبة، وهو لا يشبه النوع الذي يستعمله الأرمن، وسراويل مصنوعة من القطن تتحدر إلى حد الكعبين ثم تلف وتربط حول أجسامنا، وفوق ذلك قمصان من دون بنائق. واعتمرنا بعمائم بيضاء ذات شريط أسود من النوع الذي يستعمله المسيحيون عادة، ثم انتعلنا أحذية صفراء ثقيلة مدعمة بمسامير من الأمام وبمهماز حصان من الخلف. وما خلا ذلك لبسنا نوعاً من صدرية سوداء مصنوعة من نسيج خشن يسمونها في لغتهم باسم (مسكا)، وهي شائعة الاستعمال لدى المسلمين وهي تصنع من شعر الماعز أو الحمير عادة وتكون ضيقة نوعاً ما وبلا أردان وقصيرة لا تصل إلى أسفل من حد الركبة. والأنسجة التي تصنع منها لا تكون متشابهة ولعل أحسن صنف منها (وهو مخطط بخطوط بيضاء وسوداء) يستعمل بمثابة رداء، في حين يستعمل النوع الخشن منه في صنع الخيام والأكياس التي تنقل بها المؤن عبر الصحراء كما ينقل فيها علف إبلهم وبغالهم حيث يعلقونها في أعناقها».

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرحلة الهولندية الرحلة الهولندية



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 10:11 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:44 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 14:56 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أحوالك المالية تتحسن كما تتمنى

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 11:12 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 09:35 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور

GMT 18:08 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تولوز يُفاجئ برشلونة ويؤكد دراسة تجديد عقد توديبو

GMT 10:24 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24