إدلب في مهبّ رياح أس 400 و أف – 35
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

إدلب في مهبّ رياح أس -400 و أف – 35

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إدلب في مهبّ رياح أس -400 و أف – 35

الجيش السوري
دمشق -سوريه24

يمنع الرئيس بوتين سوريا من استخدام أس -300 ضد الطيران الإسرائيلي الذي يشنّ غاراته على دمشق وضواحيها باستمرار، كما هو لا يفكّر ببيع سوريا أس-400 بسبب اعتراض إسرائيل التي تسعى عبر واشنطن لمنع تركيا استلام هذه الصواريخ التي قيل بأنه سيتم نصبها قرب مدينة أضنة جنوب البلاد . ما يعني أنها ستكون قريبة من إسرائيل بل وحتى قبرص التي يرشّحها البعض لسلسلة من المفاجآت الساخِنة مع اقتراب الذكرى 45 لسيطرة الجيش التركي على الشطر الشمالي من الجزيرة في 20 تموز 1974 . فقد هدّد الرئيس أردوغان القبارصة اليونانيين ومعهم الشركات الأميركية التي ستستخرج الغاز من المناطق الاقتصادية للجزيرة ، قائلاً إن للقبارصة الأتراك أيضاً الحق في هذا الغاز . وكانت تركيا قد أرسلت خلال الأيام الماضية سفناً حربية إلى شمال الجزيرة لحماية سفن التنقيب التركية في المنطقة ، وهو ما اعتبرته قبرص المُعترَف بها دولياً استفزازاً صريحاً ، داعية الاتحاد الأوروبي وأميركا للتدخّل . في الوقت الذي تشهد فيه علاقات قبرص مع إسرائيل تطوّرات مُثيرة في جميع المجالات بما فيها العسكرية ، حيث المناورات المشتركة باعتبار أن الجزيرة عمق استراتيجي للأمن الإسرائيلي. وتوجد في الجزيرة قاعدتان بريطانيتان جويتان مع المعلومات التي تتحدّث عن مساعٍ فرنسا لبناء قاعدة بحرية هناك . ويزيد كل ذلك من أهمية صواريخ أس 400 الروسية التي تسعى أنقرة لاستلامها قريباً وطائرات أف 35 الأميركية التي تملتكها إسرائل ولاتريد لتركيا أن تحصل عليها جنباً إلى جنبا مع أس 400 ما سيشكّل خطراً استراتيجياً عليها ، ومن دون أن يكون واضحاً كم هو القلق الإسرائيلي من أنقرة مهماً بالنسبة لروسيا التي لم تعط القلق السوري من إسرائيل وتركيا معاً أية أهمية وعلى الأقل حتى الآن . فالمهم بالنسبة للرئيس بوتين وله مصالح اقتصادية كبيرة جداً مع تركيا هو زعزعة الثقة بين أنقرة وحليفاتها في الحلف الأطلسي وبالدرجة الأولى واشنطن التي تمتلك الكثير من الأوراق في مساوماتها مع الرئيس أردوغان ، الذي منحه الرئيس بوتين أيضاً الكثير من الأوراق وأهمها الاعتراف له بدورٍ مهمٍ وأساسي في سوريا من خلال السماح للقوات التركية بالسيطرة على غرب الفرات . كما هو تهرّب من أية مُضايقات تزعج أردوغان إن كان في إدلب أو في ما يتعلّق بمُجمل ملفات أستانا وسوتشي وهو ما يُفسّر استمرار الدعم التركي لجميع الفصائل المسلحة في المنطقة. ويتحدّث الإعلام الغربي باستمرارٍ عن دعمٍ تركي كبيرٍ للفصائل التي تقاتل الجيش السوري ، وتسعى لعرقلة تقدّمه باتجاه إدلب . وتجاهلت روسيا هذا الموضوع منذ تشرين الأول الماضي لأنها لا تريد تضييق الخِناق على أردوغان ، وعلى الأقل حتى نهاية تموز ، وهو الموعد الذي سيقرّر مصير ومستقبل العلاقة بين الرئيسين ترامب وأردوغان ، وسيشاركان معاً في قمّة العشرين في آوساكا 28 الشهر الجاري بحضور بوتين أيضاً .

ويُراهن الكثيرون قبل ذلك التاريخ على نتائج انتخابات إستانبول 23 حزيران والتي إن هُزِمَ فيها أردوغان مرّة أخرى ، فالأمور ستكون أسهل بالنسبة لواشنطن التي ستزيد من ضغوطها على أردوغان ‘المُنحطّة معنوياته’ . ولن يستطيع أردوغان في مثل هذه الحال مواجهة هذه الضغوط خاصة الاقتصادية منها ، طالما أنه بحاجةٍ لمساعداتٍ ماليةٍ عاجلةٍ من المؤسّسات المالية العالمية التي لن تحرّك ساكناً إلا بضوء أخضر أميركي. فقد سبق لترامب أن هدَّد أردوغان بفرض عقوباتٍ اقتصاديةٍ على تركيا ، ما أجبره في 12 تشرين الأول الماضي لإخلاء سبيل القس الأميركي برونسون المتّهم بالتجسّس والإرهاب والعلاقة بالداعية فتح الله جولان العدو اللدود لأردوغان ، الذي قال قبل ذلك إن برونسون لن يخرج من السجن طالما أنه في السلطة . وتكرّرت القصة ثانية في 13 أيار عندما اتصل ترامب بأردوغان فأُخلي هذه المرة سبيل المواطن التركي / الأميركي ساركان كولكا وكان وضعه شبيهاً بالقس برونسون . وتثبت هذه المُعطيات أن واشنطن التي لديها 12 قاعدة فعّالة في تركيا والبعض منها قريب من إيران والعراق وسوريا ، تمتلك أوراقاً أخرى ضد الرئيس أردوغان ومنها القواعد العسكرية الأميركية شرق الفرات ، وهي تدعم وحدات حماية الشعب الكردية السورية وتعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني التركي .

 
كل ذلك في الوقت الذي تستمر فيه الضغوط السعودية والإماراتية والمصرية على الرئيس ترامب لإعلان الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً ليضع ذلك أردوغان أمام تحديات وحسابات جديدة قد تدفعه لمزيد من التحالف مع المجموعات المسلحة في سوريا ، التي ستكون حينها الخندق الأخير الذي سيحمي أردوغان من خلاله ليس فقط تركيا بل أيضاً نفسه خاصة في حال هزيمة مرشّحه في انتخابات إستانبول . فانتصار مرشّح المعارضة أكرم إمام أوغلو سيعني بداية النهاية لحُكم العدالة والتنمية وزعيمه أردوغان الذي سيجد حينها نفسه أمام تحديات صعبة ومُعقّدة على صعيد السياستين الداخلية والخارجية . فالعدالة والتنمية سيعاني من صراعاتٍ وانقساماتٍ جدّيةٍ ، مع المعلومات التي تتوقّع للرئيس السابق عبد الله غول ورئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو معاً ، أو على حد أن يعلنا تمرّدهما على الرئيس أردوغان الذي سيخسر حينها أهم سلاح يمتلكه في أحاديثه مع زعماء العالم ، حيث كان يقول لهم إنه مُنتَخب ديمقراطياً ومدعوم شعبياً . وستثبت انتخابات إستانبول عكس ذلك بعد أن اقتنع العالم بعدم ديمقراطية ونزاهة الانتخابات التي استنفر ويستنفر أردوغان من أجلها كل إمكانيات الدولة ، كما هو يسيطر على 95% من الإعلام الخاص والحكومي الذي يبدو أنه لم ولن يكون كافياً لمنع إمام أوغلو من تحقيق انتصاره المتوقّع ، ويقول البعض إنه سيكون أكثر تأثيراً من صواريخ أس 400 وسقوط إدلب وانتصار إيران في سوريا ، اللّهم إن لم تقع المفاجأة ويثبت أردوغان من جديد غرامه التقليدي للأميركان!

قد يهمك أيضًا:

لافروف يتوعد الإرهابيين في إدلب بـ رد ساحق

بيسكوف يؤكد أن هجمات الإرهابيين من إدلب غير مقبولة

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدلب في مهبّ رياح أس 400 و أف – 35 إدلب في مهبّ رياح أس 400 و أف – 35



GMT 10:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 11:21 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

قاوم شهيتك وضعفك أمام المأكولات الدسمة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 05:29 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

اترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 16:14 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة حناشي رئيس شبيبة القبائل السابق

GMT 17:31 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:26 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تؤكّد أن تلوث الهواء قد يعيق الأداء المعرفي للإنسان

GMT 12:38 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أفضل خمسة مطاعم في جزيرة موريشيوس

GMT 10:37 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل أخر لحظات في حياة طالب الرحاب قبل قتله

GMT 05:54 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

رمزي يُؤكّد أنّ وليد سليمان تسرَّع في إعلان الاعتزال

GMT 07:43 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق فقمة بعين واحدة إلى البرية في بريطانيا بعد إجراء جراحة

GMT 13:40 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسهم اليابانية تتراجع في بداية تداولاتها الأتنين

GMT 15:55 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

"المظلات" أحدث صيحة في عالم الديكور في 2018
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24