سكان مدينة الولجة مشردون بعد مصادرة الصهاينة للمزيد من المستوطنات
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

سكان مدينة الولجة مشردون بعد مصادرة الصهاينة للمزيد من المستوطنات

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - سكان مدينة الولجة مشردون بعد مصادرة الصهاينة للمزيد من المستوطنات

سياج من الأسلاك الشائكة على أطراف قرية الولجة
القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد

كان سكان قرية الولجة، في منتصف القرن الماضي، الذين لا يبعدون عن القدس، يعتبرون أنفسهم محظوظين, حيث التلال الخصبة، المصطفة بالخضروات والفاكهة المزروعة، والمؤدية للوادي حيث يربط خط سكة حديد - يرجع إلى العهد العثماني - القدس بميناء يافا المتوسطي, وعلى مقربة من المحطة، كان مزارعو الولجة دائمًا يشترون عدسهم، وفلفلهم، وخيارهم, يتذكر محمد سالم، الذي يناهز عمره الثمانين عامًا, الحقول الشاسعة التي تملكها عائلات الولجة.

- يتذكر الفلسطينيون كل عام النكبة حيث غادروا ديارهم فارين على أمل العودة يومًا ما:

خلال حياته، شردت حربان جميع سكان القرية وابتلعت معظم أراضيها, وتمت مصادرة المزيد في وقت لاحق للمستوطنات اليهودية, وفي العقدين الماضيين، قسم الجدار الإسمنتي الشاهق والأسلاك الشائكة ما تبقى من هذا المجتمع بينما ادعت إسرائيل حقها في المزيد من الأراضي, في كل عام يصادف الفلسطينيون في 15 أيار / مايو ذكرى النكبة، أو "الكارثة"، عندما أُجبر مئات الآلاف على النزوح من منازلهم أو هربوا وسط القتال الذي رافق إنشاء دولة إسرائيل عام 1948 بعد نهاية الانتداب البريطاني, وبالنسبة لسكان الولجة، كانت النكبة بداية نضال دام سبعة عقود من أجل البقاء.

- منذ 1948 حتى الآن ومازال الأمل يتجدد داخل قلوبهم بالعودة:
يتذكر سليم وأبنة عمه، أم محمد، أنه كان الغسق عندما اندلع القتال في عام 1948, اندلعت حرب أهلية بين القوات اليهودية والميليشيات العربية في الوقت الذي سعت فيه بريطانيا إلى الانسحاب، مع انضمام الدول المحيطة إلى القتال, سمع الأهالي شائعات عن مذبحة لمئات القرويين العرب في دير ياسين على أيدي القوات شبه العسكرية الصهيونية, وقرروا عدم التعرض لنفس المصير، فروا في أكتوبر / تشرين الأول عندما سمعوا صوت إطلاق نار, وقالت أم محمد: "عندما كنت طفلة، كانت القذائف تبدو لي مثل البطيخ الذي يطير في السماء," وهي تتذكر والدها وهو يحملها على ذراع واحدة وأخوها على الذراع الآخر بينما كانت تسير عبر مسارات القطارات وفوق التل على الجانب الآخر, وقالت أم محمد، التي تستطيع أن ترى منازل القرية المنهارة من شرفتها: "لقد بنينا منازل خشبية هناك", "كنا نظن أننا سنعود بعد توقف القتال".

-  1949
ووفقاً للأونروا، هيئة الأمم المتحدة المسؤولة عن اللاجئين الفلسطينيين، فُقد حوالي 70٪ من أراضي الولجة بعد أن رسمت إسرائيل والدول العربية الحدود في عام 1949, ومن أصل 1600 شخص من الولجة، فر معظمهم إلى البلدان المجاورة, بينما ظل حوالي 100 شخص، مثل أم محمد.

-1967
بعد حرب الأيام الستة عام 1967، عندما استولت الدولة الإسرائيلية الشابة على الضفة الغربية من الأردن، وجدت الولجة نفسها محتلة, ويتذكر سالم الرسالة التي تسلمتها القرية، المزعومة من قائد إسرائيلي: "قال ،" احترسوا، ولا تقاوموا ", بعد ذلك ضمت إسرائيل القدس الشرقية، موسّعة حدود المدينة وقطعت القرية بشكل أساسي إلى قسمين, وفرضت قوانين إسرائيلية، بما في ذلك قيود صارمة على البناء، رغم أن قلة من الناس في الولجة منحوا حق الإقامة.

- في السبعينات:
في الجزء العلوي من القرية الجديدة كان هناك موقع عثماني، استولى عليه فيما بعد البريطانيون والأردنيون وفي النهاية الجيش الإسرائيلي, وخلال السبعينيات تم تحويل الموقع إلى مستوطنة يهودية تدعى هار جيلو، تعتبر غير شرعية بموجب القانون الدولي، والتي تغلق الولجة على الجانبين مع مستوطنات أخرى, و ترفرف الأعلام الإسرائيلية عليها من الشرفات, ويقول سالم أن المجتمعات نادرًا ما تتحدث, "حتى الآن، هم أناس لطيفون"، قال وهو ينظر إلى الجدار المحصن المحيط بالمستوطنة.

-  الألفية الثانية
وبدأت إسرائيل ببناء حاجز رداً على العنف في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك التفجيرات الانتحارية, تم تقليص مساحة الوالجة مرة أخرى، حيث وجدت نفسها معزولة أكثر عن طريق الجدار الخراساني, والطريق الأصلي للحاجز كان سيقسم القرية القائمة إلى قسمين، لكن محكمة إسرائيل العليا منحتها الإقامة, يحيط الجدار الآن بالوالجة من ثلاث جهات ويعزل حوالي 30٪ من أراضيه المتبقية, وقال خضر الأعرج، 47 عاماً، رئيس مجلس القرية: "لقد أصبح حصارًا حول القرية", "لقد تم أخذ كل أرضنا."

-   2018
 وأصبحت الآن، تضم 2600 شخص، لا تزال الولجة موجودة، لكن مستقبلها، على أقل تقدير، غير مستقر, في العقد الماضي، وضعت الشرطة الإسرائيلية نقطة تفتيش في الوادي حيث لا يستطيع معظم سكانها المرور, ومازالت الحقول المعزولة غير مزروعة، بينما جرفت بلدية القدس عشرات المنازل, وهناك الكثير من أوامر الهدم المعلقة, والتي كانت مشهورة بالينابيع، فقدتهم الولجة أيضًا, حيث يحيط سياج الأسلاك بأكبر واحد منها في أسفل التل, ولم تعد ماعز المزارعين تشرب هناك.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سكان مدينة الولجة مشردون بعد مصادرة الصهاينة للمزيد من المستوطنات سكان مدينة الولجة مشردون بعد مصادرة الصهاينة للمزيد من المستوطنات



GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 15:23 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

عراقيل متنوعة تسيطر عليك خلال الشهر

GMT 08:51 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

الكشّف عن أدلة تُثبت وجود الحياة على كوكب "المريخ"

GMT 09:49 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

مهزلة .. فضيحة

GMT 14:32 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة روجينا تنشر صورة وهي تؤدي مناسك العمرة مع عائلتها

GMT 05:01 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محكمة إسرائيلية تقضي بسجن شاب أميركي مصاب بمرض التوحُّد

GMT 17:14 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعلامية داليا كريم تنهي مأساة أسرة عمرها سنوات

GMT 17:29 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تشكيل ناري لـ جنوب أفريقيا في مواجهة مصر

GMT 01:13 2019 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

مجلس الوزراء السوري يقر إجراءات لتأمين السلع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24