فرقة الموسيقا العربية السورية تستعيد ذكريات الزمن الجميل
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

فرقة الموسيقا العربية السورية تستعيد ذكريات الزمن الجميل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فرقة الموسيقا العربية السورية تستعيد ذكريات الزمن الجميل

دار الأوبرا
دمشق - سورية 24

استعادت دار الأوبرا فعالياتها بأمسية احتفائيةٍ بالراحل عبد الفتاح سكر قدّمتها فرقة الموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله مؤخراً.

دخولٌ هادئٌ وبطيء نسبياً بمقدمة موسيقية بحتة مهّدت وحضّرت أرواحَ الجمهور للدخول إلى عوالم النغم وكيميائه الخاصة. لولا التردد في صوت “هبة فاهمة” -اللطيف على السمع عموماً-وهي تؤدي “الموليّا” بنسخة عبد الفتاح سكر ولولا رجفة الخوف وهي تقول الموّال، وهذا ما التقطه الجمهورُ الحسّاسُ والذّواق فما أُطرِبَ وبدى تصفيقُه باهتاً.

ويبدو أنّ قلّة الخبرة عند “إليسار السعيد” وأداءها الهادئ المتواضع في أغنية “يا نخيلة” -التي يُكّرُ مطلعُها الموسيقي بأغنية “سيدي منصور يا بابا” وكانت اقتبستها فرقةٌ أجنبية يوماً ما- جعلَ من أداء الفرقة يمتلك حضوراً طاغياً باحترافية عالية ومِراسٍ طويل وثقة على المسرح، وهو ما كان واضحاً أكثر في الأغنية اللاحقة “يا ساحر العينين يا أكحلُ” بلحنها المبهج الراقص مع نقرات البزق المميزة ومخدةٍ من كماناتٍ وإيقاعاتٍ عذبة كعادة الراحل في تأليف أغنياته. إذ جذبنا أداء الموسيقيين البارعين فيما كان أداء السعيد بالتواتر ذاته بعيداً عن أي زخمٍ وقوّة باقية في ذاكرتنا من أداء الراحل “فهد بلان” وطريقته المسرحية الساحرة في النطق.

ولحسن الحظ بدأت الأمسية بالتدرّج نحو الأجمل والأكثر حماسةً وجهوريّةً حين غنّى “غزوان زعيم” أغنية “بِتاخُدني الأيام بتبعدني الأيام” بدا فيها كما لو أنه يمتلك مساحة صوتية واسعة جعلته يؤدّي وهو مرتاح وواثق فيما على شاشة عملاقة تتهادى صورٌ للشام القديمة وأزقتها وأبوابها وحمائمها وحركة أناسها في الأسواق مع الحرير الدمشقي وإلى جوار نهر بردى… أغنية وجدانية انتزعت تصفيقاً حارّاً من حضورٍ يعرفون قيمة ما يستمعون إليه وما يشاهدونه.

وفي الأغنيات كلّها كان للكورال بصمته إذ كان لمغنّيه نكهةٌ خاصةٌ وهم يحيطوننا بهالة من أصواتٍ تبدو في البعيد كما لو أنها تحضُنُ أكثرَ مما تُغنّي. ليأتي “ريان جريرة” بقدرة على التلوّن بين الرخامة والحنان في أغنية لها تيمتها الموسيقية الخاصة وهو يقول” “يا عين لا تدمعي ويا دمعة بالله ارجعي” وهو ما وافق أداء الكبير فهد بلّان نوعاً ما وذكّرنا بهذه الأغنية النادرة.
لكن لا يمكن وفي أمسية هي احتفاءٌ وتكريمٌ للراحل عبد الفتاح سكّر إلا وأنْ تستمع إلى الموسيقا التصويرية وشارة مسلسل “صحّ النوم” للعملاقين دريد لحام ونهاد قلعي حيث عزَفَ البزق رنّاتِه الحلوة الخفيفة فيما كمانُ المخضرم “رياض سكّر” يذكرنا بمقالب غوّار وكوميديا صادقة بقيتْ في الوجدان طويلاً رغم رحيل معظم الممثلين الذين شاهدنا صورهم على الشاشة في تلويحة وداع.

النصف الثاني من الأمسية تميّز به “عاصم سكر” نجل الراحل بأداء نظيف ورخيم استطاع أن يترك بصمته في أداء أغنية “ما ودعوني ما شافوا عيوني” وأغنية “لزرعلك بستان ورود” رغم استحضارنا للصوت الجبلي العتيق للراحل فؤاد غازي إذ إن هاتين الأغنيتين هما من الأغنيات اللصيقة به وبذكراه وأرشيفه الغنائي من ألحان عبد الفتاح سكّر.
وحبّذا لو كان هناك “بروشور” مرافق للأمسية لكان بمثابة توثيقٍ مكتوب لأعمال وتاريخ الراحل المحتفى به. كما كان توثيقاً للمطربين الراحلين الذين غنّوا من ألحانه بما يجعلنا نتذكّر لا حقاً من هو كاتب كلمات الأغاني ومَنْ هو مغنيها الأصل ولا يهضم حقّ المغنين الحاليين أيضاً.

لتختتم الأمسية بأداءٍ “كوكتيل” حماسي مرِح جمعَ المغنين الإفراديين والكورال والموسيقيين في أداء أغنيات للراحل هي: وا اشرح لها، يا بو رديّن وأخيراً أغنية “يا صبحة هاتي الصينية” للمميز موفق بهجت… أغنية أنعشت الجمهور وأشركته تلقائياً بأداء دور إيقاعيّ ممتع بالأكفّ مع كل جملة منها. فيما صور الراحل عبد الفتاح سكر تمرّ مثل قطار الزمن السريع لتقول لنا: إن العمر لحظة ولن يبقى منّا سوى أعمالنا وإبداعاتنا وموسيقانا.

قد يهمك ايضا:

افتتاح معرض "النيل أنشودة مكان" في دار الأوبرا

وزير الإعلام في أوبريت موزاييك سورية من السما في دار الأوبرا بدمشق

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرقة الموسيقا العربية السورية تستعيد ذكريات الزمن الجميل فرقة الموسيقا العربية السورية تستعيد ذكريات الزمن الجميل



GMT 13:05 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

كندا تعين وزيرًا للنقل من أصل سوري

GMT 16:31 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

الملكة إليزابيث وزوجها يتلقيان لقاحًا ضد "كورونا"

GMT 13:36 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

أحدث ظهور للفنانة نيللي مع ابنة شقيقتها فيروز

GMT 10:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 13:44 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

حمص.. تنظيم 176 ضبطاُ تموينياً خلال أسبوع

GMT 01:00 2019 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

شكران تؤكد أن شخصيتها في مسلسل "وردة شامية" منحتها حقّها

GMT 09:45 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنان أحمد فلوكس يثير الجدل بصورة مع بشرى

GMT 03:50 2019 الخميس ,18 تموز / يوليو

حسام جنيد إتُهم بالتهرب من الخدمة العسكرية

GMT 06:46 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

يونكر يؤكد الاجراءات التركية “غير مقبولة”

GMT 16:31 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف عن قدرات ملاحية خارقة لـ"تنين الكومودو"

GMT 10:22 2018 الإثنين ,30 إبريل / نيسان

بدء تصوير الجزء الثالث من فيلم الرعب Annabelle"

GMT 14:15 2017 الخميس ,28 أيلول / سبتمبر

كلبٌ وحكيم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24