كيف يكون إسرائيلياً
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

كيف يكون إسرائيلياً؟

كيف يكون إسرائيلياً؟

 العرب اليوم -

كيف يكون إسرائيلياً

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

ليس مفهوماً لماذا، وكيف، سُجل فيلم «مرادفات» باسم إسرائيل فى مهرجان برلين السينمائى الدولى، الذى فاز بجائزته الأولى الدب الذهبى الثلاثاء الماضى؟ هل يكفى أن يكون مخرج الفيلم إسرائيلياً، رغم أن معظم تمويله جاء من شركتين فرنسيتين يملك إحداهما منتج تونسى الأصل هو سعيد بن سعيد؟
 
كان العنوان الأساسى لمعظم التغطيات الإعلامية لجوائز مهرجان برلين أن فيلماً إسرائيلياً حصل على جائزة الدب الذهبى، بما فى ذلك وسائل الإعلام العربية. وهذا عنوان يخفى أهم ما يميز الفيلم, وهو أنه أحد أكثر الأفلام نقداً لجوهر وجود إسرائيل, وليس لممارسات حكوماتها فقط، فى تاريخ السينما.

المخرج الإسرائيلى ناداف لابيد، شخصياً، قال لدى تسلمه الجائزة إن هذا الفيلم يمكن أن يُعتبر فضيحة فى إسرائيل. ربما لم يحسن التعبير. الفيلم يفضح إسرائيل. وهذا أهم من أن يعتبره إسرائيليون - لا ينظرون فى المرآة - فضيحة، من زاوية أن واحداً يفترض أنه منهم امتلك الشجاعة لتوجيه هذا النقد اللاذع، والعميق فى آن معاً، لعدوانية الكيان الذى مازال مصدراً للاضطراب والتوتر فى المنطقة. يروى الفيلم قصة يُعتقد أنها سيرة جزئية لمخرجه. يواف بطل الفيلم يخرج من إسرائيل رافضاً وكارهاً، وغير قادر على العيش فيها، رغم أنه لا يكشف عن الأسباب التى أوصلته إلى هذه الحالة، ويترك ـ فيما يبدو ـ لكل شاهد أن يستنتجها.

الجانب العام فى الفيلم يتعلق بقضية الهجرة، ويقدم تجربة فريدة لمهاجر يسعى لأن ينسى بلده الذى لا يشبهه فى شىء، وأن يفك أى ارتباط يربطه به، ولا يطيق أن يتحدث بلغته، فيبذل أقصى جهده لتعلم الفرنسية. ومن هنا جاء عنوان الفيلم «مرادفات»، الذى يشير إلى سعيه لتعلم الكلمات الفرنسية المرادفة للعبرية.

يبحث يواف عن ملاذ نهائى فى فرنسا، فينغمس فى حياته الجديدة بكل جوارحه. ورغم أنه لا يجد فيها ما كان يتصوره، لا يجد مناصاً من التكيف لأنه لا يطيق فكرة العودة إلى إسرائيل.

ولذا لا يمكن أن نعتبر «مرادفات» فيلماً إسرائيليا إلا إذا تغاضينا عن هذا كله, وأغفلنا أنه فيلم إنسانى عالمى فى المقام الأول، والأخير.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف يكون إسرائيلياً كيف يكون إسرائيلياً



GMT 16:13 2021 الخميس ,18 آذار/ مارس

بعض الأخبار من مصر وايران وفرنسا

GMT 19:04 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

البابا فرنسيس في العراق

GMT 20:02 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 19:25 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

ليبيّات فبراير والصوت النسائي

GMT 20:13 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 10:11 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:44 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24