الجزائر على طريق النجاح
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

الجزائر على طريق النجاح

الجزائر على طريق النجاح

 العرب اليوم -

الجزائر على طريق النجاح

بقلم - عمرو الشوبكي

استجاب الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة لمطالب شعبه وقرر عدم الترشح لانتخابات الرئاسة فى أعقاب مظاهرات شعبية واسعة تمسكت بدستور الدولة حين اعتبرت أنه خالف شروط الترشح.

وقد طالبت قوى المعارضة وتيار داخل الدولة (القضاء والإعلام) بتفعيل المادة 102 التى تنص على: «إذا استحال على رئيس الجمهوريّة أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير ومزمن، يجتمع المجلس الدّستوريّ وجوبا، وبعد أن يتثبّت من حقيقة هذا المانع بكلّ الوسائل الملائمة، يقترح بالإجماع على البرلمان التّصريح بثبوت المانع».

واللافت والإيجابى أن معظم أطياف المعارضة الجزائرية تمسكت بالمسار الدستورى الحالى مهما كان رأيها فيه، وعملت على احترامه ونجحت من خلاله فى أن تجبر الرئيس على عدم الترشح التزاماً بالدستور، على خلاف الحراك السودانى الذى لم يخرج منه زعيم سياسى معارض واحد يضع خريطة طريق تضمن احترام الدستور بعدم ترشح البشير فى انتخابات العام المقبل، والتمسك بنظرية «تسقط بس» دون العمل على بناء أى بديل قابل للتحقيق على الأرض.

لقد تابعت أداء النخب الجزائرية التى ظهرت على قنوات عربية قريبة من دول لا تؤيد فكرة الثورات العربية (ومع ذلك قامت بعملها المهنى فى تغطية الأحداث على أكمل وجه، مثل قناتى العربية، والعربية الحدث، وسكاى نيوز عربية، وصحيفة الشرق الأوسط، وغيرها). تكلمت باحترام عن بوتفليقة، وقدرت تاريخه فى حرب التحرير الشعبية وفى وقف العنف والإرهاب، كما أن دخول القضاة على الخط ليس من زاوية معارضة النظام السياسى أو تأييده، إنما برفض انتهاك الدستور باعتبار أن الشروط التى نص عليها الدستور فى تنظيم انتخابات الرئاسة لا تنطبق على بوتفليقة.

كررت الانتفاضة الجزائرية بعض مشاهد ثورة 25 يناير فى مصر، فوجدنا نفس الشباب ينظف الميادين والشوارع، ورأينا مشاركة فئات محافظة وتقليدية من الشعب فى كلتا الانتفاضتين، وحالة الأمان والرقى والسلمية فى تعامل الناس مع المنشآت العامة وفى سلوكهم مع بعضهم البعض، ولم يخلُ الأمر من بعض المبالغات على كلا الجانبين، فقد ذكرت سياسية جزائرية أن عدد المشاركين فى الانتفاضة الجزائرية 19 مليون شخص، وهى أرقام تذكرنا أيضا بالحديث عن 20 مليون متظاهر فى 25 يناير و30 مليونا فى 30 يونيو. نجحت الجزائر فى الخطوة الأولى، وفرض الشعب على الرئيس عدم الترشح وتأجيل الانتخابات، وسيبقى التحدى الأكبر فى تقديم بديل سياسى وحزبى (لايزال ضعيفا حتى الآن) للنظام القائم، وستصبح أى مبالغات ثورية لتحميل الحراك الجزائرى أكبر من طاقته بالمطالبة بإسقاط كل شيء وإقصاء كل قديم، ستعيد تكرار سيناريوهات الفشل فى العالم العربى، فكل فراغ وفوضى وعنف ستملؤه المؤسسة العسكرية أو «الإخوان المسلمين».

الانتصار الكبير الذى تحقق بتنحى بوتفليقة سيفتح الطريق أمام بناء نظام سياسى جديد قائم على أحزاب قوية ومنظمات مجتمع أهلى حقيقية تستطيع أن تملأ أى فراغ بسبب ضعف أو انسحاب للسلطة الحالية.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزائر على طريق النجاح الجزائر على طريق النجاح



GMT 16:13 2021 الخميس ,18 آذار/ مارس

بعض الأخبار من مصر وايران وفرنسا

GMT 19:04 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

البابا فرنسيس في العراق

GMT 20:02 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 19:25 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

ليبيّات فبراير والصوت النسائي

GMT 20:13 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 15:57 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 17:28 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

باهر المحمدي يضيف الهدف الثاني لمصر في شباك تونس

GMT 14:39 2020 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أغراض و مستلزمات جهاز العروس بالتفصيل

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مصدر يؤكد اتفاق عمرو دياب مع "روتانا " من جديد

GMT 19:04 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

إصابة سائحة روسية وابنتها بـ"مرض النوم" في زنجبار
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24