وفدٌ أميركي رفيع المستوى يصل معبر باب الهوى الحدوديّ بين سوريا وتركيا
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

في خطوة لم تتكرر منذ عام 2011

وفدٌ أميركي رفيع المستوى يصل معبر باب الهوى الحدوديّ بين سوريا وتركيا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - وفدٌ أميركي رفيع المستوى يصل معبر باب الهوى الحدوديّ بين سوريا وتركيا

معبر باب الهوى الحدوديّ
دمشق - سورية 24

حطّ وفدٌ أميركي رفيع المستوى في معبر باب الهوى الحدوديّ بين سوريا وتركيا في خطوة لم تتكرر منذ عام 2011.توقيت الزيارة لم يخلُ من دلالات ورسائل موجهة بمعظمها إلى اللاعبين الرئيسيين – موسكو وطهران ودمشق وأنقرة، غير أن بعض هذه الدلالات والرسائل قد يتسرّب إلى أقنية “جبهة النصرة” المصنّفة على قائمة الارهاب العالميّة والتي يُعتبر معبر باب الهوى بمثابة العمق الاقتصادي وشريان الحياة لإمارتها الاسلامية.

في خطوةٍ نادرة تعكس توجهات أميركية جديدة على أكثر من صعيد، زار وفد أميركي رفيع المستوى يضمّ كلاً من المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري والمندوبة الأميركية في الأمم المتحدة كيلي كرافت والسفير الأميركي في أنقرة ديفيد ساترفيلد، معبر باب الهوى الحدودي بين محافظة إدلب السورية وولاية هاتاي التركية يوم الثلاثاء 3 آذار/مارس.

جاء توقيت الزيارة في ظل التصعيد الكبير الذي تشهده ساحة إدلب بين الجيش السوري وحلفائه من جهة والفصائل المدعومة من قبل أنقرة من جهة ثانية حيث ارتفعت سخونة المواجهات بين الطرفين متركزة بشكل أساسي في محيط مدينة سراقب، عقدة الطرق المطلوبة من جميع الأطراف لأهميتها الاستراتيجية.

وجاء كذلك قبل ساعاتٍ فقط من موعد القمة المرتقبة بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم غدٍ الخميس حيث من المتوقع أن يكون لأوراق الميدان أهمية كبيرة في تحديد ما يمكن أن يتفق عليه الرئيسان بخصوص ملف إدلب.

ومما لاشك فيه أن المسؤولين الأميركيين لم تكن أقدامهم لتطأ أرض إدلب الساخنة في ظل هذه الظروف العصيبة سياسياً وعسكرياً، إلا وفي جعبتهم رسائل لا تقل سخونة يريدون إيصالها لكل من يعنيه الأمر، وهم كثر فيما يخص الصراع المفتوح على خرائط النفود والسيطرة في آخر مناطق خفض التصعيد. وأهم هذه الأطراف المعنية بتلقّي الرسائل الأميركية هما أنقرة وموسكو اللتين لم تخف الولايات المتحدة في الأيام الماضية توقعاتها بأن يصل الصراع بينهما إلى حدّ المواجهة العسكرية المباشرة.

وشكّل التصعيد في إدلب وبروز الخلافات الروسية – التركية على السطح، فرصة جديدة للسياسة الأميركية من أجل استئناف جهودها على خطّ إعادة استقطاب أنقرة لصفّها وإخراجها من دائرة التوافق مع موسكو.

ورغم الخلافات داخل الإدارة الأميركية بين البنتاغون من جهة وجيمس جيفري من جهة ثانية حول طريقة التعاطي مع تركيا في هذه المرحلة، يبدو أن الأخير قد نجح في تأمين الحد الأدنى من الدعم المعنوي والسياسي وحتى العسكري ولو جزئياً من أجل إقناع الإدارة التركية بجدوى جهوده ومدى قدرته على إدارة الملف بما يناسب الطموحات التركية، وقد يكون أهم أصناف هذا الدعم هو ما تحدث عنه جيفري أثناء زيارته لمعبر باب الهوى حول التبادل الاستخباري والتأكد من جاهزية العتاد، وذلك برغم أن البنتاغون كان قد رفض المشاركة في تقديم أي دعم جوي للعملية العسكرية التي أطلقتها تركيا تحت اسم “درع الربيع”.

شكّل التصعيد في إدلب وبروز الخلافات الروسية – التركية على السطح، فرصة جديدة للسياسة الأميركية من أجل استئناف جهودها على خطّ إعادة استقطاب أنقرة

ومع أن الحد الأدنى الذي عرضه جيفري لا يلبي الرغبات التركية التي انصبّت منذ التصعيد الأخير على ضرورة تفعيل البند الخامس من معاهدة حلف الناتو، إلا أنه يشير بشكل أو بآخر إلى مدى التغييرات التي فرضتها تطورات ملف إدلب على صعيد السياسة الأميركية التي كانت محصورة في شرق الفرات منذ بدء التحالف الدولي حربه ضد “الدولة الاسلامية” – “داعش” عام 2014.

لذلك فإن الانزال السياسي الأميركي على معبر باب الهوى يمكن اعتباره بمثابة الانعطافة في السياسة الأميركية التي ربما تشي برغبة واشنطن في كسر أحد الخطوط الحمراء مع موسكو ومزاحمتها على إدارة الصراع حول إدلب بما ينطوي عليه من تعقيدات إقليمية ودولية.

ولعل في اللقاء الذي جمع الوفد الأميركي مع عناصر “الخوذ البيضاء” رسالة مبطنة إلى موسكو مفادها أن واشنطن لديها سردية حول أحداث إدلب وتطوراتها مختلفة اختلافاً جذرياً عن السردية الروسية التي طالما اعتبرت “الخوذ البيضاء” بمثابة “ذراع إنسانية” لتغطية العمليات الارهابية والتحضير لفبركة الهجمات الكيميائية.

ورغم رمزية هذه الرسالة، فهي تحمل في طياتها دلالات كثيرة بخصوص إصرار واشنطن على استخدام ذات الأذرع والأدوات من أجل عرقلة الجهود الروسية لإنهاء ملفات الصراع بجوانبها العسكرية والتفرغ للجوانب السياسي.

لكن اختيار الوفد الأميركي لنقطة معبر باب الهوى من أجل توجيه الرسائل الأميركية، لا يخلو من دلالات مشبوهة وإشارات قد تلتقط بعضها رادارات التنظيمات الارهابية وعلى رأسها “جبهة النصرة” التي دأبت خلال الشهرين الماضيين على إعادة تلميع نفسها ومحاولة تقديم أوراق اعتمادها لجهات خارجية على أمل أن يسعفها ذلك في وضع بعض الوقت في ساعة إمارتها الاسلامية التي تعاني من هزائم قاسية على يد الجيش السوري.

وكان من اللافت أن المندوبة الأميركية كيلي كرافت أطلّت برأسها من بوابة المساعدات الانسانية حيث كتبت في تغريدة على حسابها الرسمي على تويتر أن أن “إدارة ترمب خصصت 108 ملايين دولار أمريكي من المساعدات الإنسانية الأميركية لتقديمها إلى السوريين”.

وكان أبو محمد الجولاني زعيم “جبهة النصرة” قد أكد في لقائه الأخير مع مجموعة الأزمات الدولية أن تنظيمه يراجع سياسته إزاء المساعدات الانسانية وأنه على أتم الاستعداد للتعاون مع أي جهة تقدم المساعدات الانسانية لإدلب.

ومن شأن هذا “التخاطر” بين مراجعات الجولاني والكرم الأميركي في مساعدة السوريين، أن يطرح تساؤلات كثيرة بخصوص زيارة الوفد الأميركي إلى معبر باب الهوى الذي لا يعتبر بمثابة المعقل الاقتصادي والعسكري لـ “جبهة النصرة” بل أنه يحمل رمزية كبيرة جداً بخصوص “أسلمة” التنظيمات المسلحة السورية وانتقالها من ضفة “الاعتدال الأميركي المدروس والمخطط له” إلى ضفة التطرف والارهاب.

وكانت “جبهة النصرة” قد سيطرت على معبر باب الهوى منذ منتصف عام 2019 بعد طرد “فيلق الشام” و”أحرار الشام” منه. ومنذ ذلك الحين تولى مقاتلو “جبهة النصرة” حماية وإدارة المعبر. فهل دخل المسؤولون الأميركيون بالتنسيق مع هؤلاء المقاتلين الذي تعتبرهم الولايات المتحدة إرهابيون أم أنهم دخلوا وهم مطمئنون على سلامتهم وأمنهم رغم أن من يسيطر على المعبر هي جماعة إرهابية؟

وأكثر من ذلك، فقد شهد معبر باب الهوى في أواخر عام 2013 ما يمكن وصفه بأنه انعطافة جذرية في انتقال العمل العسكري المسلح في سوريا إلى التطرف والارهاب وذلك عندما هاجمت “الجبهة الاسلامية” بالتحالف مع “جبهة النصرة” مكاتب ومستودعات ما كان يسمى “الجيش الحر” وأنهت وجوده عملياً بعد فرار قائده اللواء المنشق سليم إدريس، علماً أن معظم مستودعات الأسلحة في ذلك الحين كانت مكدسة بأسلحة مقدمة من غرفة عمليات “الموك” التي كانت تديرها الاستخبارات الأميركية، ومن بينها صواريخ “التاو” التي انتقلت جميعها إلى ملكية التنظيمات الاسلامية في ظل صمت أميركي مريب في ذلك الوقت.

ومن الذكريات الأميركية السيئة مع معبر باب الهوى– حسب الفرض- عندما حاولت الولايات المتحدة عام 2014 إدخال مجموعة مسلحة مدعومة من قبلها عبر المعبر إلى داخل الأراضي السورية فقامت “جبهة النصرة” بإبادة معظم عناصر هذه المجموعة واعتقال من بقي منهم على قيد الحياة منهم.

قد يهمــك أيضــا:

 المرصد السوري يؤكّد انسحاب الجيش التركي من بلدة النيرب

المرصد السوري يؤكد أن قوات النظام تتقدّم في الشمال الغربي وتسيطر على 20 قرية

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وفدٌ أميركي رفيع المستوى يصل معبر باب الهوى الحدوديّ بين سوريا وتركيا وفدٌ أميركي رفيع المستوى يصل معبر باب الهوى الحدوديّ بين سوريا وتركيا



GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:08 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

بيان عملي لمديرية الدفاع المدني في طرطوس

GMT 18:55 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

طالبة مصرية يطرق مشروع تخرجها أبواب العالمية

GMT 14:17 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحدث موديلات خواتم الذهب خريف 2019

GMT 10:27 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيت بيوت

GMT 16:42 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

17 حيلة لجعل عطرك يدوم لفترة أطول وقت الخروج

GMT 03:56 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع بالطبيعة والمعالم التاريخية في سلطنة عمان خلال الشتاء

GMT 02:51 2019 الإثنين ,22 تموز / يوليو

العثور على سلحفاة نادرة برأسين في جزيرة مابول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24