زايد رائد التضامن العربي
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

زايد رائد التضامن العربي

زايد رائد التضامن العربي

 العرب اليوم -

زايد رائد التضامن العربي

بقلم : منى بوسمرة

يجمع العرب على أن الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس دولة الإمارات وبانيها، كان أباً للعرب، زعيماً فريداً من نوعه، بمواقفه التي بقيت حاضرة حتى يومنا هذا.

الشيخ زايد، رحمه الله، حاضر في وجدان العرب، فهو الرمز الأكثر اقتراباً من تطلعاتهم بالوحدة، وليس أدل على ذلك، من صياغة نموذج وحدة دولة الإمارات العربية المتحدة، بهذه البصيرة السياسية، التي جعلته مع الآباء المؤسسين في الإمارات، يقيمون أقوى وأهم نموذج وحدة عربية، ولتصبح اليوم من أبرز دول العالم، على صعيد برامجها وتطلعاتها وإنجازاتها.

هو الزعيم الذي استبق هذا العصر، بما نراه من دولة ذات سمات عالمية، وبقلب إماراتي عربي، ووجدان يحترم الموروث، وما يمثله الإسلام من روح.

كل من عرف الشيخ زايد من الزعماء لمس فيه عروبته، وحكمته التي كانت سبباً في نجاة المنطقة من ويلات كثيرة، وقد أثبتت الأيام أن مبادئ الشيخ زايد، هي طوق النجاة لهذه الأمة، ولا يزال كثيرون يستذكرون مواقفه، التي تأسست على مبادئ محددة، يمكن الإشارة إليها.

كانت مبادئ الشيخ زايد تؤكد أولاً أهمية العرب ومساندتهم لبعضهم البعض، وضرورة حل الخلافات بالطرق السلمية، ثم أهمية أن تبقى الدول العربية الكبيرة، في مداراتها المؤثرة، وليس أدل على ذلك من مواقفه تجاه مصر والمملكة العربية السعودية والعراق وسوريا، إضافة إلى ثالث هذه المبادئ أي اعتباره القضية الفلسطينية، القضية الأهم، ودعمه للشعب الفلسطيني وقيادته ومؤسساته، ورابعاً تركيزه على أهمية دعم العرب ودولهم تنموياً وإغاثياً، من أجل أن تكون النهضة في كل الدول العربية، فيما يأتي المبدأ الخامس إيمانه بضرورة انفتاح العرب على العالم، وسادساً التجسير بين العرب والأمم الأخرى، وسابعاً عقيدته الدينية المعتدلة السمحة، التي تقدم الأمة بأبهى صورة، وتجعلهم حقاً أمة سلام وخير للبشرية جمعاء.

سبعة مبادئ أساسية، كانت تشكل معاً أهم سمات شخصية الشيخ زايد عربياً، وإذا عدنا إلى العقود الماضية، لوجدناه، رحمه الله، أسس مدرسة دبلوماسية عز نظيرها، فقد كان من العرب ولأجلهم، ومواقفه في كل الأزمات، تثبت أنه كان الصوت المعتدل والمنطقي، وليس أدل على ذلك من مواقفه في القمم العربية، وحرب الخليج واجتياح الكويت، وما يرتبط بما واجهه الفلسطينيون، في كل التواقيت المتعلقة بقضيتهم وقضيتنا الأولى.

لقد بقيت مقولة الشيخ زايد، رحمه الله، «إن البترول العربي ليس بأغلى من الدم العربي» أهم مقولة قيلت عن العرب في هذا العصر، مقولة تركت أثرها العميق فينا جميعاً، فهي قد قالت بشكل واضح إن الإنسان العربي، فوق كل اعتبار، وإن كل شيء، وكل الموارد والثروات مسخرة لأجله فقط، وإن هذا الإنسان يستحق حياة أفضل.

لا يمكن هنا إلا أن نشير إلى أن الراحل الكبير، بكل مواقفه، كان منحازاً إلى العرب، ولعل العودة إلى سجلات المعلومات حول ما قدمته دولة الإمارات للعرب، دولاً وحكومات وشعوباً، منذ تأسيس الدولة، واستمرار هذا النهج إلى يومنا هذا، يثبت أن الشيخ زايد بيده البيضاء وقلبه، كان يؤمن بأن الإنسان العربي أغلى من المال، وأن هذه الأمة الواحدة يجب أن تنهض، من أجل مستقبلها الذي تستحقه.

في هذا الزمن الصعب يفتقد العرب الشيخ زايد بن سلطان، بكل ما يعنيه من حكمة ومكانة جنبتهم الكثير من الويلات، فهو الزعيم الأكثر حكمة، ولعل ما نراه في قيادتنا اليوم، الامتداد لهذا النهج، أي نهج الحكمة والوسطية والاعتدال، والانحياز إلى العرب وقضاياهم، استناداً إلى مبادئ القائد المؤسس ومنطقه الحكيم، الذي لا يزال حاضراً في الذاكرة حتى يومنا هذا.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زايد رائد التضامن العربي زايد رائد التضامن العربي



GMT 15:22 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

الوجه الآخر للصورة

GMT 15:18 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

العالم يدين إسرائيل

GMT 10:56 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أين مبادئ "الواشنطن بوست"؟

GMT 10:55 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

أين أميركا في العراق؟

GMT 10:54 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عن «مسطرة» الدولة و«مساطرنا»

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 10:11 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:44 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24