الفار المكار
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

"الفار المكار"

"الفار المكار"

 العرب اليوم -

الفار المكار

يونس الخراشي

تقنية "الفار" كغيرها من التقنيات التي دخلت عالم الرياضة، وما زالت ستدخلها. القصد منها نبيل. غير أن الموكول إليهم تدبيرها قد لا يكون لديهم النبل. وهكذا، فإن الأمر يحتاج إلى وقت طويل كي تستخدم التقنية بامتياز، وبالتالي بنبل.
فقد أدى التطور العلمي المبهر، وبخاصة في المجال الرقمي، إلى تيسير دخول التكنولوجيا إلى الملاعب الرياضية. ويمكن للذين يحنون إلى الماضي ضدا في التكنولوجيا أن يشاهدوا مباريات التنس، كي يتيقنوا من التطور الكبير الذي شهدته هذه اللعبة، بفضل التقنية الجيدة، والتي تصل دقتها إلى ما يقارب المائة في المائة.
ففي ما سبق، كان الأمر مشكلا حقيقيا. فمن جهة يعتمد على عدد كبير جدا من الحكام. ويعتمد هؤلاء على قوة الإبصار. فيرفعون اليد والصوت معا كي يعلنوا خروج الكرة من الملعب. ويسقط بعضهم في الخطأ. ما يترتب عنه مشاكل بين اللاعبين، وبينهم والحكم الرئيسي. ولمرات كثيرة أوقف لاعبون (الأمريكي ماكينرو مثلا) المباريات، دفاعا عما يرونه حقا مهضوما.
وما أن دخلت التقنية، حتى قل الخطأ. وبمرور الوقت، وتطور تلك التقنية (عين الصقر)، صار عدد الحكام قليلا في الملعب، وصار إعلان الخطأ سلسا للغاية، ومقبولا من الجميع. ولعل الذين يحبون هذه اللعبة الأنيقة يعيشون، منذ سنوات، على وقع مباريات غير صاخبة، وبتقبل كبير لقرارات الحكام. ذلك أن التنس لم يعد يشكل عناوين للصحف والمواقع القائمة على الإثارة إلا في ما ندر، مثاله الفوز رقم 12 للإسباني نادل بدوري "رولان غاروس" الباريسي.
هل يعني هذا أن "الفار" سيحتاج وقتا طويلا كي يصبح مستعملا دون جدل؟
هذا ما يتوقع. غير أن هناك إمكانية لتدارك الموقف بسرعة. وذلك بإخضاع استعمال هذه التقنية إلى الدراسات العلمية، حتى يتجنب المعنيون، بفضل التطوير المتاح تقنيا، كل ما من شأنه أن يثير القلاقل في الملاعب؛ سواء تعلق الأمر باعتماد التقنية (تجنب ما حدث بملعب رادس)، أو في استعمالها من قبل الحكم الرئيسي (ما حدث في مونديال روسيا)، أو في تطوير استعمالها، بحيث تصبح سلسة (قد يصبح لدى الحكم، مستقبلا، إمكانية تلقي الفيديوهات على شاشة شخصية، توضع في المعصم، أو في الجيب، وتكون دقتها عالية، والقرار المستخلص منها دقيقا جدا / وقد يصبح القرار موكولا إلى حكام الفيدو، عوض إناطته بحكم الساحة).
في كل الأحوال، فإن اختيار "فيفا"، الأزلي، لتجريب التعديلات الجديدة في القانون، وفي التقنيات، وغيرها، داخل المنافسات الكبرى، ليس صحيحا. وقلنا هذا الكلام على أيام الرئيس السابق جوزيف سيب بلاتر. وتأكد بالملموس مدى ما يطرح التجريب في المونديال، مثلا، من مشاكل. وحبذا لو جربت تلك التعديلات مع التقنيات في مباريات غير حاسمة، ولو تطلب الأمر استحداث بطولات عالمية لهذا الغرض. لم لا؟

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفار المكار الفار المكار



GMT 10:18 2019 السبت ,11 أيار / مايو

تدخل الاتحاد التونسي في قرارات الكاف

GMT 14:52 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

مهلا يا رونار

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

أسد يهدد عرش الفرعون

GMT 11:09 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

أحمد في ورطة؟

GMT 14:34 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

تتحرر وتتخلص من الأعباء الكثيرة والضغوط

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 09:13 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

توقيع رواية أول أكسيد الحب بمديرية الثقافة بحلب

GMT 17:20 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل عرض مسرحية علاء الدين ضمن فعاليات موسم الرياض

GMT 14:43 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

الطريقة المثالية لتطبيق كريمات الترطيب على بشرتك

GMT 08:13 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يمسح الأصدقاء "ثقيلي الظل" من الصور

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24