ارتداء الحضيض
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

ارتداء الحضيض

ارتداء الحضيض

 العرب اليوم -

ارتداء الحضيض

بقلم - غسان اسعد

كبداية، يرغب الكثير من الناس في أن ألا يكونوا مجرد جزء من العامة، وهذا حق مشروع ومحمود، إنه شعور رائع عندما تدرك تفرّدك وتميّزك واختلافك عن الشكل السائد والنمطي لمن حولك، وفي واقع الحال فعلًا لكل منا شخصية مختلفة عن الآخرين في هذا الكوكب، فلكل منا مجموعته الخاصة من التجارب والصفات الشخصية التي تخلق واقعًا مغايرًا عن بقية البشر فوق الأرض، ولا يوجد من له عقلٌ مطابقٌ لعقلك، ولا أفكارٌ متشابهة كليًا مع أفكارك، ولا نفس ردود الفعل التي تتميز بها عن الآخرين، أنت مختلف، بمجرد كونك إنسانًا له صفاته وطباعه الخاصة.

ولكن الإفراط بالسعي لأن تكون شخصية مختلفة ومتفردة عن الآخرين قد يذهب بك إلى اتجاهات بعيده عن تحسين وتطوير نفسك، فمن أجل أن تكون شخصية مختلفة ومتفردة قدر الإمكان، فعليك أن تكون نفسك، وليس نسخة كربونية مٌقلدة من شخص ما، وبدلًا من المعاناة في محاولة مستميتة وعديمة الجدوى لأن تكون شخصًا آخر، عليك أن تبذل كل جهدك من أجل الوصول لمعدنك الشخصي المميز، أن تجد صفاتك وميولك، وأن تقرر موقفك من المسائل الهامة والجدالية، وأن تحدد ما تقوم به في الحياة وما تحاول العمل عليه وتحقيقه. ما هي شخصيتك؟ وما الذي تفضله وتحبه؟ ومن أنت عندما تكون بمفردك، بعيدًا عن أعين الآخرين؟

وفي الاتجاه الآخر رداء ثقيل تلبسه طوال الوقت لتتحول إلى شخصية مصطنعة، يحركها عقدة حب الظهور والاستعراض والتعطش للفت الانتباه، وقد تبرز عقدة "حب الظهور" واضحة في الطريقة التي تتحدث أو تفكر بها، كالتحدث بطريقة مختلفة عن الآخرين أو برفع الصوت عند التحدث لجذب الانتباه مع مراقبة ردود فعل الناس المحيطة بهم للتأكد من انجذابهم بالفعل، ولابد أن نعترف أن سمة حب الظهور ولفت النظر هي حاجة نفسية غريزية لا تختلف كثيرًا عن غيرها من الحاجات البيولوجية الجسدية كالحاجة للطعام والهواء والشراب والحاجات العاطفية والاجتماعية الأخرى كالحب والعطف وكسب الاحترام. فالرضيع يبكي لكي يلفت انتباه أمه والمحيطين به وقد يكسر الطفل الصغير حاجيات المنزل بهدف لفت انتباه أهله إليه.

أما عن كيفية التخلص من هذه السمة المذمومة فتؤكد الدارسات العلمية أن صاحبها بحاجة لإعادة تأهيل نفسي وسلوكي وروحي، حيث يحتاج هذا المنحوس للتدرب على استراتيجية السلوك المضاد، بمعنى أن يدرّب الشخص نفسه على سياسة ضبط النفس ولها أسلوب نفسي معين بحيث يدرب المريض نفسه على قمع رغبته في إلحاق الأذى النفسي بالآخرين ليكسب ودهم بدل حقدهم، وأن يدرّب نفسه أيضًا على تقبل الرأي الاخر وعلى حسن الاستماع وعلى محاولة إعادة بناء الذات وتهذيبها ومقاومة جموحها ومحاولة التخلص من "ارتداء الحضيض".

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارتداء الحضيض ارتداء الحضيض



GMT 07:06 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

عرض "الغواص" في المركز النمساوي 15 كانون الثاني

GMT 10:08 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

"ولاد البلد" على مسرح قصر ثقافة أسيوط

GMT 15:54 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"دي سي كوميكس" تسحب صورة ترويجية لباتمان

GMT 15:54 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض "رسائل العشاق" على مسرح ميامى

GMT 09:09 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض "سمكمكينو" على مسرح قصر ثقافة دمنهور

GMT 07:42 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان سمير غانم يعود للمسرح بعد غياب عامين

GMT 04:08 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

فرقة "مسرح اسطنبولي" تشارك في المهرجان الدولي لمسرح الشارع

GMT 08:38 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

حفل إعلان جوائز "المواهب الذهبية" في مسرح الجمهورية الأربعاء

GMT 08:36 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

سيخيب ظنّك أكثر من مرّة بسبب شخص قريب منك

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 16:42 2020 الأحد ,01 آذار/ مارس

التصرف بطريقة عشوائية لن يكون سهلاً

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 09:14 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

توقيف شاب سوري بتهمة التواصل مع إسرائيليين

GMT 11:19 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 10:40 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

تعرف علي مواقيت الصلاة في سورية الثلاثاء

GMT 09:24 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

الظروف استثنائية وتتسارع الأحداث

GMT 23:27 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

لفات سكارف بوشاح بلونين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24