رواية تصحح تاريخا
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

رواية تصحح تاريخا!

رواية تصحح تاريخا!

 العرب اليوم -

رواية تصحح تاريخا

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

يدرك قارئ رواية الكاتب الجزائرى أمين الزاوى الجديدة الخلان، رسالتها فور شروعه فى قراءتها. تدافع الرواية، الصادرة عن منشورات ضفاف و منشورات الاختلاف، عن قيمة المواطنة، وتضعها فوق الانتماءات الدينية والمذهبية والعرقية واللغوية. وتحث بالتالى، على احترام التعدد والتنوع فى المجتمع، وقبول الآخر واحترامه، وتعلى شأن التعايش، والتسامح.
  الرسالة واضحة تمام الوضوح. أبطال الرواية الأساسيون, مسلم (رشدى)، ومسيحى (أوغسطين)، ويهودى (ليفى)0 جمعتهم مشاركتهم فى ثورة الشعب الجزائرى ضد الاحتلال الفرنسى، بوصفهم شركاء فى وطن واحد يعملون لتحريره. وهؤلاء هم الخلان، أى الأصدقاء المخلصون، الذين التقوا لمقاومة الاحتلال فى مدينة وهران حيث تدور أحداث الرواية، خلال الفترة من نهاية الحرب العالمية الثانية إلى استقلال الجزائر فى مطلع الستينيات.

ولا يخفى المعنى المقصود من اختيار اليهودى ليفى ليكون هو شهيدهم فى هذه المقاومة. فإذا قدم اليهودى حياته فداءً للجزائر، فى لحظة كان يهود البلاد العربية متهمين فى وطنيتهم عقب إعلان قيام إسرائيل، فهذا أقوى دليل على قيمة المواطنة، التى يسعى المؤلف إلى تأكيدها، وينبه فى الوقت نفسه إلى تراجعها بعد ذلك. وهو يرمز لهذا التراجع برفض دفن رفاة ليفى فى مقبرة الشهداء، التى أُنشئت بعد الاستقلال.

لكن إعلاء قيم المواطنة والتعايش واحترام الآخر ليس الهدف الوحيد الذى قصده الزاوى فى هذه الرواية. يقصد، أيضاً، إعادة كتابة تاريخ الجزائر من خلال عمله الأدبى. ولا يلاحظ هذا المقصد إلا من لديه إلمام بالاتجاه العام لما يمكن أن نسميه التاريخ الرسمى، ويتأمل فى المقابل طريقته فى سرد الأحداث الأساسية فى المرحلة التى شهدت انطلاقة ثورة التحرير وانتصارها.

ومع ذلك، لم يقع المؤلف فى أكبر خطأ يمكن أن يرتكبه روائى فى مثل هذه الحالة، وهو التحول إلى مؤرخ0 فقد سعى إلى تقديم روايته لتاريخ مرحلة من خلال سرد أدبى ممتع، وليس عبر توثيق هذا التاريخ، وفى إطار البناء الدرامى الذى صنعه.

ولذلك قدم، كما فعل دائما، عملاً روائياً مكتمل المقومات0 وسعى، فى الوقت نفسه إلى تقديم روايته لبعض الأحداث التاريخية، دون أن يخل بمقتضيات هذا العمل.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية تصحح تاريخا رواية تصحح تاريخا



GMT 16:13 2021 الخميس ,18 آذار/ مارس

بعض الأخبار من مصر وايران وفرنسا

GMT 19:04 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

البابا فرنسيس في العراق

GMT 20:02 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 19:25 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

ليبيّات فبراير والصوت النسائي

GMT 20:13 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 12:34 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 17:30 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

عرض الموسم الثالث من "مسرح مصر" على "MBC مصر"

GMT 16:25 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

أخبار من السعودية والولايات المتحدة وأوروبا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24