فلسطينيون يقفون على أبواب مخيم اليرموك أملا بالعودة
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

فلسطينيون يقفون على أبواب مخيم اليرموك أملا بالعودة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فلسطينيون يقفون على أبواب مخيم اليرموك أملا بالعودة

فلسطينيون يقفون على أبواب مخيم اليرموك أملا بالعودة
دمشق - سانا

تكشف الأبنية الطابقية في واجهة حي مخيم اليرموك بما بقيت تحتفظ به من “قارمات” لأسماء أطباء وصيادلة ومحامين ومحال تجارية عن حجم الحياة الزاخرة بالنشاط التي كانت تشهدها هذه المنطقة السكنية قبل أن يعبث بها الإرهاب وتتحول في السنوات الثلاث الأخيرة الى معقل لإرهابيي “داعش” و”جبهة النصرة” المدرجين على لائحة الإرهاب الدولية.

خروج إرهابيي “جبهة النصرة” باتجاه شمال البلاد ضمن اتفاق تم التوصل اليه يقضى بتحرير المحاصرين في بلدتي كفريا والفوعة في إدلب ومختطفي قرية اشتبرق جذب العديد من الفلسطينيين المهجرين من بيوتهم إلى مدخل المخيم بجوار دوار البطيخة ليشهدوا لحظات تحرير المخيم من الإرهاب مع توقد شعلة الأمل بالعودة مجددا إلى فلسطين الصغرى في سورية.

برفقة ابنها أيهم “ست سنوات” مستعينة بعكاز قدمت مريم محمد فضل الى مدخل المخيم الى جانب العديد من الفلسطينيين الذين يرون بالمخيم وجه فلسطين يتظللون به الى حين العودة إلى أرضها.

18 سنة قضتها مريم بالمخيم كبرت وعاشت وتزوجت وانتقلت بعد زواجها الى حي التقدم كما تقول لمراسلة سانا مشيرة إلى معاناة الاسرة بعد دخول الارهابيين الى المخيم: “توفيت أمي داخل المخيم وأختي اختفت وابنها استشهد” لتتابع وهي تقف بشكل مائل مستندة الى عكاز وتشير الى ساقها اليمنى المضمدة والملفوفة بالشاش قائلة: ” أصبت بشظيتين” إثر اعتداء إرهابي بقذيفة هاون سقطت حيث اسكن في مبنى مجاور مقابل مدخل المخيم.

بلهفة تترقب مريم خروج الإرهابيين.. تتحدث وعينها على مدخل شارع راما حيث تدخل وتخرج الحافلات التي تقل الارهابيين وعائلاتهم..” كان لدينا مشغل خياطة وعمال.. نخيط عباءات مطرزة مشكوكة بالخرز واثواب عرائس”.

وعن الحياة بالمخيم ولم تحبه… تجيب.. “ما كنا نعرف ليلنا من نهارنا.. شعب طيب فيه الخير.. عشنا اياما حلوة.. تكفي ريحة المخيم”.

وفي حال كان بيتها مدمرا تضحك مريم قبل ان تقول: “الله يعوضنا المهم الصحة بخير.. ألف بيت بينفتح النا” وبلهجة فلسطينية تضيف.. “احنا كلنا ايد واحدة وحنرجع المخيم زي ما كان المهم نخلص من الارهابيين .. المخيم وتراب سورية افضل من بلدان الارض كلها”.

ليس للمخيم من اسمه شيء اذ كان منطقة سكنية تضج بالحياة يجمع الفلسطينيين والسوريين وآخرين من جنسيات عربية.. تحول مع السنين الى منطقة تجارية واسواق قاربت بجذب المتسوقين اليها اسواق دمشق مع احتفاظه بسمات الاحياء الشعبية التي يرتاح فيها أغلب الناس للبساطة وعلاقات الجوار بما فيها من مودة حياة اجتماعية.

محمود الكبرا من صفد بفلسطين هكذا يعرف ابو خالد عن نفسه واقفا تحت الشمس لساعات في انتظار لحظة يشهد فيها خروج الارهابيين من المخيم الذي تعلق به صغيرا كما يقول: “بحب المخيم من طفولتي.. اهليتي واعمامي كلهم كانوا بالمخيم.. كان عمري عشر سنوات عندما كنت اتي من ركن الدين لزيارتهم وعندما كبرت أقمت فيه مع اسرتي واولادي الثلاثة وزوجتي في حارة المغاربة قبل عشرين سنة”.

اضطر أبو خالد لترك المخيم بعد انتشار الإرهابيين فيه تاركا بيته ومكتب سيارات في شارع الثلاثين ولديه الرغبة بالعودة مجددا ” منعمروا من جديد لأنه عاصمة الشتات للفلسطينيين ومتولعين فيه بشكل كبير .. المخيم جميل وخاصة برمضان جو ألفة واهل وجيراني حتى الآن بتواصل معهم”.

لم يغادر أبو خالد سورية رغم ما وجه له من دعوات “اخواتي مقيمون بأمريكا.. قبل الحرب حاولوا يقنعوني بالسفر لكن بحب سورية.. فضلت ارجع لبيت العائلة بحي ركن الدين على الهجرة إلى أوربا أو أمريكا وان شاء الله بيرجع المخيم ومنرجع نعمروا”.

محمود ابراهيم دبدوب استشهد اثنان من أبنائه خلال قتالهما الإرهابيين في المخيم كان آخر الفارين قبل أربع سنوات تاركا بيته في جادة بئر السبع حي العروبة يتذكر كيف قدم إلى المخيم قبل 57 عاما عندما كان طفلا سبع سنوات يقول بحماس: “مشتاقون للرجعة لو في دمار ننصب خيمة ومنعيش .. تربينا وعشنا بالمخيم.. هو رمزنا” .

ويضيف أبو الشهيدين الذي كان يعمل نجار باطون مع أخيه: “معمر نصف بيوت المخيم مستعد للدخول فورا” تغرورق عيناه بالدموع.. “أتمنى عندما ادخل أن أرى ولادي عايشين ويرجعوا الجيران ونستعيد حياتنا الحلوة”.

مخيم اليرموك الذي أنشىء عام 1957 على أرض سورية التي فتحت ذراعيها أمام الشعب الفلسطيني واحتضنته بكامل حقوقه يتجاوز المكان والزمان بتحوله إلى رمز للفلسطينيين بالشتات حملوا راية العودة وإن طالت بهم سنون الغربة إلى أرضهم فلسطين.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطينيون يقفون على أبواب مخيم اليرموك أملا بالعودة فلسطينيون يقفون على أبواب مخيم اليرموك أملا بالعودة



GMT 19:20 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ختام أنشطة حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي في دمشق

GMT 18:30 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

اجتماع لمناقشة أضرار السيول في مدينة عدرا الصناعية

GMT 17:27 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

اصطدام سيارتين في مشروع دمر غرب دمشق

GMT 15:30 2018 الجمعة ,18 أيار / مايو

القبض على اثنين من مروجي المخدرات في دمشق

GMT 16:12 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 09:13 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 10:45 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أنت مدعو إلى الهدوء لأن الحظ يعطيك فرصة جديدة

GMT 14:05 2020 السبت ,02 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 16:00 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وزراء المال الأوروبيون يناقشون موازنة إيطاليا

GMT 06:47 2019 الأربعاء ,17 تموز / يوليو

شعبة شركات الأمن والحراسة تشكيل لجان نوعية

GMT 09:10 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

9 مارس 1919

GMT 09:57 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

التحالف الدولي يكشف عن عدد عناصر تنظيم "داعش" في هجين السورية

GMT 09:02 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خُبراء يكشفون عن أفضل عُمر لتعلُّم وإتقان اللغات الأجنبية

GMT 06:24 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

راغب علامة يصور كليبًا جديدًا في مدينة كييف

GMT 20:30 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"سوق السفر العالمي" ينطلق افتراضيًا في تشرين الثاني 2020

GMT 13:35 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"البنتاغون" يؤكد أن جثة أبوبكر البغدادي ألقيت في البحر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24