زهرة من الربيع الإسبانى
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

زهرة من الربيع الإسبانى

زهرة من الربيع الإسبانى

 العرب اليوم -

زهرة من الربيع الإسبانى

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

ظاهرة جديدة فى تاريخ الأحزاب السياسية فى أوروبا، وهى أن يملأ المجال العام أو يصعد إلى السلطة حزب لم يمض على تأسيسه أعوام قليلة. وبعد أن وصل ائتلاف سيريزا (الجذور أو الجذرى) إلى الحكم فى اليونان، صعد حزب بوديموس (قادرون) الإسبانى الذى تم تأسيسه فى يناير 2014 إلى المركز الثالث فى الانتخابات التى أُجريت فى 20 ديسمبر الحالى. وتنطوى حالة إسبانيا على جديد آخر أكثر أهمية لأن هذا الحزب يمثل الجماهير التى ملأت الميادين فى نهاية 2011 احتجاجاً على سياسات الحزب اليمينى الحاكم وقتها والذى يُسمى الحزب الشعبى. ورغم احتفاظ هذا الحزب بالمركز الأول فى الانتخابات الأخيرة، إلا أنه فقد الأغلبية التى كانت له، وخسر 63 مقعدا.

ويمثل صعود حزب بوديموس إلى المركز الثالث أول زهرة تثمر ويملأ عطرها الآفاق فى الربيع الإسبانى، الذى تأثر من شاركوا فى انتفاضته بالربيع العربى. وتُعد المسألة الاجتماعية هى القاسم المشترك الأساسى بين الربيعين. فلم ينتفض الإسبان من أجل حرية يتمتعون بها منذ الإطاحة بنظام فرانكو الفاشى فى منتصف سبعينيات القرن الماضى، ولا سعياً إلى كرامة إنسانية تتوافر لهم ضماناتها ويعرف كل من ينتهكها أن حسابه عسير.

فقد بدأ الربيع الإسبانى فى ظروف مختلفة عن تلك التى انطلق فيها الربيع العربى، أو بالأحرى من مرحلة أكثر تقدماً بكثير فى ظل نظام ديمقراطى أتاح نضج الحياة السياسية فى فترة قياسية. ولذلك تمكنت لجان التنسيق الشعبية التى تشكلت فى غمار الربيع الإسبانى من تنظيم نفسها فى أطر تنسيقية وطنية عامة، ثم تأسيس حزب يتبنى أهداف هذا الربيع، ويحظى بتأييد قطاع معتبر من الشعب. وقد بلغ عدد أعضائه العاملين عشية الانتخابات الأخيرة نحو مائتى ألف. وها هو حزب الربيع الأسبانى يشق طريقه الى المقدمة بسرعة وثبات. 

وتعنى نتيجة الانتخابات هذه أيضاً أن حزب بوديموس حقق تغييراً هيكلياً فى بنية النظام السياسى الذى كان أقرب إلى الثنائية (نظام حزبين) حيث تصدره الحزب الشعبى اليمينى والحزب الاشتراكى لفترة طويلة، وحوله إلى نظام تعددى أكثر تنوعاً. وهكذا تفتحت أول زهرة فى الربيع الإسبانى الذى مازال مُبشراً بمزيد من الزهور فى بلد قدمت فيه القوى الديمقراطية الاجتماعية تضحيات هائلة من أجل تفتح هذه الزهور منذ ثلاثينيات القرن الماضى. 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زهرة من الربيع الإسبانى زهرة من الربيع الإسبانى



GMT 09:20 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عن «معارضة الخارج»

GMT 09:18 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حرب أكتوبر المجيدة تحقق كل أهدافها

GMT 09:16 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ضباط المخابرات.. الشهداء الأحياء

GMT 09:15 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الإمارات.. صدارة بقوة شبابها

GMT 09:14 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

بين ترامب وإيران… ما ذنب لبنان

GMT 16:46 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 15:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:12 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 09:27 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 10:59 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الداودي يُوجه رسالة إلى جمهور "حسنية أغادير"

GMT 16:08 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

رصد 3 حالات كورونا على متن رحلتين إلى أستراليا

GMT 12:35 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

7 مواد يتم تناولها رفقة الشاي وتُزيد من فائدته للجسم

GMT 12:50 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

طريقة سهلة لإعداد فيليه سمك في الفرن

GMT 19:03 2019 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تعلن خفض أسعار البنزين

GMT 04:20 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 08:20 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

كريستال بالاس يعلن ضم ميشي باتشواي

GMT 22:16 2018 الأربعاء ,28 آذار/ مارس

نسرين طافش تخوض الجزء الثاني لمسلسل "الزيبق"

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,20 آذار/ مارس

كاسياس يفكر بجدية في عرض النصر السعودي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24