المدينة الآسيوية رمزًا عنصريًا ضد العمال المهاجرين في قطر
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

"المدينة الآسيوية" رمزًا عنصريًا ضد العمال المهاجرين في قطر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "المدينة الآسيوية" رمزًا عنصريًا ضد العمال المهاجرين في قطر

المدينة الآسيوية في قطر
الدوحة ـ خالد الشاهين

تبدو الأمور في "المدينة الآسيوية" في قطر من الوهلة الأولى، طبيعية مثل غيرها من المجمعات الترفيهية في هذه الدولة، التي تضم مراكز تجارية عملاقة، سينما متعددة ومدرجات للعروض الموسيقية؛ غير أنه لا توجد بها متاجر راقية ولا نساء , ولا حتى قطريون , فالحقائق على أرض الواقع تؤكد أنها ببساطة جزء من استراتيجية عزل العمال الآسيويين عن بقية السكان بطريقة عنصرية وفق ما ذكرت صحيفة "التلغراف" البريطانية.  

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن مركز "المدينة الآسيوية" يقع في قلب أكبر معسكر للعمال في قطر، في أطراف العاصمة الدوحة، وفي كل يوم، يتجمع آلاف الشباب من عنابر العمال التي تمتد إلى الصحراء لأميال حوله، للاستمتاع بأطباق الكاري أو أفلام بوليوود أو مجرد ملاذ من الحرارة الشديدة بعد يوم شاق في العمل. 

ونقلت "التلغراف" عن دان بيرسمان، وهو سبّاك يبلغ من العمر 35 عامًا، من الفلبين "عندما جئت إلى هنا في عام 2008، لم يكن هناك شيء سوى عمال التشييد على جميع الجوانب، بعد العمل اعتدنا أن نجلس في المعسكرات دون أن نعرف ماذا نفعل" , وبدلًا من ملعب لكرة القدم ، والذي قد تتوقع أن تجده في بلد مضيف لكأس العالم ، تفتخر "المدينة الآسيوية" بوجود ملعب كريكيت مزود بـ 13000 مقعد ، وهو الأول والوحيد في البلاد.

وذكرت الصحيفة، أن مركز التسوق المملوك للحكومة، يجذب 950 ألف زائر شهريًا، غالبيتهم من العمال المهاجرين، حيث يأتي 95% من السكان العاملين في قطر من خارج البلاد، ومعظمهم من جنوب آسيا.

ويقول مدير التسويق في "المدينة الآسيوية"، أحمد رفعت، أن "هذا هو أرخص مكان للتسوق في قطر"، ويزعم أن "العمال راضون وسعداء" ،وفي المقابل، يرى آخرون أن هذه التطورات ليست محاولة حقيقية لتحسين معاملة العمال المهاجرين -التي أثارت إدانات دولية، ولكنها جزء من استراتيجية متعمدة لعزلهم. 

وقالت شابينا خاتري، المحررة السابقة في موقع "دوحة نيوز" "آسيان تاون منشأة شعبية تحتوي على كثير من خيارات الترفيه والتسوق"، غير أنها استدركت قائلة "لكن مثل هذه التطورات تقترب أيضًا من فصل العمال الوافدين عن بقية المجتمع" , ونوهت الصحيفة بأن اللوائح الصارمة لتنظيم السكن العائلي، تحظر بالفعل على العمال المهاجرين العيش في مناطق معينة من البلاد، تشمل أجزاء كثيرة من الدوحة.

وذكرت أنه قبل عقد، كان معظم العمال المهاجرين يعيشون في العاصمة وحولها، ولكن مع ارتفاع أعدادهم من 1.1 مليون في عام 2008 إلى 1.97 مليون في عام 2018، تم ترحيلهم إلى معسكرات عمالة ضخمة، غالبًا في مواقع نائية، لإفساح المجال للتطورات الجديدة في المدينة , وفقًا للصحيفة، فإن بعض مراكز التسوق والحدائق والأماكن العامة محظورة على العمال المهاجرين، وبخاصة في عطلات نهاية الأسبوع والأعياد ,غير أن التأكيد على نظام "للعائلات فقط"، ليس إلا تمييزًا مقننًا، وفقًا لفاني ساراسواثي، محرر في موقع حقوق المهاجرين، الذي عاش في قطر لمدة 17 عامًا. 

وقال ساراسواثي "تُتخذ إجراءات متعمدة لإثناء المهاجرين الذين يجلبون عائلاتهم معهم، ومن ثم تبرير أنظمة الأحياء وتقسيم المناطق تحت ذريعة الأمن"، مضيفًا أنه "يتم إبعاد المهاجرين الآسيويين لا يستطيع المرء تجاهل النزعة العنصرية" , ويقول العديد من العمال إن زيارة المدينة الآسيوية هي الشكل الوحيد المقبول للترفيه الذي يمكنهم اتباعه، ويرجع ذلك جزئيًا إلى مراقبة الشرطة الصارمة لتحركاتهم.

وقال يوسف علي (31 عامًا) من باكستان "نلتزم في الغالب بالبقاء في المدينة الآسيوية , نحن لا نذهب إلى مراكز التسوق الأخرى أو إلى الجانب الآخر من المدينة , و تحاول الشرطة دائمًا التحقق من أوراق الهوية الخاصة بنا, لماذا يتعين علينا أن نذهب إلى مكان آخر ونثير مشكلة غير ضرورية".

المدينة الآسيوية رمزًا عنصريًا ضد العمال المهاجرين في قطر

وبينما تمثل المدينة الآسيوية الوجه المحترم لحياة المهاجرين في قطر، فإن الغالبية العظمى من العمال لا تزال تقيم في معسكرات العمل الكئيبة في المنطقة الصناعية القريبة , ووفقًا لإحصاء عام 2015، يعيش أكثر من 364 آلاف عامل وسط هذه المساحة الشاسعة من المستودعات والمصانع وعنابر العاملين.

وأضافت الصحيفة أنه "من الصعب أن تصدق أنك لا تزال في واحدة من أغنى دول العالم، حيث تقودك الطرق السريعة الناعمة إلى الشوارع المليئة بالحفر والمركبات المهجورة المغطاة بالغبار، في بقع من الأراضي القاحلة يلعب الرجال الكريكيت، ويقصون شعورهم" , وفي مجموعة من المجمعات السكنية، تقطعت السبل بمئات الرجال لأشهر دون أجور، بعد أن تخلى أصحاب العمل عنهم.

ويقول العمال إن الكهرباء توقفت لمدة شهرين وأنهم لا يملكون ما يكفي من الماء للطهي،

وأشار أحد العمال الهنود "لا تبالي الشركة التي يعمل بها ورفض الإفصاح عن اسمها مهما حدث لنا , بالنسبة لهم، نحن مثل الديدان والحشرات , وقال عامل البناء أمير الإسلام ، 34 عامًا ، من بنغلاديش "لم أر أي مركز آخر" , "نحن لا نملك الوقت للذهاب إلى أي مكان آخر."

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدينة الآسيوية رمزًا عنصريًا ضد العمال المهاجرين في قطر المدينة الآسيوية رمزًا عنصريًا ضد العمال المهاجرين في قطر



GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:51 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 202

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 04:37 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 04:17 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تواجهك أمور صعبة في العمل

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 14:39 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

تناقض ثم ارتياح يسيطر عليك حتى نهاية الشهر

GMT 10:53 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن بعض الوصوليين المستفيدين من أوضاعك

GMT 14:37 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 11:40 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حاول أن ترضي مديرك أو المسؤول عنك

GMT 09:51 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 14:28 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تكتشف اليوم خيوط مؤامرة تحاك ضدك في العمل

GMT 15:23 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 15:04 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

روغوزين يعلن موعد انطلاق الرحلات إلى الفضاء

GMT 00:15 2018 الأربعاء ,30 أيار / مايو

انفصال أحمد فهمي عن زوجته منّة حسين فهمي

GMT 18:56 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر النحاس يتجه لتسجيل أكبر خسائر أسبوعية في 19 شهراً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24