كيف ينجح نظام التعليم
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

كيف ينجح نظام التعليم؟

كيف ينجح نظام التعليم؟

 العرب اليوم -

كيف ينجح نظام التعليم

بقلم : صلاح منتصر

لن يشفع لأي نظام جديد للتعليم جودته فإذا لم يطبق في بيئة ترحب به وتتولي رعايته فلن يستمر طويلا. وسيواجه في بدء تطبيقه بالمقاومة الطبيعية للتغيير وذلك بالتشكيك في أهدافه وجدواه. والأكثر خطورة وضراوة التمسك بالقديم من أصحاب المصالح الكثيرين سواء من المدرسين الخصوصيين، ومن أصحاب الكتب الخارجية، ومطابع الكتب المدرسية التقليدية بالإضافة إلي تخوفات ولاة الأمور قبل الطلاب من منظومة جديدة لا يعرفون فك شفرتها وتطويعها لتحقيق وصول أبنائهم لمكان مرموق بالجامعة. وإذا لم تتم مواجهة هذه التحديات بجدية كاملة فستتعرض المنظومة ليس فقط للتراجع وإنما لانهيار كامل.

وتتطلب مواجهة هذه التحديات وعيا كاملا بطرق التغلب عليها، وذلك بتقليل إحساس الشركاء في المنظومة بأن النظام الجديد مفروض عليهم وذلك بتنمية وعيهم فرديا وجمعيا بأهداف النظام ومناقشتهم وتدريبهم لتنمية الوعي الفردي والجماعي لديهم، وبالتالي امتصاص صدمة التغيير المفاجئ والبدء في بناء ثقافة اجتماعية ومهنية جديدة لضمان العمل المتناغم بينهم في اتجاه إنجاحها.

أما أصحاب المصالح في عدم التغيير فلن يمكن مواجهتهم بالإقناع أو التعويض، وإنما السبيل الأجدي هو جعل آلياتهم الحالية غير ذات جدوي في المنظومة الجديدة. ولا يتأتي ذلك فقط عن طريق تغيير نظم الامتحانات والحلول الأخري التعليمية، بل وكذلك بتعميق نظم الالتحاق بالجامعة بحيث لا تعتمد فقط علي نتائج المرحلة الثانوية، بل الأهم توسيع فرص الالتحاق بالتعليم الجامعي والعالي لتقل حدة المنافسة في نهاية المرحلة الثانوية ويتحول التعليم بالفعل من كونه مسابقة شرسة للعبور للجامعة إلي متعة المعرفة والتفكير والابتكار. وهو ما يسهم أيضا في طمأنة أولياء الأمور علي زيادة فرص أبنائهم في الوصول للجامعة وإنهاء تكالبهم الحالي علي الدروس الخصوصية لحصد أعلي الدرجات.

النظام التعليمي الجديد لايمكن أن ينجح عن طريق فرضه، بل بإيمان المشاركين في منظومته بضرورة العمل المشترك المتناغم لإنجاحه وذلك بتحويلهم إلي ملاكه، يرصدون تطبيقه ويشاركون في تطويره وتحسينه، ويجنون ثمار عملهم بالحوافز الفردية والجماعية. والحافز الأكبر والهدف الأسمي في النهاية هو شاب مصري قادر علي بناء مصر المدنية الحديثة والمشاركة في التقدم الإنساني.

هذه هي رسالة الدكتور محسن توفيق الأستاذ بجامعة عين شمس .

المصدر : جريدة الأهرام

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف ينجح نظام التعليم كيف ينجح نظام التعليم



GMT 09:20 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عن «معارضة الخارج»

GMT 09:18 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حرب أكتوبر المجيدة تحقق كل أهدافها

GMT 09:16 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ضباط المخابرات.. الشهداء الأحياء

GMT 09:15 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الإمارات.. صدارة بقوة شبابها

GMT 09:14 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

بين ترامب وإيران… ما ذنب لبنان

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 04:43 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أحداث مهمة وسعيدة

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 05:35 2019 الإثنين ,22 تموز / يوليو

أفضل عطر نسائي جذاب لصيف 2019

GMT 01:04 2019 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

ألفا جراحة عينية سنوياً في مشفى دمشق

GMT 04:17 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

القوات العراقية تقتل 4 من أهم قادة "داعش"

GMT 15:44 2020 السبت ,16 أيار / مايو

كاريكاتير بريشة : هارون

GMT 13:40 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مميزات عطر سوفاج ديور الرجالي نفحات أنيقة تخطف الأنفاس

GMT 11:05 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة ديمة بياعة تكشف عمرها وتتحدث عن طليقها تيم حسن

GMT 12:30 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

الفلكيون يرصدون مرحلة "مخاض" لولادة كوكب

GMT 18:51 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

يونس بلهندة يسجل هدفه الأول في الموسم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24