هواجس تدفع بعضهن للموت
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

هواجس تدفع بعضهن للموت

هواجس تدفع بعضهن للموت

 العرب اليوم -

هواجس تدفع بعضهن للموت

بقلم : سرى الضمور

شاع في السنوات العشر الاخيرة شكلاً محدداً لمنظر المراة المثالي، والذي انحسر بالقوام الممشوق الرشق، الامر الذي جعل من السيدات يبحثن عن هذا النموذج بشتى الطرق والوسائل.

في الوقت الذي صاغ المجتمع والاعلام في آن واحد صورة نمطية تتجلى -بالمثالية- للمراة والتي يجب ان لا تتعدى حدود لعبة الفتيات الشهيرة " الباربي " التي لا تتأثر بمؤثرات الزمان والعمر ولا تكترث سوى بمظهر جذاب أنيق لا يتعدى مفهومها لغة الجسد الجميل والانوثة.

وفي ظل تسارع وتيرة الحياة وتغيير المنظومة القيمية والفكرية لدى المجتمعات كافة، شكل عند مجمل السيدات هاجس البحث عن مختلف السبل للوصول الى الشكل المثالي والذي ادى ببعضهن الى الموت نظرا لاثر الذي يخلف الشكل الممتلئ للمرأة في وقتنا الحاضر. 

الا ان الرغبة في تصوير الفرد نحو الافضل، ليس بالامر المعيب او المستحيل بوجود الثورة العلمية في عالم الطب وبالاخص في عالم التجميل الذي ساهم بلا شك بوضع بصمات تنحني لها الهامات في تحسين حياة الكثير من الافراد من حيث منحهم حياة صحية ومظهرا لائق لبعض الاشخاص المحتاجين لذلك بالفعل.

الامر الذي دعى الكثير من ضحايا عمليات التجميل والتكميم من دفع ارواحن فدى لتلك النظرة السطحية والتي لا تعبر بشكل او بأخر عن روحية وسمو وجود المرأة في الحياة.

ناهيك عن قصص كثيرة واحداث وقعن بها سيدات على خلفية البحث عن الجمال او الرشاقة بحوادث وعوارض عرضت بعضهن للتشوهات تارة وللعجز تارة والفشل تارة اخرى. 

وعلى الرغم من التحديات التي تواجه المراة العربية في مجتمعاتنا نجد ان هنالك اعبائا اضافية تضاف على كاهل السيدات العاملات وربات المنازل في ان واحد، حيث اصبحن مصيدة لدور الازياء العالمية التي فرضت على الجميع شكلا واحدا للجميع دون اخذ الاعتبار للطبيعة والتكوين البشري، بخاصة وان البشرية وجدت على اساس التنوع والاختلاف ولم تكن محصورة على شكل واحد فلقد خلقنا اشكالا والوانا وبخصائص متعددة ومختلفة من فرد للاخر. 

وتطورت مطالب الحياة من السيدات اضافة الى المثالية بان يكن امهات صالحات وزوجات جميلات وعاملات نشيطات وربات منازل ماهرات مدبرات ويحملن من العلوم والمهارات الكثير، مشروطا بذلك ان تجمع بينهم جميعا في ان واحد دون ملل او كلل كل ذلك بمقابل نظرة رضى او بحثا عن استقرار اسري او نفسي.

في الوقت الذي حرمت الشرائع السماوية هذه الاجراءات التي تغيير في خلق الله عز وجل، بيد انه حلل في حالة ازلة العيب الناتج عن حادث او خلقة ربانية تضر بالشخص بشكل مباشر وكبير ولا ضرر من ازالته. 

مايدعو للتأمل هنا.. الى ماذا نطمح بعد ان نمحو تجاعيد الزمان او تبعات الحالة الفسيلوجية التي تمر بها المراة من زواج وانجاب وتغيير ملحوظ في شكلها وما ترميه هذه النتائج على شكلها اخيرا .

هل تتخلى عن طموحها كانسانة؟ وتبقى كالدمية الجميلة التي لا تهرم وتتحدى قوى الطبيعة.

ام تواصل حياتها وتقاوم شتى انواع النقد والنفور من المحيطين لدى تخليها عن مشهد تلك الدمية؟

ام تبقى اسيرة لصورة نحتها اشخاص حددوا جمال المراة بجسد رشيق وملامح مشدودة دون النظر لعقلها الذي هو جوهر وجودها.

اسئلة حائرة ننام ونصحو بها يوميا، نشجعها تارة وننقدها تارة اخرى فالبحث عن الجمال من الغرائز البشرية سواء أكان شكلاً ام مضموناً، وان الامر الذي لا خلاف عليه هو ان وجدا سويا.

وبالرغم من ان كل خط ترسمه تجاعيد السنين يجعل من الفرد كائنا اجمل وانضج واكثر حنانا واتزانا، الا اننا قد نمارس اضطهادا بحق انفسنا جميعا دون ان لا ندري في سبيل البحث عن الجمال والشعور بالثقة والرضى عن النفس وان كانت بطريقة لاشعورية

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هواجس تدفع بعضهن للموت هواجس تدفع بعضهن للموت



GMT 19:29 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

ليبيّات فبراير والصوت النسائي

GMT 20:16 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 13:44 2021 الأربعاء ,17 شباط / فبراير

الفالنتين والأوهام التي تنهي العلاقات

GMT 02:56 2019 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

الهولوجرام والسحر في العصر الحديث

GMT 07:54 2019 الجمعة ,23 آب / أغسطس

المعنفات وبيوت الرعاية وخطوات الإصلاح

GMT 11:00 2019 السبت ,04 أيار / مايو

لا بريق أشدمن بريق الحب

GMT 10:56 2019 السبت ,04 أيار / مايو

شبكات الانفصال الاجتماعي

GMT 17:07 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 10:26 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أخطاؤك واضحة جدّا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 07:57 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

أمير رمسيس يؤكد أن "حظر تجول" مباراة تمثيلية

GMT 11:51 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

5 قتلى في هجوم لتنظيم على صلة بـ"داعش" في نيجيريا

GMT 11:19 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الأونصة السورية تسجل رقماً قياسياً جديداً

GMT 07:23 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء محجبات باللون الأسود على طريقة مرمر محمد

GMT 03:09 2019 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فجر السعيد تُعلّق على الشامتين في أزمتها الصحية

GMT 14:18 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حلمي الفقي يؤكّد أن العلاقات بين مصر والصين ستشهد طفرة كبيرة

GMT 17:40 2018 الإثنين ,19 آذار/ مارس

مواطنة مغربية تجمع بين زوجين أحدهما سعودي

GMT 13:10 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

"إنسان بعد التحديث" الأكثر مبيعًا في "المصرية اللبنانية"

GMT 23:11 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

مواعيد مباريات الأهلي في دوري أبطال أفريقيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24