أسرار الحرب الأمريكية الخفية في المنطقة
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

أسرار الحرب الأمريكية الخفية في المنطقة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أسرار الحرب الأمريكية الخفية في المنطقة

أسرار الحرب الأمريكية الخفية
دمشق -سوريه24

يتضح يوما بعد يوم أن التعبئة الأمريكية في الإقليم لا تهدف سوى للابتزاز والضغط والحصار، وأن الحل العسكري لصراع المعسكر الصهيو ـ أمريكي بذيوله وأدواته العربية، هو آخر الحلول التي يمكن أن تحدث، بل وربما احتمال حدوثه الوحيد هو أي خطأ قاتل تتدحرج معه الأمور لحرب لا يمكن تجنب مدى انتشارها الجغرافي ومدى امتدادها الزمني.

ولا يعني انخفاض احتمالات الحرب أن درجة التصعيد قد انخفضت، أو حدة الصراع قد قلت، وإنما يعني هنا انخفاض احتمالات الحرب هو أن كفة الميزان قد اعتدلت وأن أوراق قوة المقاومة قد توفرت للدرجة التي أصبح عنوان الموازين الآن هو توازن الرعب.

أما التصعيد وحدة الصراع، فإنهما يشهدان مرحلة تاريخية من الاستقطاب وتجليات غير مسبوقة لوجودية الصراع، فهناك معركة صفرية وجودية لم تكن معلنة من قبل بمثل إعلانها الآن، وتتجلى شواهدها في إجهاض روح التفاوض السياسي المعروفة، واستبدالها بالدعوة إلى تفاوض شكلي، يحمل في جوهره فرض الإرادة والهيمنة ومحاولة الإجبار عن طريق الضغط والحصار.

وبمتابعة مراكز الدراسات الأمريكية الكبرى، ولا سيما مركز لا يستهان به مثل مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (csis)، نجد انعكاسا لليأس من تصفية الصراع بشكل عسكري عن طريق القوة، وإنما نجد تضافر لأفكار أخرى يتعاون عليها الباحثون الاستراتيجيون، وتبلورت في تقرير يحمل عنوان “حرب الولايات المتحدة الناعمة مع إيران”، ويجدر هنا القاء الضوء على أهم ما جاء بالتقرير، ثم إبداء بعض الملاحظات والتعقيبات.

ومن أهم ما جاء بالتقرير:

1ـ أنه بينما كان هناك تركيز كبير في الولايات المتحدة على القدرات والأنشطة الإيرانية العسكرية، لم يكن هناك اهتمام كبير مكرس لـ “القوة الناعمة” لإيران وجهودها لتوسيع نفوذها.

2ـ يقوم التقرير الأمريكي على ثلاثة أركان رئيسية وهي:

اولا: إن إيران منخرطة صراحة في “حرب ناعمة” مع امريكا.

اقرأ  أيضًا:

إسرائيل تغتصب الحق بمساعدة أميركا وتحول "الجولان" إلى "أرض الميعاد"

ثانياً: يرى التقرير أن إيران تستخدم الأدوات الرسمية وغير الرسمية لشن حرب العصابات، مثل البث التلفزيوني الرسمي عبر مؤسسات مثل جمهورية إيران الإسلامية والبث إلى المراكز الثقافية غير الرسمية.

ثالثًا: يدعي التقرير أن لإيران نقاط ومواطن ضعف تنبع من عدم اتباعها لنمط الديمقراطية الغربية، وأن أهم نقاط القوة في الولايات المتحدة هي أهم نقاط الضعف في إيران، وهي دعم أمريكا للمبادئ الديمقراطية والأسواق المفتوحة والصحافة الحرة.

3ـ استعرض التقرير مصادر القوة الناعمة الايرانية التي تبعث على القلق الأمريكي، وذكر منها تحديدا ما يلي:

إذاعة جمهورية إيران الإسلامية، الفروع الخارجية لإذاعة ايران واعتبر منها (قناة العالم وقناة سحر والكوثر وبريس تي في واي فيلم)، والانتشار في وسائل التواصل الاجتماعي، منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية واعتبر منها (جمعية أهل البيت العالمية، المنتدى العالمي لتقريب المذاهب، المنظمة الإسلامية للتنمية، مكتب قم للدراسات الإسلامية، مركز الحوار بين الأديان والحضارة)، الجامعات الايرانية الدولية وعلى رأسها جامعة المصطفى، المؤسسات الخيرية.

4ـ في توصيات التقرير لتغليب نقاط القوة الأمريكية، أوصى التقرير بما مفاده أن يتم عزل إيران ثقافيا عبر تسييد مخالفتها للديمقراطية الغربية، ومحاولة اختراق الداخل الايراني ثقافيا بما يوسع الهوة بين الشعب والنظام ومحاولة تأجيج الاحتجاجات ودعمها.

وهنا يمكن لنا إيراد بعض ملاحظات وتعقيبات تتعلق بقراءة الأحداث الراهنة في هذا السياق الذي تقول الشواهد أنه نمط متبع بالفعل لدى الإدارة الأمريكية:

1ـ محاولات تشديد الحصار على إيران ومحور المقاومة بشكل عام يهدف لانتزاع التنازلات بقدر ما يهدف أيضا لإضعاف النظام وخلق فتن داخلية قائمة على اسباب اقتصادية وكذلك ثقافية، عبر تزيين نمط الثقافة الغربية وتشويه النمط المحافظ ونعته بالاستبداد والظلامية، وخلط النمط المحافظ بالنمط الظلامي المتشدد للتكفيريين.

2ـ يمكن قراءة الدعاية السياسية والعمليات العسكرية ضد ناقلات النفط في هذا السياق، حيث يراد الإيحاء للمجتمع الدولي والرأي العام العالمي أن ايران والمقاومة تمثل قوى للعدوان وتهديد اقتصاديات العالم والتعتيم على الاستهداف والحصار واستبداله بأن المعتدى عليه هو معتد وإرهابي، وهذا يسير بالتوازي مع المقاومة اليمنية الصامدة ومع المقاومة الاسلامية في لبنان وكذلك مع الحشد الشعبي والمقاومة الفلسطينية.

3ـ صفقة القرن المزعومة وهي في جوهرها صفقة دعائية تحاول تصوير الرافضين لها بأنهم أعداء السلام والانتعاش الاقتصادي الموعود وكل هذه الدعايات الفارغة.

ان الصراع الان وان كان في ظاهره عسكري خشن عبر الحشد والتلويح بالقوة، إنما في باطنه صراع قوى ناعمة عبر الدعاية وتشويه المقاومة وحرف الثوابت وتزيين العدوان والتفريط، والمقاومة منتبهة لذلك ولا تفرط في وسائل القوة بشقيها، العسكرية الخشنة، والناعمة، وعلى الشعوب الانتباه جيدا.

قد يهمك أيضًا:

الكشف عن مُذكّرات "جلاّد بريطانيا" بعد أعوام على وفاته

دونالد ترامب يتلقى ضربًا على الرأس بالمطرقة في "شنغهاي"

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسرار الحرب الأمريكية الخفية في المنطقة أسرار الحرب الأمريكية الخفية في المنطقة



GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:51 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 202

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 04:37 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 04:17 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تواجهك أمور صعبة في العمل

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 14:39 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

تناقض ثم ارتياح يسيطر عليك حتى نهاية الشهر

GMT 10:53 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن بعض الوصوليين المستفيدين من أوضاعك

GMT 14:37 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 11:40 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حاول أن ترضي مديرك أو المسؤول عنك

GMT 09:51 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 14:28 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تكتشف اليوم خيوط مؤامرة تحاك ضدك في العمل

GMT 15:23 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 15:04 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

روغوزين يعلن موعد انطلاق الرحلات إلى الفضاء

GMT 00:15 2018 الأربعاء ,30 أيار / مايو

انفصال أحمد فهمي عن زوجته منّة حسين فهمي

GMT 18:56 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر النحاس يتجه لتسجيل أكبر خسائر أسبوعية في 19 شهراً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24