يهودية إسرائيل ومدنية المواجهة
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

يهودية إسرائيل ومدنية المواجهة

يهودية إسرائيل ومدنية المواجهة

 العرب اليوم -

يهودية إسرائيل ومدنية المواجهة

بقلم : عمرو الشوبكي

حسمت إسرائيل أمرها وصوَّت الكنيست لصالح إصدار قانون يهودية الدولة لتصبح إسرائيل واحدة من الدول القليلة فى العالم التى تنص قوانينها على أنها دولة دينية.

وقد تضمن النص النهائى لـ«قانون القومية اليهودية» 11 بندا جاء فيها: «أرض إسرائيل هى الوطن التاريخى للشعب اليهودى، وفيها قامت دولة إسرائيل».

وأيضا «دولة إسرائيل هى الدولة القومية للشعب اليهودى، وفيها يقوم بممارسة حقه الطبيعى والثقافى والدينى والتاريخى لتقرير المصير. ممارسة حق تقرير المصير فى دولة إسرائيل حصرية للشعب اليهودى.عاصمة الدولة القدس الكاملة والموحد».

كما نص القانون على رعاية إسرائيل لكل يهود العالم بصرف النظر عن دولهم وجاء فيه: تهتم الدولة بالمحافظة على سلامة أبناء الشعب اليهودى ومواطنيها، الذين تواجههم مشاكل بسبب كونهم يهودًا أو مواطنين فى الدولة، كما تعمل فى الشتات للمحافظة على العلاقة بين الدولة وأبناء الشعب اليهودى. وتعمل على المحافظة على الميراث الثقافى والتاريخى والدينى اليهودى لدى يهود الشتات.

ويلاحظ هنا أن القانون الجديد يعتبر إسرائيل راعية لكل يهود العالم ومازالت تستخدم تعبير الشتات بخصوصهم رغم أنهم يعيشون فى دول أخرى ذات سيادة. 
ونص قانون تقنين يهودية الدولة على اعتبار الاستيطان «قيمة قومية عليا»، تعمل إسرائيل على تشجيعه ودعم إقامته وتثبيته. وأخيرا نص القانون على أن تغييره يستلزم أغلبية مطلقة من أعضاء الكنيست.

قانون يهودية الدولة جاء ليقنن وضعا يعرفه العالم حول طبيعة إسرائيل الدينية، وبالتالى أنهى تقريبا من فرص تحقيق شعار حركة التحرر الوطنى فى العالم العربى حول بناء دولة علمانية فى فلسطين التاريخية يعيش عليها العرب واليهود، فى نفس الوقت هناك على الأرض صعوبة كبيرة فى الوصول لحل الدولتين مثلما نصت قرارات الأمم المتحدة نتيجة سياسات الاحتلال والاستيطان الإسرائيلية.

إعلان إسرائيل دولة دينية أغرى بعض المتشددين فى العالم العربى وخاصة الإسلاميين لاعتبارها فرصة لتبرير مشروعهم الدينى على أساس أن إسرائيل انتصرت على العرب لأنها دولة دينية عقائدية.

والحقيقة أن إسرائيل انتصرت وكرست قوتها فى المنطقة بسبب نجاحها فى المزج بين جانب عقائدى وجانب مدنى وديمقراطى حديث فى بناء دولتها (يخص بالطبع مواطنيها اليهود).

والحقيقة أن أحد أسباب قبول يهودية إسرائيل أو الجانب الدينى والعقائدى فى العالم يرجع لنجاحها فى نيل تعاطفه وابتزازه إذا تطلب الأمر، لأنه روج لخطاب «مظلومية اليهود» والجرائم التى طالت بعضهم أثناء الاجتياح النازى لدول العالم، فى حين أن العالم العربى أفرز جماعات إسلامية جهادية مرفوضة ومكروهة عالميا، وأن أى عمليات مقاومة مسلحة تقوم بها حماس هى فى عرف العالم جزء من «الإرهاب الإسلامى» (بالتعبير الغربى) المنتشر فى كثير من دول العالم.

المشروع العقائدى الذى روجت له تيارات الإسلام السياسى هو روشتة فشل فى الداخل وكراهية ورفض فى الخارج، على خلاف المشروع العقائدى الدينى لإسرائيل الذى تغاضى العالم عن المظالم التى فعلها بحق الشعب الفلسطينى واستسلم لخطاب جماعات الضغط اليهودية السياسى والإعلامى حتى أصبح هو المشروع الدينى الوحيد المقبول أمام العالم كله.

لا بديل عن أن تكون مواجهة دينية دولة إسرائيل بمشروع مدنى عربى قادر على أن ينفذ إلى الرأى العام الغربى ويطرح نفسه باعتباره مشروع السلام والعدل الحقيقى الملتزم بقرارات الشرعية الدولية وبناء دولة فلسطين المستقلة فى الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية عاصمة لها.

لدينا فرصة وحيدة لحصار سياسات دولة إسرائيل الدينية بالعمل على بناء البديل المدنى الديمقراطى فى بلادنا أولا ومواجهة إسرائيل به ثانيا.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: المصري اليوم 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يهودية إسرائيل ومدنية المواجهة يهودية إسرائيل ومدنية المواجهة



GMT 09:20 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عن «معارضة الخارج»

GMT 09:18 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حرب أكتوبر المجيدة تحقق كل أهدافها

GMT 09:16 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ضباط المخابرات.. الشهداء الأحياء

GMT 09:15 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الإمارات.. صدارة بقوة شبابها

GMT 09:14 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

بين ترامب وإيران… ما ذنب لبنان

GMT 12:51 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 13:22 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 08:53 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 15:17 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

موقع "ترافيل ماغ" السياحي التشيكي يُبرز معالم سورية الأثرية

GMT 18:45 2019 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

تنسيقات شبابية من الفاشينيستا لما العقيل

GMT 09:57 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

بعض الحقائق عن قصر بيل غيتس البالغ قيمته 127 مليون دولار

GMT 07:57 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

عادل إمام يُنهي الجدل حول مشاركته في الموسم الرمضاني
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24