حزب اليسار الملكي في اسبانيا
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

حزب اليسار الملكي في اسبانيا؟!!

حزب اليسار الملكي في اسبانيا؟!!

 العرب اليوم -

حزب اليسار الملكي في اسبانيا

نظمي يوسف سلسع
نظمي يوسف سلسع - مدريد

ستجري في العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل انتخابات تشريعية برلمانية جديدة بإسبانيا بعد اعلان السيد بيدرو سانشيس المكلف والقائم بأعمال رئاسة الحكومة عن فشله الحصول على دعم الأحزاب السياسية لتشكيل حكومة جديدة إثر نتائج الانتخابات التي جرت يوم 28 نيسان / أبريل الماضي.

 المتابع للشأن الاسباني يتأكد له أن السيد سانشيس رئيس الحزب الاشتراكي العمالي لم يفشل بل هو من أفشل نفسه وحتى أجهض المشاورات التي جرت طيلة الشهور الخمس الماضية خاصة مع حزب اليسار (اونيداس بوديموس- Unidas Podemos) وهذا ما أثار أكثر من علامة استفهام.. حتى أحزاب اليمين المنافسة لم تجد تفسيرا لموقف سانشيس الذي سبق وحزبه قد اتفق وتحالف مع اليسار على تشكيل الحكومات المحلية مثل كتالونيا وأراغون وجزر البليار والكناري وغيرها ورفض الاتفاق على الحكومة المركزية !!.. 

 إذن، كانت جميع اللقاءات والمشاورات وعروض المشاركة وفرص التحالف من قبل الحزب الاشتراكي والرئيس المكلف السيد سانشيس الى اليسار، طيلة الشهور الخمس الماضية، عبارة عن مسرحية قد أخذت وقتها ومساحتها الديمقراطية كي تصل الى الحائط المسدود بهدف اعادة الانتخابات!!..

 ويتفق معظم المراقبون ان اعادة الانتخابات لن تأتي بالجديد وستكون على ذات نسب نتائج 28 نيسان / أبريل الماضي قد تكون في زيادة أو نقصان عدد من نواب هذا الحزب او ذاك وبالتالي سيفرض على الاحزاب التحالف لتشكيل الحكومة العتيدة المنتظرة !.. وعليه يبدو واضحا للعيان ان هدف السيد سانشيس من اعادة الانتخابات فتح الباب للتحالف مع احزاب اليمين او ما توصف بالوسط الليبرالي ويغلق كافة الابواب امام اليسار وتحالف حكومة تقدمية يسارية ؟!..

 لقد أكد السيد بيدرو سانشيس انه لم يكن يرغب، بل لا يريد من الأصل تشكيل حكومة ائتلاف مع اليسار، بل وصل به الامر الى القول: "انه لا يستطيع النوم اذا كان اليسار سيشارك في حكومته ؟!!" .. موضحاً ان البنوك والمؤسسات المصرفية وهيئات المال والأعمال وقيادات في الاتحاد الاوروبي لا يريدون ان يكون اليسار شريكا في الحكومة المرتقبة!!..

 لذلك لم يكن مستغربا من زعيم الحزب الاشتراكي العمالي الذي قاد حزبه التاريخي اليسار الإسباني نحو 140 عاما ان ادار له ظهر المجن – كما يقال- فالمطلوب منه ومن حزبه (تحجيم) وكبح تمدد اليسار الشاب (اونيدا بوديموس)  كي يحظى برضى رجال المال والاعمال واقطاب اليمين المتحكم باسبانيا !!.

 لماذا الخوف والتخويف من اليسار المتمثل في (اونيداس بوديموس Unidas Podemos) والذي يعني اسم الحزب الحرفي "متحدون نستطيع" ؟!.. 

 قبل الاجابة تعالوا نتعرف على هذا اليسار:

 اليسار الإسباني الشاب (اونيدا بوديموس) لم يستورد من الخارج او هبط من كوكب آخر على اسبانيا، انه جزء اساسي من النسيج الاجتماعي والثقافي والاقتصادي الإسباني ولد من رحم الحزب الاشتراكي العمالي ومن الأحزاب الشيوعية واليسارية الاسبانية التي تأقلمت وتعايشت مع النظام الليبرالي الأوروبي لإنجاح التجربة الديمقراطية الاسبانية بعد وفاة فرانكو.. وعلينا ان نتذكر ان قوى وأحزاب وتنظيمات ومنظمات اليسار حين عادت إلى إسبانيا منتصف السبعينيات قد حاذرت اللقاء والتحالف بينها، كي لا يلوح شبح الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936 بأفق المواطن الإسباني العادي، كما حدث خلال الجمهورية الثانية مطلع الثلاثينيات وحكومة تحالف الجبهة الشعبية الأسبانية من اشتراكيين وشيوعيين .. لهذا فرض على قوى اليسار ان تتوزع وتتنافر وتتباعد، نقول قد فرض عليها، من جانبها ومن الآخرين، الغرب الأوروبي، وجرى اقناعهم وقناعتهم بذلك،  حتى وصل الأمر بالسيد فيليبي غونثاليث زعيم الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (الماركسي اليساري)، وبعد خسارته أول انتخابات ديمقراطية برلمانية عام 1979، ان يعلن تخليه عن اصوله الماركسية وينزع صورة المؤسس التاريخي لحزب العمال الاشتراكي الاسباني بابلو اغليسياس، ويرفع صورة ويلي برانت زعيم الاشتراكية الدولية حينذاك، وكما هو معروف ان هدف تأسيس المنظمة الاشتراكية الدولية أن تكون الحاجز لمنع تغلغل ودخول اليسار (الحقيقي) – الماركسية واللينينية وقتها- إلى أوروبا الغربية، بدليل تهميش دورها بل اختفائها عن الساحة الدولية بعد سقوط جدار برلين عام 1989..- بالمناسبة زعيم اليسار حزب اونيداس بوديموس يحمل نفس اسم مؤسس الحزب الاشتراكي (بابلو اغليسياس) - ..

أما الحزب الشيوعي، وهو من اوائل الاحزاب الشيوعية في أوروبا، قام زعيمه سانتياغو كاريو آنذاك باستحداث (الشيوعية الأوروبية) بدون ماركس ولا لينين، كي يتماشى والنهج الديمقراطي الليبرالي لدى الحكومة والنظام "الملكي بإسبانيا"، وقد قيل حينها: ان الشيوعية الاوروبية التي ابتكرتها اسبانيا، قد دقت اول مسمار في نعش اليسار الماركسي.. أي أن (البعبع) اليساري الذي اعتاد اليمين في الغرب محاربته والتحذير منه قد ظهر في اسبانيا بدون اسنان واظافر.. يساري اشتراكي وشيوعي .. ولكن تحت مظلة ليبرالية واطار نظام ملكي برلماني .. هذا هو اليسار الاسباني "الملكي" الذي تحول وتغيّر في (عـّـز) الحرب الباردة .. إذن ليس هناك خوف من اليسار بل يجري (التخويف) به ومنه..  والقاء نظرة عامة على برامجه الانتخابية تجد أن الهدف الذي يسعى اليه لا يتعدى إطار البحث ومحاولة تحقيق (عدالة اجتماعية) للطبقة الوسطى والفقيرة التي طحنها (تغول) اليمين والماكنة الرأسمالية والشركات الكبرى خاصة المؤسـسات المالية والمصرفية، وما قامت به الحكومات اليمينية السابقة من خصخصة المؤسـسات العامة، مثل الصحة والماء والكهرباء والتعليم وفرض برامج التقشف الذي أصاب مباشرة القطاعات الثقافية والاجتماعية والحاجات والاحتياجات اليومية، ناهيك عن خفض المصاريف العامة ورواتب الموظفين وتراجع بشكل مباشر وحاد المداخيل، من جراء رفع نسب الضرائب وابتكار زيادات اخرى  فرضت على كاهل المواطن الإسباني لتسديد فواتير القروض والفوائد التي ذهبت لدعم مؤسساتها المالية من البنوك والمصارف .. باختصار برنامج اليسار الاسبان.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حزب اليسار الملكي في اسبانيا حزب اليسار الملكي في اسبانيا



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:51 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 202

GMT 10:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,29 أيار / مايو

روسيا والصين ترثان تركة أوروبا في إيران

GMT 06:15 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فيكتوريا بيكهام تفاجئ متابعيها برشاقتها في إطلالة أنيقة

GMT 04:22 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفضل وأهم مطاعم الدمام

GMT 23:06 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

يوفنتوس يستعد لكسر الشرط الجزائي بعقد مانولاس

GMT 00:27 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

يقدّم لك هذا الشهر العديد من المكافآت

GMT 11:01 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

شاكيري يُحقق أمنيته بمواجهة "بايرن ميونخ"

GMT 08:55 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

ترامب يرتكب خطأ فادحًا خلال اجتماع مع مسؤولين في تكساس

GMT 16:45 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"أوبك +" تفاجئ الأسواق بخفض كبير لإنتاج النفط رغم ضغوط ترمب

GMT 12:39 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

وفد من "حماس" يغادر إلى القاهرة لبحث المصالحة الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24